الجميع يحب أن يرى الحق معه دائماً، والجميع يتمنى لو أنه لم يخطئ أبداً، والبعض يعتقد أنه لا يخطئ أبداً، وبين الخلاف والصراع والغرور .. تتعقد الحياة الزوجية خاصة لو كان بداخلها طرف مغرور لا يعترف بالخطأ ولا يقر بالندم.
هنا نتسائل إذا كان من حقك ألا تعترفين بخطأك من أجل إقامة صراع مع زوجك عنوانه الغرور والكرامة، فأين حق زوجك في الشعور بحياة زوجية هادئة ومستقرة؟.
حب امتلاك
للأسف يصيب بعض منا الغرور من أجل اكتساب الحق في امتلاك مقاليد الأمور، والتحكم في كل شئ يخص العلاقة الزوجية، دون النظر إن كان هذا سيرضي الطرف الآخر أم لا، نحن ندفع كل شئ من أعصابنا ووقتنا وعنادنا أحياناً من أجل أن نثبت أننا الطرف الأصدق والأصلح.
الكثير منا لا يريد أن يشعر بالهزيمة، فيتمالكه الغرور من أجل ألا يشعر بهذا الأمر مطلقاً، برغم أن الأمور بين الزوجين لا تستلزم كل هذا العناء، فقليلاً من الحميمية في النقاش وتفهم وجهة نظر الطرف الآخر، سيشعر الطرفين بالارتياح، ويتجنبا معاً كل المشكلات التي يمكن أن تهدد الحياة الزوجية.
الخوف من الخطأ
أعلم أن الخوف من الخطأ يجعلنا مصرين دائماً أننا لم نخطئ، فالخوف دائماً يعني الخسارة ولا أحد من البشر يريد أن يخسر، فالخسارة تعني عدم الاحترام، أو التقليل من كرامة صاحبها، وهكذا، ولذلك يرفض الناس الخطأ ويرفضون الاعتراف به.
ولكن من الحماقة أن نخشى من أخطائنا، فكل البشر خطائون، وخير الخطائين التوابون، فالاعتراف بالخطأ لن يؤدي للموت، ولن يؤدي لأي شئ سوى أننا تعلمنا من خطأنا، وقررنا ألا نكرره مرة ثانية.
والحقيقة فالاعتراف بالخطأ أكرم كثيراً للمرء من تعاليه وغروره أمام الشريك، فالعناد والغرور لن يؤدي إلا لمفترق طرق، العناد درب من دروب الجنون في أي علاقة زوجية، لأن كل ما سنحصل عليه جراء العناد هو شعور مؤقت بالارتياح المتعجرف، سيعقبه استياء شديد من الشريك، وانتقاص لصورتك بعينه.
ليست حرب
ولنعلم جميعاً أن العلاقة الزوجية ليست حرب لابد أن ينتصر فيها طرف على حساب طرف آخر، الزواج ليس به خسارة ومكسب، الزواج علاقة يجب أن تقوم على التعادل بين الزوجين، هذا ينتصر مرة، وهذا ينتصر الأخرى، هكذا تسير الحياة، ودون ذلك الفشل لا قدر الله.
اضف تعقيب