استيقظ سميرٌ صباحاً وأسرع مُتَّجِهاً إلى حُجرة المعيشةِ، كانتْ أُمُّه جالسةً على أريكةٍ صغيرةٍ وبين يديها المصحفُ تقرأ منه وهي مستغرقةٌ تمامًا.
جلس سمير بجوارِها في أدبٍ، وهنا ابتسمتِ الأمُّ ونظرتْ إليه قائلة: يبدو أنك تريد شيئا.
أجابها سمير في أدبٍ: أريدُ الذَّهابَ مع أبي للمسجد كي أعتكفَ في العشرِ الأواخرِ.
سألتْه أمُّه مندهشةً: ولكنَّك ما زلتَ صغيرًا على الاعتكافِ يا سمير.
تعلَّق سميرٌ بذراعِها في رجاءٍ وهو يقول: أمِّي الحبيبة.. أنا في عطلة نهاية العام وبدلاً من قضاء الوقت في اللعب أودُّ قضاءَه في طاعةِ الله.
في هذه اللحظة دخل والدُ سمير للحجرةِ قائلاً: كلامُ سميرٍ صحيحٌ.. وسيكون في صُحبتي طيلةَ الليالي العشرِ، ويكفيه أنْ يظفرَ بثوابِ العشر الأواخر.
لمعتْ عينا سمير ببريقٍ غامضٍ وهو يقول: ليس ثوابَ العشر الأواخر فقط يا أبي.. بل أكثرَ مِن هذا بكثيرٍ.
التفتَ إليه والدُه مندهشًا وهو يقول: وماذا هُناك أكثرُ من ثوابِ العشر الأواخر؟
أجابه سمير في ثِقَةٍ: ثوابُ أعظمِ ليلةٍ من ليالي الدُّنيا.. ثوابُ ليلةِ القدر يا أبي.
هتفتِ الأمُّ مبتسمةً: بالفعلِ.. ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهرٍ.
تابع الوالدُ: وثوابُها يُعادل ثوابَ أكثرَ من ثمانين سنةً.
ارتسمتِ السَّعادةُ على وجه سميرٍ وهو يُردِّد: إذا قمتُ العشرَ الأواخرَ على أتمِّ وجهٍ فسيكونُ ثوابي ثوابَ عشرِ سنواتٍ كاملةٍ.
نهضتِ الأمُّ مِن مكانِها وهي تقول: وأنا لن أحرمَك هذا الثَّوابَ، سأُجَهِّزُ لكَ ولوالدِك حقيبةً صغيرةً بها بعضُ ما تحتاجانِ إليه.
اضف تعقيب