X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      23/12/2024 |    (توقيت القدس)

تحليل: أياد إسرائيلية تعبث بأمن سيناء لإنهاك مصر

من : قسماوي نت
نشر : 22/07/2013 - 19:14

خلص تقدير موقف أعده مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية إلى أن الفوضى الأمنية التي تشهدها سيناء تصب في مصلحة "إسرائيل" وتستنزف قدرات الجيش المصري وتنهك البلاد.

وقال المركز في تقريره  الاثنين إن تحول سيناء إلى ما تحولت إليه اليوم لا يستبعد معه أن يكون مرتبط أصلاً بتوجهات ومخطط إسرائيلي بعيد المدى.

ورأى أن "إسرائيل" تسعى من خلاله الى تحقيق مجموعه من الأهداف، على الرغم من أنه يبدو في ظاهر الأمر أن "إسرائيل" هي أول من قد يعانى من الفلتان الأمني على حدودها مع سيناء.

وأوضح المركز أن أهم الأهداف التي قد تسعى "إسرائيل" لتحقيقها عبر نشر الفوضى في سيناء تكمن في استنزاف الجيش المصري وزجه في حرب طاحنة، وبالتالي استنزاف الدولة المصرية ومواردها المحدودة أصلاً.

ومن الأهداف، تهديد المجرى الملاحي لقناة السويس، ويبدو أن "إسرائيل" قبل سنوات استعدت لهذا الأمر عبر تنفيذ مشروع استراتيجي كبير بإنشاء سكة حديد يربط بين ميناء إيلات وميناء اسدود ليشكل في المستقبل منافساً تجارياً امام خطوط مواصلات نقل البضائع من البحر الاحمر الى الأبيض وبالعكس.

وأشار المركز إلى أن "اسرائيل" تعتقد أن خروج الفوضى الأمنية في سيناء عن سيطرة الجيش المصري، وما قد تشكله من ازدياد في تهديد الأمن الاسرائيلي عبر رشقات الصواريخ وبعض العمليات سيضطر الدولة المصرية الى القبول بإدخال اسرائيل وأمريكا ضمن منظومة أمنيه جديدة تعالج التهديد الأمني في سيناء تكون فيه اسرائيل طرف فاعل، بمعنى تحول سيناء الى شريط حدودي مفتوح للنشاط الأمني الاسرائيلي جواً وبراً.

وتهدف "إسرائيل" أيضا- وفق المركز- إلى سلخ سيناء عزلاً أو فصلاً عن الدولة المصرية تمهيداً لإنشاء كيان سيناوي منفصل يشكل حاجزاً بين مصر و"إسرائيل"، كيان ستكون له أفضلية التحالف والتعاون مع الثانية، ويقبل أن يمرر مخططًا إسرائيليًا بتوسيع حدود غزة باتجاه سيناء لتستطيع استيعاب اللاجئين الفلسطينيين والفائض البشرى في القطاع.

مؤشرات مقلقة

 ورصد المركز عددًا من المؤشرات المقلقة لنا كفلسطينيين، مؤشرات تثير تساؤلات حول احتمالات توظيف الحملة لخدمة أجندات محددة، أجندات لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بأمن مصر القومي، وتساؤلات حول عمق المعلومات التي تتعلق بالحملة وجديتها ومدى قربها او بعدها عن الأفكار النمطية التي روج لها سابقاً رجالات واعلام النظام الفاسد السابق.

ومن بين هذه المؤشرات، تصريحات من بعض قادة الجيش وصدور بيانات، وأحياناً كثيرة نسب أقوال لمصادر عسكرية تؤكد بشكل او بآخر تورط عناصر فلسطينية في أعمال الارهاب في سيناء او تنسب لفلسطينيين تهريب أسلحه قتالية وصواريخ الى مصر، والمبالغة كثيراً في ذلك في محاولة للربط بين القطاع وبين ما يحدث في مصر عامة وسيناء خاصة.

بالإضافة إلى الحملة المحمومة والواسعة على الأنفاق بدون التمييز بين ما يشكل مصدراً للغذاء وبين ما قد يشكل تهديداً للأمن، رغم أن حكومة حماس تبدى دوماً استعدادها لتحمل مسؤولياتها في الضبط الأمني للحدود فوق الارض وتحتها.

ولفت المركز إلى أن التسرع في اغلاق معبر رفح البري في اشارة لا توحى بالاطمئنان، رغم أن المعبر لا يمكن أن يتم استغلاله في غير مقاصده الرسمية، مشيرا إلى تحليق الطيران الحربي المصري بشكل استعراضي فوق مدينتي رفح وخانيونس، بهدف تصوير مواقع لكتائب القسام كما صرح مصدر عسكري.

