قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأحد تعقيباً على مقتل الجندي الإسرائيلي تومير خازان والاحتفاظ بجثمانه لمقايضته بشقيق المنفذ نضال أعمر في قرية بيت أمين في محافظة قلقيلية وهو الأسير نور الدين، وهو معتقل منذ عام 2003، إن "عملية الأسر القادمة ستكون مسألة وقت فقط".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن "إسرائيل" دفعت ثمناً كبيراً لإطلاق سراح جنوده وضباطه الأسرى جلعاد شاليط من غزة، وألخنان تننباوم وإلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر لدى حزب الله، وهو أمر يرى فيه الفلسطينيون الطريقة الأسرع لإطلاق سراح المعتقلين لدى الاحتلال، وذلك عبر أسر الجنود ومقايضتهم.
وأوضحت أن خبر أسر وقتل الجندي خازان كان "كابوساً" يعيد إلى الأذهان ما حدث مع شاليط في غزة صيف عام 2006. وأشارت إلى أن أجهزة الأمن والجيش تحركت بشكل مكثف خلال 24 لكشف ملابسات اختفاء الجندي، حتى تم اعتقال أعمر واكتشاف الجثة الملقاة في بئر قريب من القرية.
وهذا يعزز وفق الصحيفة، من الفرضية التي تنظر إلى أن الدافع للأسر موجود لدى الجمهور المحلي وهو فك أسر معتقلين فلسطينيين، رغم أن "إسرائيل" توافق على خروج أسرى فلسطينيين في ظل بوادر "حسن نية للرئيس محمود عباس، إلا أن هناك وجهة نظر شعبية تتعلق بالطريقة المثلى لتحرير الأسرى.
عملية البحث عن خازان بدأت بعد ساعات من إبلاغ أسرته بهذا الأمر، وشرع المحققون بجمع المعلومات المتعلقة بالأمر، وهنا بدأت تتكشف الخيوط وظهور اسم نضال الذي كان يعمل في المطعم الموجود بالقرب من تل آبيب شمال فلسطين المحتلة بطريقة "غير شرعية"، واستدرج الجندي وقتله لمبادلة جثمانه.
وأشارت التحقيقات إلى أن أعمر لم يكن تحت دائرة الشبهات المتعلقة الأمنية، ولم يكن "متورطاً"، كان حاول الحصول على رخصة للانتقال للعيش في "إسرائيل" للم الشمل، لكنه طلبه رفض، وذلك على ما يعتقد لأن شقيقه أسير في سجون الاحتلال منذ عشرة أعوام بتهمة تنفيذ عمليات وتفجيرات مع "التنظيم" التابع لحركة فتح.
وتشير التقديرات إلى أن أعمر كان يعمل لوحده وبدون تعاون مع الأجنحة العسكرية لأي من حركتي فتح أو حماس، وأنه كان يأمل في أن يتمكن بمقايضة الجثمان في ظل إمكانية أن تدفع "إسرائيل" الثمن مهما كان باهظاً. في غضون ذلك، لم تشرك السلطات الإسرائيلية أجهزة أمن الضفة الغربية في التحقيق حول ما جرى.
وذكرت الصحيفة أن هناك محاولات متصاعدة لأسر جنود في جيش الاحتلال، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية تمكنت من إحباط عشرات محاولات أسر للجنود، وبعدما جرى السبت، فإنه من المرجح أن يشرع الجيش بمزيد من التمحيص في صفوف جنوده لتفادي أية ثغرات مثل تلك التي حصلت مع تومير.
واختتمت "معاريف" تقريرها بالقول إنه رغم الاحتياطات والإجراءات، إلا أنه في ظل الدافع الكبير لأسر الجنود الإسرائيليين، يجعل من الصعب على أنشطة جمع المعلومات أن تتابع كل التطورات، وهو ما يجعل قدرتها على وقف عمليات الأسر القادمة مشكوكاً فيها، في حين أن المتوقع أن تكون العملية القادمة مسألة وقت.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب