ما إن يصبح طفلك وحيداً مع ألعابه، يبدأ بالبكاء ويستدعيك للحضور إليه. إليك هذه النصائح التي تساعد طفلك على اكتساب المزيد من الاستقلالية في اللعب:
صورة توضيحية
يمضي الطفل الرضيع ساعات طويلة وحده وهو يلعب بيديه ويراقبهما، لكن قرابة عمر 3 سنوات تتبدل الأمور ويشعر الطفل بالملل عند وجوده وحده مع ألعابه. ينادي أمه لمساعدته في كل شيء، سواء تمثل ذلك في الرسم أو تركيب الأحجية أو ابتكار فكرة مبدعة... إلا أن ترك الطفل يلعب وحده ضروري لتنمية خياله وتعزيز استقلاليته لأن هذا يتيح له إدراك الحقائق بصورة أفضل وقبول الخسارة والحرمان.
عدم الابتعاد كثيراً عن الطفل
لا داعي لأن تشعري بالذنب إذا كنت مضطرة لترك طفلك يلعب وحده بسبب انهماكك في مسائل أخرى. فلا بد أن يتعلم الطفل ضرورة التصرف من دون وجود دعم الأم باستمرار، شرط أن يشعر بالأمان عند وجوده وحده. فحين يلعب الطفل وحده، يختبر تجربة الحرية. وإذا لم يكن هناك شيء مهم يشغل وقته وانتباهه، لا بد من توفير بيئة مطمئنة له. لذا، فإن مجرد وجود أحد الأهل قربه يمنحه الإحساس بأنه ليس وحيداً وأنه بصحبة شخص راشد وقوي. دعي طفلك يلعب بالقرب منك إذا كنت عاجزة عن مشاركته اللعب شخصياً. راقبيه بين الحين والآخر، ووجّهي له عبارات الإطراء أو الملاحظات بحيث يشعر الطفل أن التفاعل موجود فعلاً بينكما.
تخفيف وطأة النهار
إذا كان الطفل دائم الانشغال مع الأصدقاء في المدرسة وخلال النشاطات الرياضية، فإنه لا يعرف الهدوء أو لذّة الوجود وحده. إنه دائماً محاط برفاق يركضون ويتسلّون معه، بحيث لا تتاح له أبداً فرصة الاستراحة والحلم والاسترخاء. إلا أن الوحدة ضرورية لنمو شخصية الطفل. فالتوقف قليلاً عن الحركة يتيح له صقل الذات، وتنمية خياله، خصوصاً وأن الملل أو الضجر مرتبط بالفضول. إنه انتظار حصول شيء ما. لذا، يقول علماء النفس إن الطفل الذي يبقى وحده بين الحين والآخر تتاح له فرصة صقل أفكاره الخاصة، وابتكار أفكار جديدة، واختبار حدوده وقدراته.
اللعب مع الطفل
بين الحين والآخر، يتململ الطفل أثناء وجوده وحده في غرفته وهو لا يعرف ماذا يفعل أو كيف يلعب. في هذه الحالة، يحتاج الطفل فقط إلى القليل من الانتباه والمساعدة لتجري بعدها الأمور على ما يرام. وتذكّري دوماً أن الطفل الذي يشعر بأنه مهمل أو منبوذ أو يعاني من نقص حضور شخص معه، لن يتمكن من ملء المساحة المتاحة له. لذا، قبل أن تطلبي منه اللعب وحده، حاولي اللعب معه قليلاً، ولو لدقائق معدودة. فمن شأن ذلك توفير الانطلاقة الصحيحة ويصبح الطفل بعدها قادراً على متابعة اللعب وحده. قدمي له بعض الأفكار المبتكرة، أو ارسمي له الخطوط الأولى لرسم يحبه، أو أخرجي له كتاباً منسياً في المكتبة... المهم هو توجيه الطفل وإرشاده نحو قدرته على اللعب وحده. لكن تذكري أن اللعب مع الطفل، ولو لدقائق معدودة، لا يعني اللعب مكانه. فإذا أراد في النهاية اللعب بعلبة الكرتون وليس بالسيارة الحمراء التي كانت داخل العلبة، لا بأس في ذلك. المهم أن يكون راضياً عما يفعله. رافقيه في البداية وحفزي خياله من دون فرض وجهة نظرك. فمن الضروري احترام القدرات التدريجية للطفل في السيطرة على الأشياء.
نشاطات هادئة
أبعدي طفلك قدر الإمكان عن الألعاب المتكلفة أو المولّدة للكثير من الضجة. شجعيه على النشاطات الهادئة مثل الرسم أو المطالعة أو لعب الورق. فهذا يتيح للطفل الإصغاء لذاته ولعواطفه، ويمنحه مساحة للتفكر في الماضي بعيداً عن اللعب الجماعي (مثل عقاب أو قصاص تعرض له)، وتوقع المستقبل (ماذا سيحصل في نزهة الغد؟). كما أن الأشغال اليدوية تتيح للطفل التصرف مثلما يريد، وفق قواعده الخاصة. وحين يكون هو المسؤول عما يفعله، لا يعود متأثراً بالبيئة المحيطة به، وإنما يتفاعل معها من دون وساطة الأهل أو الأصدقاء. وهكذا، عند تكييف العالم وفق إيقاعه الخاص، يستطيع الطفل شيئاً فشيئاً تطوير حسّ المبادرة لديه.
اضف تعقيب