الاسلام شامل .... والشخص فاشل
الاسلام نظام شامل لا غبار عليه من الازل الى الاجل . والإنسان مجتهد في اطار الوديعة العقلية البشرية . فهو بهذا معرض للصواب وللخطأ . فان اصاب فلهو اجران وان اخطا فيأجر بما اجتهد . والإسلام نظام شامل لكل مظاهر الحياة الانسانية . فهناك امور حياتيه يومية بحاجة لان يجتهد فيها الانسان المسلم العقلاني . وهذه هي رسالته في الحياة . لان النبي صلى الله عليه وسلم قال " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " فهذا النداء النبوي رسالة صريحة لرعاية شؤون الحياة اليومية المتعسرة اجتهاديا . لهذا انعم الله على امة الاسلام من يحمل هموم اهل هذا الدين , فبعث لهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله , وعملوا جاهدين على ايجاد الحلول التيسيريه الحياتيه .
فبعد سقوط الخلافة الاسلامية العثمانية ( الاسلام السياسي ) , مع بداية القرن العشرين انعم الله على هذه الامة من يجدد لها امر دينها ( يجدد ) . فالإسلام موجود لكن هو بحاجه لمن يحمله وينشره بعد ان تدهور فكره السياسي الاجتهادي وذلك من اجتهادات بشاريه وليس سماوية تشريعية .
ان الاختلاف في اختيار القياده المرموقة القادرة على صنع الانجازات وحماية الاوطان والبسطاء لهو السبب الرئيسي في تدهور ( الاسلام السياسي ) . فمنذ ان تسلم قيادة الامة قيادات ليست بالوعي ولا بالفكر المعاصر سياسيا , همها كان المنصب والمال والدنيا , وابتعدوا عن مرجعياتهم الدينيه السياسية اصبحوا بما " الرجل المريض " . فتخلخل فيهم الترف والمرح والقينات , وفقدت هيبتهم وقوتهم . فأصبح خصومهم من بيوتهم من العامة والبسطاء من الناس قبل خصمهم البعيد . فتدهورت البلاد ودخلت في ديون الى اليوم تعاني منها دولة تركيا اوروبيا .
وصلت الصحوة الاسلامية ديارنا بعد ان تعطشت الناس لهذه العوده وأيقنوا ان " الاسلام هو الحل " فأصبح شعارا يردده كل محب لعودة هذا الدين . فهو شعار لا يختلف عليه مسلمان بعقيدتهم . فكيف يختلفان اذا هم مسلمان !!!!؟؟؟؟ فشهدت شوارع كفرقاسم صحوة جديدة منذ سنوات الثمانينات فأصبحت حمامه بيضاء من الحشمة والنقاء , فسعد الاهل والطلاب بهذا الارتقاء .
وبما ان السياسة جزء من حياتنا اليومية فكان لا بد من الاجتهاد فيها ,فقررت الحركة الاسلامية خوض هذه التجربة , فأكرمها الله بها . فقد اصاب اجتهاد المؤسس . ورفعت الرايات الخضراء يتوجها الشعار الخالد " الاسلام هو الحل " . وبالفعل استبشرا الناس خيرا بهذا الشعار حتى اصبح مغناة لكل قسماوي . لكن كان هناك زلات وعثرات بين بني البشر , فكلنا بشر معرضون للخطأ . لكن الواجب الاجتهادي هنا يحتم التعلم من هذا الخطأ .
فتمر الايام والاجتهاد اجتهاد , لم يتغير ولم نتعلم .. فتم الاختيار ورفع الشعار الخالد مره اخرى وتوج بالنصر مرتين . مع العلم ان المرض كان واضحا في بدايته , فكان من اعترض على هذا الاجتهاد ( واعتقد هم اصحاب رؤيا وإستراتيجية ) . لكن وبما انه اجتهاد يبقى معرض للخطأ وللصواب . فلك الحق في الاتباع والرفض . وبالفعل هذا ما حدث .
فنشوة الانتصار والوظائف لبعض الشخصيات القيادية وتوزيع مدخرات عن اليمين وعن الشمال قعيد , وانغماسهم في ملذات البلديه .جعل من الحركة الاسلامية " الرجل المريض " وذلك بسب اختيار غير مناسب للقيادة . وبعد تهميش مؤسساتها السياسية في القرار السياسي .أصبح الانفراد في القرار جهرا بعد ضعف بعض القيادات وإرضاءهم بما ينعمون . دون التذكر للحظة ذلك الشعار الخالد " الاسلام هو الحل " بل العكس اقدم على تسمية تحالفاته " تحالف الشركاء " دون الرجوع لأي مؤسسة في الحركة الاسلامية . وبما ان بعض القيادات كانت تحت امرته , فباستطاعته تمرير اي قرار دون ان يواجه اي معارضه امامه . فكيف لهم ان يعارضوا من انعم عليهم.. وينعم ؟؟؟؟ مع العلم ان المنعم هو الله .
اذا ليس الشعار هو الخلل , بل الاختيار هو الفشل , فالاختيار كان غير صائب . فشعار " الاسلام هو الحل " شعار كل مسلم كان وسيبقى .. من الازل الى الاجل .
من هنا نرى صحوة جديدة في تطهير ما افسده الغير , بل ابعد من ذلك بعضهم يقولون " من اجل ان نكفر عن الخطأ , سنعمل المستحيل على ان لا تتكرر "المأساة السياسية 98- 2003 " . فمنذ ذلك الوقت وبعد ان استلمت قيادات شبابية زمام الامور في الحركة الاسلامية نرى تحولا وتقربا حول هذه الصحوة وان المشروع " السياسي الاجتهادي " ما هو إلا استثنائي في استراتيجيتهم , فهم يتطلعون الى العمل بين الشباب اكثر . وهذا ما صرحوا به في مهرجان الانطلاقة والتغيير للمحامي عادل بدير . اذا لا احد يستغني عن عقيدته , إلا اذا البعض قد استغنى فهذا شانه . فالإسلام هو الحل شعار كل مسلم , وكم تتعطش كفرقاسم وأجيالها لتلك الايام .
اضف تعقيب