قضت محكمة ألمانية بأن طالبة مسلمة لا يجوز لها الاعتذار عن دروس السباحة في المدارس التي يختلط فيها الجنسان على أساس المعتقد الديني، وهو قرار مهم يمس العلاقة الحساسة بين الدين والدولة ويمكن أن ينسحب على كافة المدارس في ألمانيا التي تشهد حالات مشابهة.
ويشير الحكم الذي أصدرته أعلى محكمة مختصة بالنزاعات العامة والإدارية في ألمانيا، الأربعاء، إلى أن التزام الدولة بمقتضى الدستور بتوفير التعليم للأطفال، يمكن أن تكون له الأسبقية على العادات والممارسات المرتبطة بالمعتقدات الدينية للأشخاص.
الحوار مع المسلمين واندماجهم
وسعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحكومتها، التي تمثل يمين الوسط، إلى الحوار مع المسلمين في ألمانيا الذين يبلغ عددهم حوالي 4 ملايين، لكنهما قالا أيضًا إنه يجب على المسلمين بذل جهود للاندماج في المجتمع وتعلم اللغة الألمانية.
وأشارت المحكمة إلى إنه يمكن التوصل إلى حل وسط بين حرية الفتاة الدينية وواجب الدولة في تعليم المواطنين، من خلال ارتداء الفتيات المسلمات "البوركيني"، وهو لباس للسباحة يغطي كامل الجسد ما عدا الوجه واليدين والقدمين.
"البوركيني" حل وسط
الفتاة، وهي من أصول مغربية وفي الثالثة عشرة من عمرها، وتتلقى تعليمها في مدرسة بولاية هسه في غرب ألمانيا، قالت إن "رؤية زملائها الذكور مرتدين زي السباحة يمثل مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي"، وزعمت أيضا أن "قبول عرض المدرسة بأنها يمكنها أن ترتدي ملابس سباحة على كامل جسمها في حمام السباحة سيعرضها للتمييز بين قريناتها."
وكان والداها قد تقدما بدعوى لإعفائها من دروس السباحة مع البنين من منطلقات إسلامية وهي في سن الـ 11 من عمرها، وفق حججهم.
وقالت المحكمة في حيثيات رفضها للدعوى إنه "لم توضح المدعية بالشكل الكافي أن المشاركة في دروس السباحة التعليمية المشتركة مع ارتداء البوركيني يتعارض مع قواعد اللباس عند المسلمين".
اضف تعقيب