الكاملات من النساء
"حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) صحيح البخاري اختلف العلماء في معنى كمال النساء ، فقال بعضهم : يعني : كمال النبوة . قال ابن حجر في " الفتح " :فكأنه قال : لم ينبأ من النساء إلا فلانة وفلانة . وهذا القول خطأ !والرد عليه : أنه وقع في بعض الروايات " وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " . أخرجه الطبراني . وقد علمنا يقيناً أن خديجة وفاطمة ليستا نبيتين ، وهما ممن كمل من النساء ، فيكون المراد بـ " كمل من النساء " كمال الولاية وليس كمال النبوة . قال القاضي : هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم !!والجمهور : على أنهما ليستا نبيتين , بل هما صدِّيقتان ووليَّتان من أولياء الله تعالى .ولفظة ( الكمال ) تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه .والمراد هنا : التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى .و قال الله تعالى:{ ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صدِّيقة }و قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) وحديث " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران " . رواه احمد ،فقد ثبت بهذا أن فاطمة خير من آسية ولو كانت آسية نبية : لما كانت فاطمة خيراً منها ؛ لاٌن فاطمة ليست نبيَّة .لا يلزم من لفظة الكمال ثبوت نبوتها لأنه يطلق لكمال الشيء أو تناهيه في بابه فالمراد بلوغها النهاية في جميع الفضائل التي للنساء .وهذا هو الراجح في كمال النساء المقصود في الحديث . -
اضف تعقيب