خوف الطفل من العودة الى المدرسة هي ظاهرة يعاني منها الكثير من أولياء الأمور مع أطفالهم ممّن بقوا في المنزل طوال فترة الصيف وفوجئوا بقرب الرجوع إلى المدرسة. ما هي الأسباب التي من الممكن أن تدفع الطفل للغياب عن المدرسة، وكيف يمكن مواجهة رغبة الطفل هذه ومعالجتها؟ هناك من يجد أنّ الأسباب التي تحول دون ذهاب الطفل إلى المدرسة في أغلب الأحيان تنحصر بالجانب النفسي، وما قد يعانيه من أمور تنحصر داخل المدرسة كسوء المعاملة من المدرّس، أو طريقة معاملة زملائه له.
وشريحة أخرى تجد أنّ غياب الطفل عن المدرسة في بعض الأحيان لا يكون بسبب أمر بحدّ ذاته، وما هو سوى تدليل زائد لعدم رغبته في الاستيقاظ مبكراً، وما يراه من حمل ثقيل وضغط في الحصص والواجبات، فيسيطر عليه الكسل. وهنا، على الأهل التنبّه لمثل هذه الحالات وعدم مجاراة رغبة الطفل تلك في الغياب وإهمالها، لما سيترتّب عليها من آثار سلبية، تترك آثاراً على شخصيته مستقبلاً، إضافة إلى ما سيصاحبها من تدني مستوى تحصيله العلمي.
ظاهرة الاعتداء
إنّ من أهمّ الأسباب التي تدفع الطفل للغياب عن المدرسة وأكثرها انتشاراً، وتمّ إجراء الكثير من الأبحاث عنها في الآونة الأخيرة ، ظاهرة تسمّى "الاعتداء"، وهو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجّه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسدياً)، ويأخذ أشكالاً متعدّدة إما بالضرب أو إطلاق ألقاب غير مستحبّة، أو الاستيلاء على أشياء تخصّه كالمصروف أو الطعام ، فيكون الطفل "المعتدى عليه" في هذه الحالة هو الضحية والحلقة الأضعف ، ما يدفعه إلى رفض الذهاب للمدرسة. وهنا، يكون للدور الارشادي دور مهمّ من حيث تشجيع الآباء والمدرّسين والمتفرجين على الإبلاغ عن أي حادثة "للاعتداء" بدلاً من التغاضي عنها، والاجتماع بأولياء أمور الطلاب الذين يمارسون هذا "الاعتداء" وتوعيتهم إضافة إلى دور المدرسة من خلال توفير أجواء تحول دون وقوع أعمال الاعتداء أو تراقبها بصرامة.
إشارة إلى أنّ هذا السلوك العدواني "الاعتداء" قد يكون الطفل في كثير من الأحيان اكتسبه من داخل المنزل ، فيتمّ تنويه الأسرة إلى ضرورة تجنّب الأعمال العدوانية، عن طريق توعية الآباء الذين يصرخون أو يستخدمون أسلوب الضرب و يتصرّفون بشكل عدواني تجاه أطفالهم. أما الطفل ضحية "الاعتداء" فتتمّ مساعدته على تخطّي ما تعرّض له من إيذاء، سواء كان نفسياً أو جسدياً من خلال تعزيز معنوياته وقدرته لمواجهة الماعتداءين وتحدّيهم.
أسباب متنوعة
أسباب كثيرة ومتنوّعة تقف وراء رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة من بينها أنّ الطفل في أحيان كثيرة يجد صعوبة في تحمّل أعباء الدراسة والواجبات التي يكلّف بها وعدم قدرته على إتمامها. وفي هذه الحالة، فإنّ غياب إهتمام الأهل والرقابة قد يساهم في تفاقم المشكلة، وبالتالي غياب الطفل المتكرّر ما سيؤثر حتماً على مستوى تحصيله الدراسي.هناك حالات كثيرة من هؤلاء الأطفال ممّن لم يستطيعوا تحمل أعباء الدراسة تم الاكتشاف لاحقاً أنّ المشكلة ليست مجرد تقصير وإهمال من الطالب، بل مواجهة بعضهم صعوبة في التعلّم. وفي هذه الحالة، يتم توجيه الأهل بإلحاق أطفالهم بمدارس مختصة بصعوبات التعلّم.السبب الذي بات أكثر انتشاراً، ويكاد يكون الأكثر شيوعأً بين الأطفال، خوف الطفل من "العقاب" وسوء المعاملة التي قد يتعرّض له من قبل بعض المدرّسين ما يدفعه إلى رفض الذهاب للمدرسة. لابد من التحدّث مع الطفل والمدرّس على السواء، بحيث يتبدّد شعور الكره لدى الطفل تجاه المعلم، وترشده إلى أهمية دوره كطالب يقوم بواجباته على أكمل وجه، وفي الوقت ذاته تلفت عناية المدرّس دون الإساءة لشخصه بعدم تكرار تصرّفه الذي سيترك آثاراً نفسية كثيرة تعود بالسلبية على الطفل.
اضف تعقيب