الشيخ رائد صلاح: مثلما زال الاحتلال البريطاني فإن زوال الاحتلال الاسرائيلي قريب
تخلل اللقاء وصلات إنشادية للفنّان كفاح زريقي الذي أبدع في تقدم فقرات إنشادية تفاعل معها الحضور بالدموع والحماس كما وقدّم مسرح الميادين فقرة مسرح بعنوان "زيارة جلّاد"
شيخ الاقصى الشيخ رائد صلاح:
أؤكد سلفا وأقول أن مدرسة الحرية ومدرسة أسرى الحرية التي طردت الإحتلال البريطاني هي نفسها مدرسة الحرية ومدرسة أسرى الحرية التي ستطرد الإحتلال الاسرائيلي
لو ماتت ضمائر الأسرى لماتت ضمائرنا ولما وجدنا فينا من يقف ويلعن الإحتلال الاسرائيلي ويبشر بزاوله القريب هم ضميرنا على الرغم مما يعيشون من صبر وشدة وظلم وجوع وبرد ومرض وحرمان ومن قضبان وتسلط
الشيخ خالد حمدان:
نحن اليوم نعيش لحظات نتذكر ونذكّر بأسرانا وهي لحظات هامة في حياتنا وتاريخنا وهذا قدرنا أن يكون شعبنا الفلسطيني ينزف على كل المستويات
هذا تاريخنا صحيح أن فيه من المرارة والألم عندما نتذكّر نجد هؤلاء الأبطال الذي ضحوا بكل شيء من أجل قضيتنا العادلة، فنجد فيهم معاني العزة والكرامة والحريةd
وشارك في هذه المناسبة، المئات من جهور الطلاب الثانويين وأسرى محررين وأهالي أسرى قابعين في السجون، إضافة الى الشيخ رائد صلاح رئيس لجنة الحريات للأسرى الشهداء والجرحى المنبثقة عن لجنة المتابعة، والشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم.
تلبية الدعوة
ورحبّت عريفتا الحفل ريما شاكر وغدير سعادة بالحضور وقد شكرن المشاركين على تلبية الدعوة لطرح قضية الأسرى على جمهور الطلاب الثانويين ليصل صوت أسرى الحرية الى كل شرائح مجتمعنا الفلسطيني، وإفتتح اللقاء بتلاوة عطرة قدّمها الشيخ يوسف إدريس. فيما رحّب الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم في كلمته الإفتتاحية بالحضور وأثنى على جهود مجموعة قمم وهمم للطالبات الجامعيات، ومؤسسة يوسف الصديق، المركز الجماهيري والعاملين به، محمد صالح والأخت أندلس التي تتابع العمل النسائي في المركز الجماهيري، وديوان الثلاثاء وكل الأخوات الفاضلات اللاتي يشاركن في فعاليات المركز الجماهيري كما وحيا الطلاب الثانويين الضيوف، والأسرى المحريين وذويهم.
"قضيتنا العادلة"
وقال الشيخ خالد حمدان: "نحن اليوم نعيش لحظات نتذكر ونذكّر بأسرانا وهي لحظات هامة في حياتنا وتاريخنا، وهذا قدرنا أن يكون شعبنا الفلسطيني ينزف على كل المستويات، والنكبة بكل صورها وأشكالها لا زالت مستمرة، لا أظنّ أن هنالك شعب من شعوب القرى الأرضية كلها عاني ما عاناه الشعب الفلسطيني الصابر والمرابط، فهذه قضيتنا العادلة، نعلم أننا نفتح جرحا بليغا ونازفا من جروح شعبنا الفلسطيني، ولكن لا بدّ أن نتذكّر، ولا ينبغي ان ننسى". ودعا الى الإكثار من هذه الأنشطة، حيث قال: "هذا تاريخنا صحيح أن فيه من المرارة والألم عندما نتذكّر نجد هؤلاء الأبطال الذي ضحوا بكل شيء من أجل قضيتنا العادلة، فنجد فيهم معاني العزة والكرامة والحرية".
