الشاباك الاسرائيلي .. عباس لن يحقق أي مكسب من التفاوض مع نتنياهو والمعارضة تفرض على الحكومة مناقشة المبادرة العربية
فرضت المعارضة البرلمانية الإسرائيلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، لأول مرة، بحث مبادرة السلام العربية، لكن الأكثرية الأوتوماتيكية للائتلاف اليميني ساندت موقف الحكومة القائل بأن "القيادة الفلسطينية الحالية هي التي تمنع التقدم في عملية السلام". ومع ذلك قال نتنياهو إن حكومته مستعدة لمناقشة أي مبادرة، بما في ذلك المبادرة العربية. ثم جدد الدعوة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ليعطي المفاوضات فرصة.
في غضون ذلك قال رئيس جهاز الأمن العام (شاباك) الجديد يورام كوهين بأن عباس لن يستطيع تحقيق أي شيء في المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية الحالية "لكونه عالقا في مبادرة رئيس الحكومة الأسبق، إيهود أولمرت".
وكانت النائبة زهافا غالأون، رئيسة حزب "ميرتس" اليساري، قد نجحت في تجنيد تواقيع 40 نائبا مؤيدا لفكرتها في المعارضة، ففرضت على الحكومة إجراء مناقشة حول مبادرة السلام العربية، وذلك لأول مرة منذ أن طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد في العام 2002. واستهلت غلأون البحث بالقول إن "المبادرة العربية هي أفضل ما جرى لإسرائيل وشعوب المنطقة خلال السنوات المئة التي مرت على الصراع الإسرائيلي - العربي، ولا يعقل أن تظل الحكومة متجاهلة لها". وعادت لتعرف الجمهور الإسرائيلي على أهم بنود المبادرة، وقالت إن "العرب يقترحون على إسرائيل إقامة السلام مع جميع دولهم مقابل الانسحاب إلى حدود العام 1967 مع تعديلات طفيفة في الحدود. وهذا عرض مهم وقوي وتاريخي. وفقط حكومة لا تتمتع بالمسؤولية الوطنية يمكن أن تتجاهل هذا العرض".
وتكلمت رئيسة حزب العمل المعارض، شيلي يحيموفتش، فقالت إن السياسة التي يقودها نتنياهو ويتنكر فيها لعملية السلام، هي معادية للصهيونية، لأنها تؤدي إلى سقوط فكرة دولتين للشعبين، وحلول فكرة الدولة الواحدة للشعبين، وهي التي تهدد الأكثرية اليهودية في البلاد، وفقدان الدولة اليهودية، واستبدال دولة ثنائية القومية بها.
وحرص نتنياهو على حضور الجلسة التي استمرت ساعتين حتى نهايتها، وأبدى توجها جديا لما يقوله نوابه وخصومه، فاستمع لجميع الخطابات، ثم وقف يرد فقال إن "إسرائيل لا تتجاهل شيئا، والكثير من الجهود التي تبذلها وراء الكواليس تتعامل مع كل المظاهر الإيجابية بتوجه إسرائيلي إيجابي، لكن المشكلة تكمن في الطرف الفلسطيني الذي يطالب إسرائيل بأن تستجيب إلى مطالبه التفاوضية قبل أن تبدأ المفاوضات". وقال نتنياهو إن حكومته ملتزمة بعملية السلام وتتعاون مع وزير الخارجية الأميركي. ودعا الرئيس عباس إلى التجاوب قائلا باللغة الإنجليزية "التي يتقنها كلانا"، حسب قوله: "أعط السلام فرصة".
وكان رئيس "الشاباك" كوهن، قد أدلى بتصريحات أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قال فيها إن "رئيس السلطة الفلسطينية لا يؤمن حقا بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، ولن يتوصل إلى أي مكسب في المفاوضات مع حكومة إسرائيل الحالية".
وقال كوهن خلال جلسة سرية عقدت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، ونشرتها صحيفة "معاريف" أمس، على لسان عدد من أعضاء الكنيست حضروا الجلسة، إن "تراجعا جديا يحصل في مواقف الجانب الفلسطيني من مفاوضات السلام، وفي الاعتقاد بإمكانية حصول عملية سياسية إيجابية بين الطرفين". كما نقل عنه قوله إن "الفلسطينيين ليسوا حريصين فعلا على تجديد المفاوضات مع إسرائيل، وذلك بسبب التعهدات التي حصل عليها عباس من رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت حول الدولة الفلسطينية". وبحسب كوهن فإن نقطة البداية للمفاوضات أمام الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست قريبة مما بحث في عهد أولمرت، ولذلك فإنه بالنسبة لأبو مازن لن يستطيع أن يربح شيئا من الدخول في المفاوضات مع إسرائيل.
وأضاف كوهن أن "الدخول إلى المفاوضات في هذه النقطة أمر لا يرغب فيه أبو مازن؛ لأنه لن يواجه إلا الخسارة، خاصة أنه كان في وضع أفضل في المفاوضات السابقة". ونقل أحد أعضاء الكنيست عن كوهن قوله إن "أبو مازن يحمل معه دائما تعهدات السابقين، ولا ينجح في الدخول إلى واقع المسؤولين الحاليين، بما يعني أنه لا يوجد من يتحدث معه في الطرف الثاني".
اضف تعقيب