من المعروف أن العلاقة الجنسية محرمة بين الأزواج خلال فترة الصوم، أي بدءًا من بذوغ الفجر حتى غروب الشمس، وبعد غياب الشمس، فالعلاقة الجنسية بين الأزواج محللة كما ذكر الله في كتابه العزيز، ومع بدء شهر رمضان المبارك، يتساءل البعض عن تأثير الصوم على الحياة الجنسية للأزواج، وعن سبل تفادي التأثيرات السلبية المحتملة.
تغير أسلوب الحياة
يتغيّر أسلوب الحياة خلال شهر رمضان مع تغيّر مواعيد الأكل والنوم. وخلال فترة الصوم، يختبر الجسد تعبًا جسديًا، خاصة ما إذا كان رمضان في فترة الصيف إذ إن مدة الصوم تطول (ما يقارب الـ ١٦ ساعة). كما أن الحاجة الى شرب السوائل تزيد خلال النهار مع ارتفاع درجات الحرارة. أما بعد الإفطار، فغالباً ما يأكل الصائمون كميات كبيرة من المأكولات في فترة قصيرة، مما يؤدي إلى الشعور بالتخمة والتعب. كما أن النوم يحصل بطريقة متقطعة، إذ أن الصائم يصحو للتسحر، والبعض يعاود النوم قبل الصحو للعمل صباحاً. وتنهمك النساء يوميًا بتحضير مائدة مميزة، مما يزيد من تعب المرأة بالإضافة إلى التعب الناتج عن الصوم. ويشعر الصائم بالتعب الزائد خلال النهار، ويظهر البعض عصبية زائدة، بإمكانها أن تؤدي إلى التصادم مع الآخرين.
توقف الحياة الجنسية في رمضان
كل هذه العوامل بإمكانها التأثير سلبًا على الحياة الجنسية للرجل والمرأة. وأظهرت دراسة أجريت على ١١٣ إمرأة ورجلاً أن للصوم تأثيرًا سلبيًا على الحياة الجنسية لدى بعض الأزواج. وأظهرت هذه الدراسة أن عدد العلاقات الجنسية في الأسبوع يقل، وأن ١٦% من الأزواج يتوقفون عن ممارسة الجنس في شهر رمضان. وقل عدد الأزواج الراضيين عن حياتهم الجنسية من ٥٥.% إلى ٣٥% بعد بدء شهر الصوم. وفي حين كان معدل وقت المجامعة ١٥ دقيقة قبل شهر رمضان، فقد أصبح ١١ دقيقة في آخر هذا الشهر.
إذا من الممكن أن تتأثر الحياة الجنسية سلبيًا خلال شهر رمضان. وهنا نتساءل إذا ما كانت توجد طرق لتفادي هذا التأثير؟ وما هي؟
نصائح لتجديد النشاط الجنسي
من الواضح أن الحفاظ على صحة جيدة خلال هذا الشهر هو المفتاح لتفادي العوامل السلبية للانقطاع عن الطعام. وينصح بعدم أكل كميات كبيرة مرة واحدة عند الإفطار. بل شرب الكمية الكافية من السوائل وأخذ وجبة خفيفة تتضمن الفاكهة لما فيها من فيتامينات، من ثم الأكل بعد ثلاث ساعات. كما ينصح بأخذ ثلاث وجبات، والوجبة الثالثة هي السحور.
نشدد على أهمية تنويع المأكولات والإنتباه إلى شرب السوائل خلال فترة الليل. وينصح بأكل السكر البطيء الامتصاص عند السحور للمحافظة على الطاقة الجسدية لأطول فترة ممكنة خلال النهار. وينصح أيضًا بتجنب التعرض الى أشعة الشمس لعدم زيادة العطش والتعب. كما ينصح الصائم بعدم ممارسة الرياضة في النهار إذ أن ذلك يزيد من التعب الجسدي. كما ينصح بأخذ قسط من الراحة أو القيلولة فترة بعد الظهر.
ومن المجدي أن يتساعد الزوجان على تحضير طعام الإفطار، خاصة إذا كان الاثنان يعملان. فمن شأن ذلك أن يخفف من تعب المرأة الجسدي المضاف إلى تعب الصوم، كما يساعد ذلك على إبقاء المودة بينهما خلال فترة النهار.
إذا من الممكن أن تتأثر الحياة الجنسية سلبياً لدى بعض الأزواج في شهر رمضان. ولكن إذا ما اتبع الشريكان نمط حياة منظماً يخففان فيه من التعب الجسدي قدر المستطاع، وذلك من خلال الانتباه الى أوقات الطعام، والكميات والنوعية، فبإمكانهما الحفاظ على نشاط جسدي وتقارب عاطفي، وهما عاملان أساسيان في الحفاظ على الصحة الجنسية.
اضف تعقيب