قبيل تركيب قوائم العضوية :
انتخاب قيادة جماهيرية ضمن قوائم العضوية امر في غاية الاهمية
بقلم : عادل عامر – ابو بشار
قبل فترة وجيزة ، وتحديدا في اعقاب حادث اطلاق النار العشوائي، واصابة الشاب اليافع علاء بدير بعيارات نارية ، استضافني موقع القسماوي نت للحديث عن العنف وأسبابه ، والى اين تسير كفر قاسم.؟ وقد قلت في هذه المقابلة ان من اهم اسباب تفشي العنف هو غياب القيادات في مجتمعنا القسماوي في الكثير من المجالات والنواحي، التي باستطاعتها بلورة رأي عام والتأثير عليه وجذبه نحو اهداف ايجابية وأخلاقية.
وبالامس ، جرى في المركز الجماهيري ، حفل التوقيع على وثيقة تؤكد التزام المرشحين الثلاثة لرئاسة بلدية كفر قاسم ،بمعركة انتخابية نظيفة وخالية من العنف على انواعه. وهذه الخطوة الرمزية لها اهميتها كونها تسلط الضوء على العنف وتحاول تفاديه قبل وقوعه. وهذا بحد ذاته تقدما الى الامام ومحاولة محمودة لمعالجة الامر وتأكيدا من قبل اوساط شبابية انها واعية لتفشي ظواهر العنف وتبدي استعدادا واضحا لمقاومته والعمل للحد منه.
وقد رأيت من المناسب وقبل ان تبدء مسيرة تشكيل وتركيب قوائم العضوية لانتخابات البلدية، ان اعود للموضوع مرة ثانية، لعل وعسى ان نتفادى الوقوع في الخطاء مجددا .وذلك خدمة للهدف الاسمى وهو بناء قيادات جماهيرية تستطيع مواجهة ما تعانيه كفر قاسم من افات وسلبيات وعلى رأسها افة العنف المنتشرة ، وذلك من خلال رؤيتنا ان للقيادة الجماهيرية وزنا في قيادة المجمتع نحو تحقيق اهدافه وضبط حركته وفق رزمة من القيم والاخلاق والقواعد .
هناك من يرى ان معركة الانتخابات للسلطات المحلية وللبلديات ، هي معركة على رئاسة البلدية فقط ، وان العضوية هي امر ثانوي وهي بلأساس توليفة لتحقيق بعض المصالح الشخصية لهذا المرشح او ذلك. وهي مكرسة ، بالأساس ، لأنجاح مرشح الرئاسة الذي سيضمن تحقيق المصالح الشخصية لمرشحي العضوية او لعائلته ليس اكثر.
ولهذا تم ابتكار واختراع افة ومصيبة في غاية الخطورة وهو تقاسم العضوية بين اربعه مرشحين واحيانا اكثر . اذا يحصل كل مرشح على بضعة اشهر في عضوية البلدية يسعى من خلالها وباسرع وقت ممكن لتحقيق اهدافه ومصالحه الفردية الخاصة والشخصية وكفى المؤمنين شر القتال. ويذهب الى حال سبيلة بعد ان تنتهي مدة عضويته في البلدية ، متأبطا درعا يشيد بعطاءه وتفانيه واخلاصه .
أي بمعنى ان المجلس البلدي بدل ان يكون المكان الذي يجري تداول شؤون البلد والناس ومصالحهم المجتمعية والجمعية يصبح هم العضو تحقيق مصالحه ليس اكثر. بدل ان يتعمق العضو في شؤون الناس وكيفية وضع الخطط لتطوير البلد ومواجهة التحديدات يصبح همه الوحيد كيفية ترتيب اموره الشخصية و " ابتزاز " رئيس البلدية لمصالحه الشخصية وبذلك يصبح الحديث عن قيادة منتخبة وقيادة جماهيرية ضربا من العبث وحديث فارغ المضمون وبالتالي وعند حدوث أي امر طارئ او عادي لا نجد من يتصدى له او حتى لديه الاستعداد والجهوزية الاخلاقية والجماهيرية لمواجهة هذه الازمة او تلك.
وبالمقابل فان قوى الشر والرذيلة لديها مجسات في غاية الحدة بحيث تستطيع ان تستشف غياب هذه القيادة وغياب أي رادع اخلاقي او سياسي لممارسة عنفها او استغلال العنف لابتزاز المجمتع بمختلف مستوياته ويصبح العنف الوسيلة الاسهل والاسرع لتحقيق الاهداف الشيطانية او للحفاظ على مكانة مجتمعية او لحل خلافاتنا التي تكون في اغلب الاحيانا في قمة التفاهة والسخافة وبالامكان حلها بشكل اخلاقي معتمدين لغة التسامح والاحترام والصبر والتأني
وقديما قيل " الي ملوش كبير يشتريلو كبير " ونحن وفي حالتنا لسنا بحاجة ان نشتري كبيرا لانه وبكل بساطة نستطيع انتخابه. ولهذا من المهم ان نبدأ بالنظر الى قوائم العضوية نظرة اخرى وانها فرصه ذهبية لتشكيل قيادة جماهيرية منتخبة باستطاعتها التأثير على المجتمع ومعالجة مشاكله ، من خلال دراسة قضاياه ومعالجتها بعمق، وهذا الامر يتم فقط من خلال الكف فورا عن هذه الافة المسماة تقاسم العضوية، وانتخاب اعضاء بمقدورهم القيام بواجبهم لفترة انتخابية كاملة او اكثر وذلك بهدف خلق قيادة جماهيرية تعرف الناس وتعرف همومهم وتكون سندا لرئيس البلدية وليس عالة عليه.
وكذلك لتشكيل مجلس بلدي متجانس يمثل اطياف كفر قاسم العائلية والسياسية يعكف على طرح المشاكل الجماعية والعامة ويبحثها للعمق ويكون على تواصل مستمر مع الناس ومع الاهالي ومع قضاياهم ومشاكلهم.
ولهذا استغل هذه المناسبة وقبل الشروع في تشكيل القوائم, لتوجيه الدعوة الصادقة لكل القوائم ، ان تنتخب ممثليها للعضوية بكامل المسؤولية والكف والتخلي فورا عن هذه الافة المسماة تقاسم العضوية بحيث يستطيع العضو المنتخب ان يمارس عضويته وواجبه لكامل المدة. ان هذه الدعوة وانتخاب قيادة جماهيرية هي بداية الطريق للبدء في معالجة قضايانا ، وهي كثيرة, ومن ضمنها العنف ، بشكل اعمق وافضل.
لعل وعسى
اضف تعقيب