تعتبر العلاقة الزوجية أجمل علاقة تحدث لأي شخص علي وجه الأرض في مرحلة معينة من عمره، وبسبب الاتجاهات المختلفة والمتعارضة يفشل بعضنا في أن يحافظ علي مصباح هذه العلاقة متوهجا. ولنتذكر جيداً أن الحياة تمشي بنا حيث نريد وحيث لا نريد، وعلي الرغم من ذلك قد تكون بعض الأمور وردية ومشرقة في مرحلة معينة، لكن سرعان ما ندرك وجود شيء من الزيف والسلبية بها وفي حاجة ماسة إلي التغيير. وقد انتشر في مجتمعنا الحديث ظاهرة الطلاق، خاصة بين المتزوجين حديثاً، ويقع العديد من المتزوجين حديثاً في واحدة أو أكثر من هذه الأخطاء، التي يمكن تفاديها بسهولة وبحكمة: الخطأ الأول كثرة ديون بعد الزواج تهدد الحياة الزوجية ، والأعباء المادية يمكن أن تؤدي إلى الطلاق المبكر. لذلك كونا صريحين بشأن الأمور المالية منذ البداية. الخطأ الثاني عدم ممارسة الجنس لأن الزواج مشروع قائم على القبول الجنسي، فيجب أن يكون الجنس محوراً أساسياً للزواج. ولكن 60% من المتزوجين حديثاً كانوا متعبين ومرهقين للتفكير في الجنس، أما إذا كانت هناك مشكلة حقيقة، فتحدثا بصراحة عن الموضوع، فقد يكون هناك سوء تفاهم. الخطأ الثالث اهمال الزوج والزوجة لمظهرهما الخارجي حيث يبدؤون بكسب الوزن الزائد بسرعة، وفقدان الاهتمام بالذات، وهنا تكمن المشكلة حيث يبدأ الطرف الأخر بالشك في إن الشريك على ما يرام. الخطأ الرابع الخلفيات السلبية التي تركها الأهل في الذاكرة نتيجة الخلافات المادية، أو بسبب سوء تفاهم، أو ترسبات سابقة في المعاملة، والمهم تفادي هذه المشاكل وعدم السماح لتفاقم هذه المشكلات. الخطأ الخامس يصاب المتزوجون حديثاً وأهلهم بهوس إنجاب الأطفال الآن وليس غداً، كأن الأطفال مختبئون تحت الفراش. إذا كان الزوجان صغيران في السن، فلا داع للاستعجال، كذلك إذا كان هناك ديون متعلقة بمصاريف الزواج. لا ضير من تأجيل موضوع الإنجاب حتى يكون الطرفان متأكدان من أنهما مستعدان للطفل. هذا، ومن عوامل نجاح الحياة الزوجية أن تكوني سعيدة منسجمة مع أهل زوجك، ولهذا حاولي أن تتفهمي حياتهم، وتدرسي طباعهم من الأيام الأولى للخطبة، ففترة الخطبة ليست خاصة بمعرفة زوجك فقط، بل أيضًا أن تتعرفي على أهله وقومي بزيارتهم بين فترة وأخرى حتى لا تفاجئي بعد الزواج بطباعهم وعاداتهم، وحتى توفري على نفسك هذه المرحلة الانتقالية. إلى ذلك، يقول "جون جوتمان" أستاذ الطب النفسي في جامعة واشنطن الذي درس أكثر من 2000 حالة من الأزواج الجدد "إن التعبير عن الغضب وعدم الارتياح رغم ما فيه من مرارة إلا أنه يجعل الحياة الزوجية أكثر قوة على المدى الطويل، ويعد أفضل بكثير من قمع الرغبة في الشكوى، وهو تصرف يأتي بنتائج عكسية. ويؤيد هذه النتائج بحث آخر أجراه البروفيسور "هوارد ماركمان" خبير علم النفس ومدير مركز الدراسات الزوجية والأسرية في جامعة دينفر، ويضيف ماركمان إلى ذلك قوله :"ليس المهم هو درجة اختلاف أو اتفاق الزوجين ولكن الأكثر أهمية هو أسلوب التعامل مع الخلافات التي تظهر من وقت إلى آخر والاقتراب منها بطريقة ايجابية حتى تؤتي ثمارها".
اضف تعقيب