تشتكي العديد من السيدات من عصبية أزواجهن في شهر رمضان ، مما يزيد العبء على عاتق الزوجة لإرضاء زوجها وتحسين مزاجه وتفادي عصبيته الناتجة عن ترك الدخان أو المنبهات بسبب الصيام، فتحرص الزوجة على إعداد الطبخات والحلويات التي يحبها كما تعمل جاهدةً على توفير جو من الهدوء حتى يستطيع النوم والراحة بحجة أنه صائم!
انتهزي رمضان فرصة للتودد إلى الزوج
على الزوجة الذكية أن تنأى بنفسها من هذه الخسائر المتلاحقة، وأن تنتهز فرصة رمضان للتودد إلى الزوج بحسن مراعاة أموره في نهار رمضان والتغاضي عن هفواته وبعض الصغائر التي تصدر منه، وإعطاء الزوج حقوقه الحسية كاملة وعدم التعلل بالعبادة -كما تفعل الكثيرات- وأن تحسن من تجاوبها العاطفي معه في اللقاء الحميم في ليل رمضان، مما سيزيد من إمكانية ترميم أوجه الصدع في علاقتهما، وإن طالت، فالبحوث النفسية الحديثة تؤكد أن معظم المشاكل تبدأ بسبب فشل العلاقة الحميمة، وأن الزوجة تستطيع احتواء زوجها حسيًّا متى أرادت ذلك ومتى تمتعت بالذكاء الأنثوي الذي يدفعها إلى التصرف برقّة ونعومة والتحلي بالمظهر النظيف والجذاب، ليس في أثناء هذه العلاقة وحدها ولكن عبر اليوم كله، وألا يعلو صوتها، ولا يتجهم وجهها أو يترهل جسدها بسبب البدانة، أو ترتدي الملابس المكررة الخالية من الألوان المشرقة والبعيدة عن التصميمات الشبابية المبهجة والتي يراها الزوج أينما ذهب خارج البيت، وفي الفضائيات داخل البيت، ويفتقدها مع زوجته.
ولا ننسى أهمية ذلك في استمرار انجذاب زوجها إليها وفرحة أبنائها بجمال وحيوية أمهم، مع مراعاة أن الحفاظ على المظهر الجميل لا يتطلب إلا أن تدرك المرأة أهميته، ثم تعطي الأمر لعقلها بأن يذكرها ذلك عدة مرات يوميًّا، وأن تعي أنه لا يتطلب سوى بضع دقائق يوميًّا. مع تجاهل التعليقات (السلبية) وربما الغبية من الزوج الذي لا يعتاد هذا التجمل من زوجته، وعدم السماح للأبناء بأية تعليقات سخيفة، وإجهاضها بهدوء، ولكن بحزم مع الاحتفاظ بالاسترخاء الذهني والنفسي.
أسباب الغضب
يقول الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر إن تعرض الصائم إلى الجوع والحرمان يسبب أحياناً للبعض إحباطاً يتولد عنه عدواناً أو نكوصاً إلى مراحل مبكرة من النمو، أي عودة البالغ إلى ما يشبه الطفل، وحينئذ تنطلق شحنات الغضب لديه لأنه أصبح تحت سيطرة انفعالات الغضب وثورة العدوان، وهذه الثورات عادة ما تستثار بمثيرات تافهة وبسيطة لا تستحق كل هذا الكم من الثورة أو العدوان، وهذا يحدث بالنسبة لمن يقل نضجهم وسيطرة عقلهم نتيجة لتزايد حجم الطفل بداخله، أما أولئك الناضجون الذين يستشعرون المسئولية من التكليف تجاه الصيام بل ويسمون فوق رغباتهم الدنيوية الغائبة ويتطلعون إلى رضا الله الذي هو أعلى من تلك الملذات فهم لا يعانون مثل تلك الثورات وهم الأكثر تعقلا والأفضل حكمة وسيطرة على تصرفاتهم، ومن هذا يتضح أن الشخص كلما كان ناضجا ومتجاوزا لذاته وملذاته فإنه يصبح قادرا على نسيان رغباته رضاء لخالقه".
نصائح سريعة
• لا ترهقيه بطلباتك وما تتوق له نفسك في صيامك.
• الجوع لا يرحم، خاصة عند الرجال، فهم لا يحتملون الجوع كالنساء وفي هذه الحالة يصبحون ميّاليين إلى الشجار، فلا تثيري حفيظته ولا عصبيته، بل توخي الحذر في تعاملاتك معه.
• تحضري جيداً لكل يوم من أيام الصيام، قدمي له الوجبات التي يحبها وليكن الطعام جاهزاً على المائدة مع حلول موعد الافطار.
• لا تتخميه بالطعام فيتكاسل وتهبط عزيمته، ولا بالمصروف فيتوتر ويقلق، بل ركزي كل يوم على نوع مغذ من الحساء وطبق آخر قليل الدسم لينام على معدة خفيفة، وتذكري أن التمور والألبان والعسل تخفف العصبية وتساعد على النوم.
• لا تفرضي عليه مائدة أهلك "الأشهى" من مائدة أهله، بل اتركي له حرية الاختيار.
• استعيني بالذكر والتسابيح على تصريف أمورك وقضاء يوم صيامك وشجعيه على ذلك، لأنه يؤمن لكما الهدوء وصفاء النفس والروح.
• حدثيه بأمور الصيام والعبادة، وأنه يصوم لربه ولذلك يجب أن يتخلى عن العصبية والتوتر، وأخبريه أن الصبر على الجوع له حسنات وهو نوع من التطهير والصحة للنفس وللجسد وللفكر
• أيضا شجعيه على الدعاء و التسبيح و حاولي دفعه و تشجعيه لاخذ عمرة او ختم المصحف معك و إن رفض فلا تعاقبيه بل دعيه لتأنيب ضميره وأدي عبادتك أمامه ليستحي و يسرع للعبادة مثلك.
اضف تعقيب