قال زئيف الكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في مؤتمر صحافي بموسكو يوم الخميس 13 حزيران (يونيو) إن إسرائيل طلبت من روسيا وقف تسليم صواريخ "إس-300" إلى سوريا لأنها تمثل تهديدا على المجال الجوي الإسرائيلي.
وأبرمت موسكو عقدا مع دمشق لبيع الصواريخ المصممة لاسقاط الطائرات والصواريخ لمدى يصل إلى 200 كيلومتر.
ويقول خبراء عسكريون إن "الصواريخ قد تعزز إلى حد بعيد الدفاعات السورية وتزيد قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على الصمود أمام مقاتلي المعارضة".
وترد روسيا بأن "الصواريخ أرض جو اس-300 ضرورية لاثناء الغرب عن تسليح مقاتلي المعارضة". وتقول حكومات غربية إن "تسليم أنظمة الصواريخ المتقدمة سيقوض الثقة في وفاء موسكو بالتزامها بالتحرك نحو السلام".
وقال الكين: "تعرب إسرائيل عن قلقها البالغ بشأن هذا التسليم (صواريخ اس-300)، والسبب وراء هذا بسيط. إن السلاح الذي قد يعتبر دفاعيا في موسكو بالنظر إلى أراضي روسيا الشاسعة يصبح سلاحا هجوميا في الشرق الأوسط. إن وضع هذه الأنظمة في دمشق يعني أن أي طائرة سواء كانت طائرة ركاب أو طائرة عسكرية قد تضرب أراضي إسرائيل في أي مكان".
وأشار الكين إلى ما حدث في ليبيا، حيث تم تهريب أسلحة قدمتها روسيا للزعيم الراحل معمر القذافي إلى أنحاء أخرى في شمال افريقيا بعد سقوط النظام واندلاع الصراع.
وقال الكين: "إن تسليم نظام (اس-300) لسوريا سيثير سؤالا حول أين سينتهي الحال بهذه الأسلحة في المستقبل؟ سيمثل بالطبع تهديدا خطيرا لسلامة الطيران إلى إسرائيل سواء كان مدنيا أو عسكريا. ويفسر هذا قلق إسرائيل الشديد من هذه الاحتمالات. أعتقد أن موقفنا وصل للرئيس الروسي".
وأضاف: "قدمنا طلبا إلى روسيا لوقف هذا التسليم لحين وضوح واستقرار الموقف في سوريا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض في وقت سابق هذا الشهر انتقادات وجهت لمبيعات الاسلحة الروسية لدمشق، لكنه قال إن "موسكو لم تسلم بعد صواريخ إس-300 التي تقول حكومات غربية إنها قد تطيل أمد الحرب الاهلية في سوريا".
وقال بعض الدبلوماسيين الغربيين إن موسكو قد لا تسلم الصواريخ لسوريا أو قد تؤخر الشحنة وتستخدمها ورقة تفاوض حتى تكون كلمتها مسموعة في المساعي الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وعبر الكين أيضا عن القلق من أن "تستخدم جماعة حزب الله اللبنانية الجيل الجديد من الاسلحة للهجوم على إسرائيل من الاراضي السورية".
وقال: "إن محاولة استغلال التصعيد في سوريا لتوصيل الجيل الجديد من الاسلحة إلى حزب الله الذي لا يملكه حتى الان هو خط أحمر بالنسبة لنا. وبالطبع سيعتبر توصيل أسلحة كيماوية نفس الشيء. إن مهاجمة إسرائيل من الاراضي السورية ستتطلب ردا مكافئا من جانبنا بالتأكيد".
ووجهت واشنطن وموسكو دعوة مشتركة لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف في أول محاولة من القوتين منذ عام لإنهاء الصراع لكن الامال ضئيلة في حدوث انفراجة.
اضف تعقيب