قضية الأسرى
وفي كلمته قال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية ورئيس لجنة الحريات: "إن قضية الأسرى بدأت منذ عام 1917م، أي قبل عشرات السنوات التي شهدت فيها أرضنا المباركة الإحتلال البريطاني، ومنذ تلك الأيام من وقف من أهلنا من وقف في وجه الإحتلال البريطاني، ثم جاء الإحتلال الاسرائيلي، وضع كل ظلمه وشرّه على أرض أهلنا في القدس وأكنافها والمسجد الأقصى وأكنافه، فقام من قام من أحرارنا ومن حرائرنا في وجه الإحتلال الاسرائيلي، وأؤكد سلفا وأقول أن مدرسة الحرية ومدرسة أسرى الحرية التي طردت الإحتلال البريطاني هي نفسها مدرسة الحرية ومدرسة أسرى الحرية التي ستطرد الإحتلال الاسرائيلي".
رفض الظلم الاسرائيلي
وأشار الشيخ رائد أنه "منذ عام 1917م، دخل السجون من شعبنا الفلسطيني حوالي مليون أسير وأسيرة، ما بين سجون بريطانية وسجون اسرائيلية، لم يرضوا بالذل والهوان ولا بإحتلال الأرض ولا المقدسات، عاشوا بالظلمات لنعيش تحت شمس الكرامة، نحني لهم رؤوسا إحتراما وتبجيلا، ونحيي ذكراهم العطرة وننقلها من الأجيال الى الأجيال، هذا أقل تقدير يربطنا مع أسرى وأسيرات الحرية". وأوضح أن "هنالك أكثر من 200 شهيد إستشهدوا في السجون إما تحت التعذيب بعد أن تواصل المرض في أجسادهم وأصبحوا في حالة نزاع، وقد رفض الظلم الاسرائيلي أن يعالجهم وأن يخرجهم من السجون، ومع هذا الرقم فإن إرادة الاسرى والأسيرات لم تنكسر وظل صوتهم هو ضمير الشعب الفلسطيني وضمير القدس والمسجد الأقصى". وأكد قائلا: "لو ماتت ضمائر الأسرى لماتت ضمائرنا، ولما وجدنا فينا من يقف ويلعن الإحتلال الاسرائيلي ويبشر بزاوله القريب، هم ضميرنا على الرغم مما يعيشون من صبر وشدة وظلم وجوع وبرد ومرض وحرمان ومن قضبان وتسلط، ومع ذلك واحدهم وواحدتهم هي أعلى من الجبال في قامتها وهي بصوت أعلى من الريح في أشدّ عصفها في وجه السجان الاسرائيلي". وأضاف: "يوم أن نتحدث عنهم، فإننا نتحدث عن مواقف بطولات، وإن من يحمل الحق أقوى من الظالم الذي يحمل أسلحة الدمار، المفهوم الذي يعرف درب الحرية أقوى من كل كلاب السجون بدون إستثناء، لأسرانا قصص ومدرسة فُتحت لن تُغلق الا إذا زال الاحتلال، ومن هنا نقولها أن العالم تعلم الكثير من صمود شعبنا الفلسطيني".
تحطيم الأسرى الفلسطينيين
وضرب الشيخ رائد صلاح قصصا لمواقف حدثت مع بعض الأسرى وتطرق الى تحطيم الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم سامر العيساوي لكل الأرقام القياسية في التاريخ النضال ضد الظم من خلال معركة الأمعاء الخاوية. وحيّا شيخ الأقصى الأسرى الأردنيين الذين التحقوا بقافلة أسرى الحرية، لا طمعا بمال ولا ذهب ولا بدنيا بكل أشكالها، بل لمساندة السعي الإسلامي العربي الفلسطيني نصرة للقدس والمسجد الأقصى، قائلا: "لهم منّا ألف تحية لأولائك الأسرى الذين يضربون عن الطعام ونؤكد لهم أنتم منّا ونحن منكم، حريتنا من حريتكم شدتنا من شدتكم وصمودنا من صمودكم". وأكمل قائلا: "يوم أن نتحدث عن ملف أسرى الحرية، نحن نتحدث عن تراث عظيم لا أقول تراث إنسان دخل وخرج، فهذا توصيف ساذج بسيط، بل نتحدث عن تراث عظيم من أسرى وأسيرات لهم عشرات من دواوين الشعر ومئات الكتب الفكرية، وعشرات الكتب الأدبية والقصص، لهم عالم رسمهم، عالم تأملاتهم واحاسيسهم، كل ذلك صاغوه بتراث عظيم، أبشركم أننا في مسيرتنا كجزء مناصر داعم لأسرى وأسيرات الحرية، نحن اليوم نعكف على توثيق كل تراث أسرى الحرية منذ عام 1917 ليكون بمتناول أيديكم وأيدي الأجيال القادمة ، ليعرفوا أن أبطالا كان لهم حافظوا على كل الثوابت الفلسطينية". واختتم قائلا: "لماذا نحن نقوم بهذا الدور، لم نستقرضه من وراء البحار، بل إنتمائنا هو الذي يوجب علينا هذا الدور، مستشهدا بقول الرسول" فكوا العاني وأطعموا الجائع وعودوا المريض".