وخلص المركز إلى أن جميع هذه المؤشرات تؤشر على أن ثمة رغبة وتوجه لربط قطاع غزة بمشكلة الإرهاب في سيناء، وفى هذا تجنٍ كبير على الحقيقة، تجنٍ مقصود مدفوع بدوافع غريبة لا نفهمها، وهي تنطوي على فهم سطحي ومحرف لما يجرى من نشاط إرهابي أجرامي في سيناء.

واعتبر أن ذلك فهما قاصرا سيؤدى حتماً الى نتائج سلبية وخطيرة على الحملة الأمنية، فإن كانت هذه هي معلومات من يدير الحملة ويخطط لها فإن حملته التي تستند الى معلومات مضروبة ومغرضة وسطحية وهي في أحسن الأحوال معلومات صحافة مأجورة، سيكون مصيرها الفشل والانزلاق الى الفخ الاسرائيلي.

معضلة قديمة

 وبين المركز أن ما يسمى اليوم بمعضلة سيناء الأمنية ليست وليدة السنوات الأخيرة، وكل محاولات الادعاء بأنها ولدت بعد عام 2007 هي محاولات مغرضة هدفها حصر المشكلة بتداعيات الانقسام وحصار قطاع غزة.

وما ترتب على ذلك عملياً من أنفاق وتهريب تغذيها "إسرائيل" وغيرها من الأطراف التي لها مصلحة في ربط القطاع بحالة الفوضى السيناوية، كما أن النظر الى المعضلة على أنها معضلة أمنية صرفة، وبالتالي قصر العلاج على المواجهة الامنية هي نظرة قاصرة ومغرضة.

وأكد أن أعمال التهريب وانتشار العصابات الاجرامية المسلحة معروفة في سيناء منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقد كانت تحدث تحت سمع وبصر السلطات الأمنية المصرية والإسرائيلية، لا سيما خطى تهريب المخدرات والمهاجرات من أوكرانيا لصالح عصابات الرقيق الأبيض الإسرائيلية قبل أن تدشن عصابات التهريب السيناوية خطوط تهريب طوفان المهاجرين الأفارقة إلى "إسرائيل".

وتعود جذور المشكلة الرئيسية- وفق المركز" إلى غياب دور الدولة المصرية عن رعاية واحتضان سكان سيناء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي والسياسي، سواء بفعل فساد نظام مبارك السابق أو بفعل نقصان السيادة.

وأشار المركز إلى أن أعمال إرهاب وإجرام العصابات الارهابية في سيناء من ترويع وخطف وقتل وقطع طرق واعتداء على مقرات الأمن الذي تشهده سيناء هذه الأيام في أعقاب عزل الرئيس السابق مرسي، قد سلط الضوء على المشكلة الأمنية السيناوية وجعلها في عين العاصفة.

وبين أن ذلك شكل تحدياً كبيراً للجيش والسيادة المصرية، تحدياً طالماً حاولت القيادة التهرب من معالجته، وترددت في حسم أمره كثيراً سواء لحكمة منها او لضعف وتراخي او لتواطؤ او لفساد البعض، لكنها تجد نفسها اليوم مضطرة لتطهير عش الدبابير، مأخوذة بالحماس الشعبي الثوري وبالرغبة في البرهنة على قدرة الجيش في أخذ زمام المبادرة وفرض السيادة والأمن على سيناء، وربما في استشعارها بجدية الخطر الإرهابي على الأمن القومي المصري.

وبات من الواضح أن الجيش يعد نفسه لعملية واسعة وعميقة وطويلة لتطهير سيناء من الإرهابيين، وإعادة توفير الاستقرار والأمن لمواطنيها، حتى ان اسم العملية بات معروفاً (فتح2)، وبات معروفا معه حجم القوات المشاركة وتسليحها وأماكن انتشارها ومراحل العملية التي تنتظر ساعة الصفر.

ويرى المركز أن الخروج في حملة أمنية واسعة على الإرهابيين ليس الشرط الوحيد للانتصار، فثمة ظروف وعوامل كثيره يجب أن تتوفر، وحتى في ظل توفر كل العوامل المطلوبة ليس بالضرورة أن يتحقق النصر على الإرهاب، فحرب الارهاب هي حرب قذرة مكلفة ومؤلمة، وأحياناً قد تؤدي الى نتائج عكسية، لا سيما إذا لم يحسن ادارة المعركة وإذا اقتصرت على قوات الأمن.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل