" لو تعرضت لهذا الاعتداء من قبل سائق يهودي لكان وقعه علي خفيفا... وما جرى على خلفية عنصرية"
اعرب احد الشباب (الاسم محفوظ في ملف التحرير- المحرر) من سكان قرية زيتا قرب نابلس في مناطق الضفة الغربية والبالغ من العمر ( 31 عاما) عن استياءه من التصرفات التي تعرض لها قبل حوالي اسبوع في مدينة كفر قاسم.
وتعود القصة كما يرويها الشاب لمراسلنا:" حينما كنت انتظر في الساعة السابعة الا ربع صباحا قرب دوار الساعة في كفر قاسم حافلة شركة كافيم العاملة على خط 5 ما بين كفر قاسم وبيتاح تكفا للذهاب لعملي، سويا مع اهالي من كفر قاسم، اذ توقفت الحافلة، وصعد اليها من صعد، وحينما هممت بالصعود لسلم الحافلة مع شقيقي الذي كان يرافقني، اذ صاح بنا السائق وهو من مدينة كفر قاسم (الاسم محفوظ في ملف التحرير- المحرر) قائلا انه يجب الا يصعد الى الحافلة من هو من غير سكان كفر قاسم".
الشاب من الضفة:" السائق منعنا من الصعود للحافلة بدون اي سبب يذكر"
وأضاف:" استغربنا كثيرا لاننا غير معتادون على مثل هذه التصرفات، وسألناه عن السبب فقال ان هذا ما يروق له ليس اكثر وانني انا خصوصا من الضفة ممنوع ان اصعد للحافلة، حاولت ان اقعنه اني يجب ان اصعد لانني اريد الوصول لعملي حيث انه وبهذه الطريقة يؤخرني عن الوصول لعملي في الوقت المحدد، ظل مصرا على موقفه بنزلونا فرفضنا وعارضنا طريقة كلامه وقلت له في الحرف الواحد انني اريد ان انزل احتراما لباقي الركاب والمسافرين ولكي لا اءخرهم من وصول مكان عملهم في الوقت المحدد، فما لبث ان تناول آلة حادة من جيبه ولحقني بسرعة".
" طعنيني، القى علي حجارة شتمني واستمر بالتهديد..."
وتابع قائلاً:" هربت مسرعا وقام بمطاردتي الى خارج الحافلة ولم يتمكن اخي من الامساك به لمنعه من القيام بإذائي، فليصل السائق الي ويقوم بطعني في يدي وتعرضت لاصابة بالغة ولم يكتفِ بذلك بل قام بالقاء حجر كبير علي وبدأ يصرخ ويشتم بعبارات نابية اهالي الضفة بدون استثناء، ولم يمنعه من ذلك الى تدخل بعض الحضور الذين ابعدوه عني وانسحب لحافلته وهو يهدد ويتوعد".
" لو تعرضت لهذا الاعتداء من قبل سائق يهودي لكان وقعه علي خفيفا... وما جرى على خلفية عنصرية"
ومضى يقول:" اصبت بحالة نفسية صعبة جدا لانني اهنت امام عدد كبير من الناس، هذا الموقف اثر بي كثيرا لانه اتى بدون سبب، قمت بتقديم شكوى في شرطة بيتاح تكفا فحولوها الى شرطة راس العين، وكذلك قدمت شكوى في شركة كافيم ضد السائق، لانه لا يعقل الا تتم معاقبته، هذا تصرف مخزي جدا ويجب عدم السكوت عليه، ما لزوم الآلة الحادة في جيبه؟؟ هذا يعرض حياة المسافرين للخطر ما يثير غضبي اكثر انني تعرضت لاعتداء من قبل عربي من نفس ديني وشعبي وليس من سائق يهودي، الاعتداء الذي جرى يمكنني اعتبره على خلفية عنصرية فكان من الواضح انه قام بتلك الفعلة على اساس تمييز بين الركاب باعتباري من الضفة وهم من الداخل".
" نناشد العقلاء بكفر قاسم التمييز بين السئ والجيد باهل الضفة"
وإستطرد قائلاً:" من العلومات المتوفرة لدي فان هذا السائق سبق له وان قام بمثل هذه الاعمال القذرة وهذه ليست المرة الاولى التي يعتدي فيها على مسافر، للاسف ما يجري بكفر قاسم ضد عمال الضفة امر مبالغ فيه، نحن مضطهدون هنا، ونعاني من كافة انواع التمييز نواجه صعوبات كثيرة من الكلام البذئ وحتى النظرات والفكرات السلبية التي يعتقدونها اهالي كفر قاسم في آرائهم المسبقة عنا، ومن هنا نناشد العقلاء فيهم الا يظلمونا ويقدرونا ويفرقوا بين الجيد السئ بين اهالي الضفة، لانه لا يعقل ان يكون شعب باكمله سئ او جيد، فنرى السئ ولكن بنفس الوقت هناك بدون شك الجيد".
