عزيزتي الأم تعرفي على الروابط الحساسة مع طفلك
إرتباطك بطفلك وإرتباط طفلك بك لا يبدأ عند الولادة فحسب ولكنها عملية تبدأ حتى من قبل الولادة. فهي علاقة مميزة جدا تربط إحداكما بالأخر. عندما يبلغ رضيعك شهره السادس تكون علاقة الإرتباط والتعلق ببعضكما البعض قد تشكلت. وعلاقة الإرتباط والتعلق إرتباط عميق ينشأ بين الطفل ومن يراعيه في السنوات الأولى من العمر.
علاقة الارتباط والتعلق هذه تؤثر على نمو طفلك الجسماني والنفسي والعقلي والاجتماعي. فالأطفال المتمتعين بعلاقة ارتباط آمنة مطمئنة سليمة مع الأهل، يصبحون أشخاصا ذوات ثقة ومساندين للأخرين في المجتمع. تنشأ العلاقة بينكما بناء على التجارب الحياتية التي تعيشونها معا. فالرضيع يتعلم ويفهم من المواقف المتكررة التي تمرون بها سويا والتي يعتمد رضيعك عليك فيها والتي تستجيبين له فيها وتنتبهين إليه، مثل تلبية حاجته من مأكل وحنان أمان ودفء. عندئذ يعرف رضيعك أنك مصدر الأمان له ومن خلالك سيكتشف العالم. تلك هي الطريقة الطبيعية التي من خلالها يبدأ الطفل في الاكتشاف والتعلم والنمو؛ ليس فقط النمو العلمي، بل أيضا النفسي والشعوري والاجتماعي. من الطرق التي تشكل علاقة ترابط جيدة بينكما هي أن تكوني متجاوبة وحساسة تجاه متطلبات رضيعك. هناك بعض الأمهات والأباء يخشون من تدليل طفلهم إذا لبوا جميع متطلباته. تجاوبك مع متطلبات طفلك لا يعنى أن تشتري لطفلك كل اللعب التي يريدها. فهناك فرق كبير بين أن تستجيبي وتلبى إحتياجات طفلك وأن تنفذي رغباته. المهم هو أن تكوني بجواره عندما يحتاج إليك وليس أن تتجاهلي مشاعره وتخزين إحتياجاته.
لماذا علاقة الارتباط الآمنة، هامة؟
الاأطفال المتمتعين بعلاقة إرتباط آمنة مطمئنة مع الأبوين يشعرون بالأمان، فيكونوا أكثر إستقلالا من غيرهم ولا يعتمدون على الأخرين. وتكون صدقاتهم أفضل من غيرهم فهم يستطيعون التغلب على المصاعب والتطور أسرع من الأطفال الذين لا يشعروا بالأمان. فالطفل الآمن ذو الأبوين المتجاوبين و المقدرين لمشاعره لا يعاني من مشاكل سلوكية ويكون إيجابيا أكثر فى العلاقات العاطفية كشخص بالغ. بما أن علاقة الترابط تعتمد على ما يتلقاه الطفل من معاملة و تجارب من الأبوين، فيمكن للطفل أن يشكل علاقات مختلفة مع أشخاص مختلفين بناءا على تصرفات ذلك الشخص البالغ.
كيف تستجيبين وتكونى حساسة تجاه إحتياجات طفلك؟
لكي تصبحي حساسة تجاه إحتياجات طفلك، هناك خطوات يجب أن تتبعيهم:
ملاحظة أن طفلك يحاول أن يخبرك بشىء.
معرفة ما الشىء الذى يحاول طفلك إخبارك عنه.
إستجابتك لأحتياج طفلك بطريقة صحيحة وسريعة.
إليك بعض النصائح :
حاولي أن تتعلمي تعابير وبكاء وإشارات طفلك ماذا تعني. إستجيبي لبكاء طفلك سواء بالطعام أو الدفء أو الحنان أو الأمان.
كوني دائما منتبهة وشجعي الإشارات الإيجابية التي يقوم بها مثل الإبتسام والضحك والأصوات السعيدة. لاحظي اللمسات والأصوات و تعابير الوجه التي يحبها طفلك.
ادعمي طفلك الصغير، إعطيه المساحة التي يحتاجها ليكتشف أنشطة وأماكن جديدة. و يجب أن تكوني متواجدة إذا حدث أي مكروه.
لا تتدخلي في أنشطة طفلك إلا عند الحاجة لذلك. تجنبي أن تتدخلي أكثر من اللازم فى لعبه فذلك سينفره من اللعب معك.
حاولي أن توازني بين إعتماد طفلك على نفسه و بين تدخلك للدعم. فطفلك بحاجة إلى أن يشعر بأنك بجانبه إذا إحتاج مساعدة.
تواصلي مع طفلك و إشرحي له الأشياء. لماذا ستتركينه في الحضانة؟ إلى أين ستذهبين؟ متى ستعودي له؟ إحرصى دائما أن تنفذي ما تقولين.
كوني إيجابية عند تصحيح خطأ سلوكي قام به طفلك أو عندما تقومين بمساعدته. فهذا يعطي طفلك ثقة بالنفس و إيجابية.
اضف تعقيب