إنا لمدركون ..كلا .. إن معي ربي سيهدين

إنا لمدركون ..كلا .. إن معي ربي سيهدين

ظني بالله تعالي أن رابعة العدوية والنهضة كانتا بمثابة مرحلة ﻻبد منها ..
فكان اﻻعتصام عبارة عن معسكر دائم اقترب من الشهر والنصف .. فكان محضن تربوي رائع .. وملتقي فكري عظيم ذابت في كل اﻻفكار المختلفة من التيارات الإسلامية المختلفة ..
وكان دار علم علي يد انقي واخلص واوثق واعلم علماء مصر سيان الرسميين من اﻻزهر واﻻوقاف او غير الرسميين ..
وكان بمثابة تربية روحية وجسدية وجهادية رائعة علمتنا العيش والتأقلم في كل الظروف اﻻستثنائية .. فجعلت كل معتصم في الميدان مشروع شهادة بصدق ..
وجاء يوم اﻹمتحان واﻹختبار لتلك النفوس الطيبة الطاهرة ، يوم الفض، فثبتوا ثبات الجبال الرواسي بصدورهم العارية إﻻ من اﻹيمان والثقة في الله أمام المدرعات والقتل والقنص والحرق ..

ميداني رابعة والنهضة تربي فيهما الملايين .. استعدادا لدور ومرحلة اخري يعلمها الله تعالي .. هذه المرحلة وتلك الدور ﻻ تقوم اﻻ بهذا النوع من التربية والتكوين ..
مرحلة من اﻻبتلاءات والفتن والمطاردات حتي تنفذ كل ما بأيدينا من أسباب .. ليأتي النصر من عند الله علي تلك القلوب الطاهرة التي ستتحمل تبعات النصر حتي تقيم شرع الله ، وتعيد الخلافة الإسلامية التي وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فأبشروا وأعدوا أنفسكم لنصر قريب ..
أرأيتم ماذا قال أصحاب موسي حينما انتهت اﻻسباب المادية حيث البحر من امامهم وفرعون وجنوده من خلفهم .. (إنا لمدركون) .. أرأيتم بما رد عليهم موسي عليه السلام بما داخله من ثقة ويقين في نصر الله تعالى: (كلا .. إن معي ربي سيهدين) .. فجاء النصر من الشئ الذي ظنوا فيه هلكتهم .. (البحر) .. فكان فيه نجاتهم ، وهلكة فرعون وجنوده ..