مفاوضات ماراتونية لترتيب القوائم وسر الاندماج

مفاوضات ماراتونية لترتيب القوائم.. وسر الاندماج

مع انتهاء هذا الشهر تشهد الساحة السياسية في كفرقاسم تحركات ماراتونية  ومفاوضات ليلية من اجل ترتيب قوائم العضوية للدورة القادمة . ياتي هذا التحرك مع اقتراب موعد تقديم القوائم في بحر الشهر القادم ( يوم 15- 16 – 09 .2013 ) . بمعنى ان العد التنازلي لتقديم القوائم قد بدا . وان الوقت المتبقي هو فقط 15 يوم .

لهذا نرى الكثير من القوائم اليوم اصبحت في اللمسات الاخيرة من ترتيب هيكلتها الجديدة . فعلى سبيل المثال مرشح عائلة بدير وحلف الامانة والعدالة ابن الحركة الاسلامية المحامي عادل بدير قد انهى ترتيب قوائمه السبع . والتي لم يشاركه احد من المرشحين في اي قائمة من قوائم تحالفه . خلافا عن الوحدة الاندماجية في اغلب قوائم مرشح تحالف كل البلد المحامي نادر صرصور ومرشح الامل القسماوي سامي عيسى . فهم الاثنان سيخوضان الانتخابات القادمة بقوائم للعضوية مشتركة . هذا النوع من الاندماج يوحي الى ضعف في التكتلات السياسية داخل العائلة الواحدة . ولسنا بحاجة لحنكة سياسية ولا لخبراء من المعاهد العليا للعلوم السياسية من اجل ان نستشف ما يحدث في ازقة القوائم الاندماجية . فالمهرجانات الاخيرة كانت خير خبير لكل من يبحث عن التنوير . فالوفود في العائلات كانت نفس الوفود . والقوة كانت نفس القوة .

الاندماج في الاصل منبعه من  عدة انهر :

 الاول :  الضعف التعددي " القاعدة الاساسية داخل العائلة " . هناك الكثير من القوائم من تسعى للاستقلال في الرأي والنهج , لكن في بعض الاحيان تجدها مغرمه على فعل خطوات تناقض ثوابتها السياسية . (مع العلم انه لا يوجد ثوابت في السياسة ). لكن صعوبة الوصول والعبور لنسبة الحسم يجعلها تتخلى عن الكثير . فتجد ضعفها وعنوستها هما الرفيقان الى مصب الاندماج من اجل الكيان . فالبحث عن المفر بالاندماج ليس حنكه سياسية  , بل هو تعثر في السبل وانسداد في شرايين الاعداد . وهذا واقع اغلبية القوائم المندمجة .

ثانيا - عدم المصداقية في " ثقافة الدعم "  : كثرة القوائم يزيد من احتمالات السقوط وخاصة جديدة العهد  . فبلدية كفرقاسم لا تريد الى 13 عضو . فبزيادة القوائم تزيد نسبة سقوطها وإفساح المجال اكثر للقوائم العجوز للنيل منها . هذا الهاجس دفع الكثير من الشخصيات السياسية في العائلات ان تفكر في امر الاندماج والذي لا يروق لبعضهم . إلا ان ثقافة الدعم في الاصوات اصبحت بلا مصداقية عند الكثير من روادها ومنتهجوها . فالتجارب السياسية من الماضي القريب ايقظت الكثيرين من العاملين في السياسة العائلية . فالخوف وعدم المصداقية من " ثقافة الدعم " دفع البعض الى الاندماج وليست الحنكة السياسية !!! .

ثالثا : العمق الاستراتيجي بين المرشحين " التوافق في الهدف "  : الانتخابات مواقف وتوجهات تتوجها المصالح الخاصة والعامة . لكن اذا توافقت المواقف والأهداف ضد توجه ونهج واحد ( وشخص واحد )  فالاندماج سلاحهم النووي . الهدف هو سيد الموقف والقرار . وإذا كان الهدف هو السير ضد توجه خاص , فالتحالفات الاخرى والتي تبغي نفس الهدف تراها تبسط يدها في التعاون وتعلن الاندماج . لان هدفهم اصبح واحد , وبوحدة الهدف ولدت الوحدة الاندماجية بين القوائم والإطراف والشخصيات . مع العلم ان لكل واحد منهم ثارات من الماضي  . لكن الهدف جعلهم يجلسون على نفس الطاولة من اجل النيل من مرادهم . اذا الاندماج ليس حنكة سياسية بل هو اسلوب في التوافق المؤقت الذي يغلب عليه طابع الثأر السياسي .

رابعا : مشروع الرئاسة  : العائلات التي يخرج منها مرشح للرئاسة دائما ما تسعى الى توحيد قوائمها التاريخية في اطار واحد وموحد . وذلك لتلاشي الزعزعة الداخلية التي توحي بالفرقة والتشرذم . فترى العائلة صاحبة المشروع الرئاسي تسعى وراء الاندماج بين القوائم التاريخية في قائمة واحدة موحدة .  ليتسنى لها ايضا العمل وبمصداقية في " ثقافة الدعم في الاصوات  " . هنا الاندماج يكون من باب التخطيط والحنكة السياسية .

اذا الاندماج بين القوائم في العائلات التي ليس بها مرشح رئاسة هي اندماجات اساسها الضعف والخوف من عدم اجتياز نسبة الحسم . كيف لقائمة تستطيع ان تجتاز نسبة الحسم بان تندمج مع قائمة اخرى تستطيع هي ايضا ان تجتاز نسبة الحسم او العكس  ؟؟؟  هل تكون الحنكة السياسية  بتقليص القوائم ؟؟؟  من صاحب هذه الحنكه الذي لا يريد لتحالفه ان يكون اكثر واقوى ؟؟؟ ايُ جهاز انتخابي  هذا ؟ 

الحنكة السياسية ان تشكل بلدية خارج اطار البلدية  قبل الانتخابات . بمعنى ان ترشح رئيس وسبع اعضاء بقوائمهم في حنكتك . وتبدأ العمل على انجاح الرئيس والسبع اعضاء وقوائمهم . وإذا نجحت في ترتيب وتشكيل هذا الهيكل فمن الطبيعي ان يكون عندك بلدية برئيس وأعضاء على ارض الواقع . وان تتبع السبل التي توصلك الى انجاح هذه القوائم . اما اذا تبنيت مشروع الاندماج بين القوائم , فهذا يعني ان ملف العضوية والقوائم لا يشكل الاهمية العليا عند مرشح  الرئاسة وطاقمه . وما هو اهم واعلى ... الكرسي فقط ... ومن ينجح من القوائم ينجح !!!!  اذا الاندماج ليس بحنكة بل خدعة .