القضية الفلسطينية
بدوره شكر الأسير المحرر خالد حمدان مؤسسة يوسف الصديق التي حملت على كاهلها شعارا قولا وعملا "نحن قوم لا ننسى أسرانا في السجون"، كذلك كل من أعدّ وحضر من مجموعة قمم وهمم وكل من ساهم في هذا الجمع المبارك". وتحدث عن تجربته في الأسر حيث قال: "قبل أكثر من عقد من الزمان شاءت العناية الالهية أن آتي الى أم النور تلميذا في كلية الدعوة والعلوم الاسلامية، في تلك الفترة تعرفت على الفكرة الاسلامية، وكانت إنتفاضة الأقصى بأوجهها ودخلت المعتقل، هناك تعرفت على القضية الفلسطينية أكثر وعلى إخوة من شتى البقاع، اليوم عندما نقول شاليط الجندي الأرعن، الكل يعرفه، لكن ليس الجميع يعرف الأسير أبو اياد او أبو جهاد او الشيخ سعيد أبو عبد الله وهؤلاء أسرى أم الفحم".
وأكد: "هذه أزمة تتحملها القيادات الآباء والأجداد. وهي أمانة عاهدت الله أن أحملها على عاتقي من أجل إخواني الأسرى وأن اوصل صرختهم الى كل الكون أحياء وأمواتا وكل الوجود، إن أكلهم وطعامهم ونومهم وشربهم وكل حياتهم مقيدة وكف المعتقل مقيد لكن أرواحهم حرة طليقة سرمدية أبدية ترنو الى العلياء في جوف الليل تصرخ تقول يا الله".
وصلات إنشادية
هذا وتخلل اللقاء وصلات إنشادية للفنّان كفاح زريقي الذي أبدع في تقدم فقرات إنشادية تفاعل معها الحضور بالدموع والحماس، كما وقدّم مسرح الميادين فقرة مسرح بعنوان "زيارة جلّاد". وشهد اللقاء فقرة تكريم لأسرى محررين وهم محمد عقل المصري من الطيرة، عمار الشرشير من الطيبة، وخالد حمدوني من طمرة.
هذا وأعرب الشيخ نضال أبو شيخة في حديث لـ"فلسطينيو 48" عن إنطباعه من هذا اللقاء الذي حشد مئات الطلاب ليتعرفوا على هذه القضية قائلا: "لقاء إنساني وتضامني بكل المعاني، هذا الموقف والكلمات والدموع والنشيد كله لوحة جميلة تصب وتساهم في قضية الأسرى، تعبر عن هذا الموقف والقضية ونشكر كل من ساهم وأعطى وقدّم لرفع سقف قضية الأسرى والتفاعل معها، نأمل أن تكون في ميزان حسناتهم والأمل للإفراج عنهم".
السعي للتغيير
أندلس اغبارية القائمة مديرة وحدة الوالدية والأسرة والمشرفة على مجموعة قمم وهمم أكدت أن هذه اللقاءات هي إنطلاقة لمجموعة قمم والهمم التي تقوم عليها طالبات جامعيات يسعين للتغيير، ومن معايير التغيير التعرف على المخيط وشرائحه المختلفة التي تعاني في إعلاء صوت الحق الذين دفعوا وبذلوا جهودهم وضحوا بحياتهم في سبيل قضايا مجتعنا العادلة". وثمّنت اغبارية التجاوب الكبير وشكرت المدارس التي أرسلت طلابها مشيرة الى أن المعرض مستمر لمدة ثلاثة أيام وسيستقبل يوم غد وبعد غد شرائح أخرى مختلفة .
اضف تعقيب