" لم آتِ للمشاكل بل لكسب لقمة العيش، وباي حق يحرمني السائق بالصعود للحافلة بالوقت الذي ادفع 2000 شيقل من رسوم التصريح للسفريات؟"
واردف قائلا:" يبدو ان اهالي كفر قاسم لا يدركون ولا يعقلون ان عامل متزوج ولديه ابناء، يستيقظ بالساعة الرابعة صباحا لكي يدخل الى اسرائيل ليكون في مكان عمله بالساعة السابعة ويكون له جهوزية واستعداد لاحداث المشاكل والمضايقات، نحن لا ناتي للمشاكل بل ناتي للقمة العيش وتوفيرها لعائلاتنا، ثم باي حق ياتي هذا السائق بمنعي من الصعود للحافلة والوصول لمكان عملي بكرامة؟ للذي لا يعرف اقول انه من كل عامل من الضفة ياتي لاسرائيل يدفع حوالي 2000 شيقل ثمن التصريح، وهذا يشمل مبلغ يتيح له استعمال السفر العمومي بالداخل، هذه وقاحة ان ياتي سائق ويمعنا من استعمال الحافلات".
الشرطة:" شرعنا بالتحقيق"
وعقب قائد شرطة راس العين المقدم بيريتس راتسون على الخبر قائلاً:" الشكوى قدمت في بيتاح تكفا وتم نقلها الينا. شرعنا بالتحقيق للوصول للسائق المجهول الهوية حتى الان وعندما سنصله سنخضعه للتحقيق" الى هنا نص التعقيب الذي وصلنا من بيريتس راتسون.
شركة كافيم:" السائق لم يكن طرفا بالشجار.. وهو يعمل الان كالمعتاد"
وقد توجه مراسلنا الى كوبي سودائي الناطق بلسان شركة كافيم لاخذ تعقيبه حول الموضوع فقال:" خلال سفر الخط 5، الذي يسافر بالمسار من كفر قاسم لبيتاح تكفا، وقع شجار بين عدد من الركاب وركاب آخرين الذين طلبوا ان يصعدوا للحافلة في احدى المحطات. يشار الى ان السائق لم يكن متورط او طرف باي من الامور طوال السفر، علما انه قدم افادته حول الحادثة بصفته شاهد عيان حسب طلب الشرطة، وعاد لعمله كالمعتاد" الى هنا نص التعقيب الذي وصلنا من كوبي سودائي.
بلدية كفر قاسم:" نحن شعب واحد واهالي كفر قاسم يحترمون الضيف وتربطهم علاقة قرابة مع عائلات من الضفة"
من جانبه قال رئيس بلدية كفر قاسم الحاج والمحامي نادر صرصور في حديثه على القضية:" لا شك اننا شعب واحد، الشعب الفلسطيني ينقسم تواجده في ثلاث امكان بالضغة والقطاع، الداخل والشتات، هذه المكونات لا يمكن لاحد ان يفرقها عن بعضها، فنحن نمتلك نفس التراث، التاريخ، اللغة وحتى العادات والتقاليد والحضارة المشتركة ويربطنا نفس المصير، اهالي كفر قاسم يحترمون الضيف ولا يعتدون على اي احد بالعكس، خصوصا مع اهالي الضفة الذين يربطنا معهم قرابات عديدة".
" بعض وليس الكل من عمال الضفة يتصرفون بشكل يغضب اهالي كفر قاسم ونطالب الطرفان بالتزام الهدوء"
واكد قائلاً:" هناك البعض من اهالي كفر قاسم الذي يتضايق من تصرفات عمال الضفة الذين وليس كلهم بعض البعض منهم يتعرضون للفتيات ويشتبه بهم في بعض الحوادث انهم من يقف خلف السرقة وترويع الآمنين، انا هنا لا اتهم بل اتحدث عن شعور السكان، لكن للاسف هذا لا يمنح حجة ان نعتدي عليهم، فنحن بلد مضياف وكريم، يجب التحلي بالصبر وعدم الانزلاق الى الامكانيات العنيفة بل حل المشاكل بالتفاهم، ولاهلنا من الضفة نقول ام يلتزموا بعدم تعكير صفو الاجواء بكفر قاسم وان يحافظوا على حرمتها لتجنب مثل هذه العواقب".
" نستنكر اعمال العنف جميعها من اي طرف كانت ونأمل ان تنتهي هذه القضية الى غير رجعة"
واختتم نادر صرصور حديثه قائلاً:" مرة اخرى انا استنكر جميع اعمال العنف التي يجب الا تحدث، ونطالب الطرفا بكبت النفس والتحلي بالمسؤولية وعدم التعرض للامور التي قد تغضب الطرف الآخر، ونامل الا تتكرر وان تعود هذه القضية مجددا وان تنتهي الى غير رجعة ابدا، لكي ننعم بالعيش في بلد آمن يطيب العيش فيه".
اضف تعقيب