تبنى مؤسسة الزواج على مبدأ تقاسم الأدوار بين الشريكين، لتأسيس أسرة يسودها التفاهم والاستقرار، ويظل بلوغ السعادة والرضى غاية لا تدرك إذا ما تخللت العلاقة الزوجية بعض العيوب في أحد الأطراف، كالدلال وإن كان يعتبر من ميزات الأنثى، إلا أنه يتحول إلى عاهة، إذا ما تعلق الأمر بمسؤولية البيت بعد نهاية شهر العسل.
يزخر مجتمعنا بالحكايات عن الزوجة الدلوعة، ولكن ما هي الأسباب التي تدفعها إلى ذلك؟
وكيف يتعامل الزوج مع هذه الزوجة؟
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة عزة كريم الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة: التنشئة الأسرية هي المسؤولة عن إنتاج وإفراز هذا النمط من الزوجات المدللات، فغالبا ما تكون هذه الزوجة هي وحيدة أبويها أو البنت الوحيدة في الأسرة، فيكون ذلك سبب تدليلها وخاصة من الأم، فتصبح فتاة "دلوعة جدا"، والزواج في نظرها هو الانتقال من بيت الأهل إلى منزل الزوج فقط مع بعض التغييرات الفزيولوجية عليها، وغير ذلك فلا يحدث أي تغيير وتصبح زوجة بالاسم فقط لأن كل الأفعال والتصرفات لا تؤكد كونها زوجة، فهي تخشي القيام بأبسط الأعمال المنزلية لأنها لم تعتد على ذلك أو تخاف على نفسها من هذه الأعمال، أو هي بالأساس لا تعرف ذلك ولا تتحمل حتى مشاكل منزلها أو أي مسؤولية ملقاة على عاتقها.
وتضيف الدكتورة كريم إن الزوجة المدللة تحول حياة زوجها إلى جحيم بطلباتها التي لا تنتهي وعدم التزامها بمسؤولياتها تجاه الزوج وأيضا تجاه أولادها؛ مما يؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل الزوجية، وغالبا ما يكون الطلاق هو النهاية الحتمية لمعظم الزيجات التي تعاني من هذه المشاكل.
الطبقة الاجتماعية
أما الدكتورة ليلى عبد الوهاب أستاذ علم الاجتماع، فتشير إلى أن كثيرا من الأزواج في عالمنا العربي يعانون من الزوجة المدللة؛ بسبب انشغالها عنهم وعدم اهتمامها بشئون بيتها وأطفالها. وتضيف: نوعية الطبقة الاجتماعية تسهم في إفراز مثل هذا النوع من الزوجات بشكل كبير، فلا أعتقد أن الطبقات الشعبية الكادحة يظهر فيها مثل هذه الزوجة إلا في حالات نادرة، فالحياة الصعبة التي تعيشها الأسر، من الطبقات الفقيرة أو المتوسطة، تلقي بمسؤوليات كبيرة على جميع أفراد الأسرة رجالا ونساء وحتى الأطفال، بحيث لا يكون هناك مجال للتدليل، على العكس الطبقات الغنية، وغالبا ما يكون جمال الزوجة وضعف شخصية الزوج سببا في هذه الحالة، وعلى الزوج الذي يوقعه حظه العاثر في زوجة مدللة أن يعمد إلى تقويمها بكافة السبل الممكنة، وإن لم يستطع، فالطلاق، في رأيي، أفضل من زوجة لا تؤتمن على بيتها وأطفالها.
وسائل الإعلام
وترى الدكتورة سامية خضر أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس: إن وسائل الإعلام لها دور كبير في نمو نمط الزوجة المدللة؛ حيث نجد في المسلسلات الزوجة الدلوعة جدا التي لا تقوم بأي شيء في المنزل وتهمل أطفالها، وبالتالي ينعكس ذلك على بعض الزوجات، أيضا التنشئة الاجتماعية سواء للولد أو للبنت، فغالبا ما تقوم بعض الأسر وخاصة الغنية بتدليل الطفلة بشكل مبالغ فيه، فتنشأ هذه الطفلة غير قادرة تماما على التعامل مع متغيرات الحياة، والزواج في نظرها هو الانتقال من بيت إلى بيت آخر دون تغيير أي شيء إلا في بعض النواحي الفزيولوجية فقط.
وتؤكد الدكتورة خضر أن الحياة الزوجية هي حياة أسرية تربط بين اثنين، والدين الإسلامي أشار إلى أن المرأة سكن للرجل فهي دائما المهتمة بشؤون زوجها وبيتها.. قال تعالى: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" لذا فإن على الزوجة الاهتمام بزوجها وأطفالها وتربيتهم تربية صحيحة، خاصة وأن نسبة كبيرة من حالات الطلاق سببها الرئيسي الزوجة المدللة
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب