يتدرب الجيش الإسرائيلي بحزم على القتال داخل القرى والمدن، تحسباً لإندلاع مواجهة محتملة مع حزب الله، وهو سيناريو قد يحدث في أي لحظة حسب ضابط إسرائيلي كبير. وقد جلس قادة إسرائيليون كبار على قمة تل هذا الأسبوع يشاهدون قواتهم تهاجم عناصر حزب الله في قرية بجنوب لبنان. لكن المعركة كانت وهمية في قرية شبيهة بمسارح هوليوود بنيت في قاعدة في شمال إسرائيل لمحاكاة هذا النوع من الاشتباكات في حال نشوب حرب. وبالرغم من أن مقاتلي حزب الله كانوا اسرائيليين متنكرين، والقنابل كانت وهمية وكذلك أرض المعركة، إلا أن النية كانت حقيقة تماماً.
قوات الدفاع الإسرائيلية تعمل حالياً على مراجعة وصقل أساليبها للقتال في المعارك التي تتوقع إندلاعها في لبنان وسوريا. وقال ضباط في الجيش الإسرائيلي بأنه على الرغم من أنهم يعتقدون أن أي هجوم وشيك من الشمال غير محتمل، إلا أن فرصة إمتداد الحرب الأهلية في سوريا مرتفعة جداً. ووفقاً لتقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يقاتل 2000 إلى 4000 مجند من أعضاء الجناح العسكري لحزب الله في سوريا، مما يعني أن 10 الى 15 في المئة من مجموع مقاتلي الجماعة يكتسبون خبرة قيّمة في ساحة المعركة بالقتال ضد ثوار سوريا نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد. وما يقلق إسرائيل أكثر هو ما يسميه ضابط اسرائيلي كبير رفض الافصاح عن هويته بـ "المنحدر الزلق". وفقاً لصحيفة واشنطن بوست، المنحدر الزلق هو عبارة عن سيناريو خطير سيشعل الحرب بين اسرائيل وحزب الله بدقائق. وقال الضابط الاسرائيلي: "سوريا قد تعطي أسلحة متطورة إلى حزب الله، الذي سيعمل بدوره على تهريبها إلى لبنان ونحن بالتأكيد سنحاول منع ذلك. نحن سنضرب وحزب الله سيرد. هذا السيناريو قد يحدث في أي يوم، وربما سيحدث غداً". ويقول قادة إسرائيليون إن هناك خمسين إلى مئة ألف صاروخ من نوع قصير ومتوسط المدى، سواء جديدة وقديمة، مخبأة في 200 قرية في جنوب لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله.
وقال المسؤول العسكري: "سوف نضطر إلى الذهاب إلى القرى والعثور على هذه الصواريخ. وهذه معركة لا يمكننا الفوز بها إذا لم ننشر مقاتلين وجنوداً على الأرض وهذا سيسبب الكثير من الضرر لتلك القرى".
مواجهة العراقيل
وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون إنه خلال أسبوع واحد من القتال في تشرين الثاني، أطلقت حركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة نحو 1500 صاروخ على إسرائيل. وعلى حد قولهم، فإن حزب الله قادر على إطلاق عدد مشابه من الصواريخ إنما في اليوم الواحد، في حال قرر الدخول في المعركة بكل قوته. وان صواريخ حزب الله مكدسة في الكراجات والطوابق السفلية، الحظائر وغرف النوم والأنفاق التي حفرها الحزب وزودها بأنظمة النشر الهيدروليكية ليتمكن من إطلاق صواريخ من نوافذ الطوابق العلوية. "هذا الأمر يسبب مشكلة بالنسبة لنا"، قال ارشي ليونارد، وهو ملازم ثانٍ في مدرسة التدريب الاسرائيلية، مضيفاً: "سنضطر إلى مهاجمة القرى بأكبر قدر ممكن من القوة، لكن لن يكون بإمكاننا ذلك لأنها مكتظة بالمدنيين. وإن الإجراء المناسب الذي قد يتم اتخاذه في حينها هو أن يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط منشورات تنبه سكان القرى بأن القوات الاسرائيلية ستقصف. وهو تكتيك استخدم مؤخراً في غزة". وإلى جانب وجود المدنيين، يواجه الاسرائيليون عدة عراقيل وتحديات أخرى في حال اندلاع اشتباكات مع حزب الله، فيقول الرقيب جيفري يغير الذي يقود دبابة في الجيش الاسرائيلي إن "القرى بيئة خطرة للغاية، فالشوارع ضيقة ويمكن أن تحشر الدبابة كما أن ابراج القصف قد تعلق ولا تستطيع أن تصيب اسطح المنازل حيث يضع حزب الله منصات إطلاق صواريخه المضادة للدبابات.
حزب الله يحفر شبكات متطورة تحت الارض
تركز القوات الاسرائيلية في الآونة الأخيرة على حرب الأنفاق، إذ تشير استخباراتها إلى أن حزب الله قد حفر شبكات متطورة تحت الارض تمتد في كل القرى الجنوبية، تم تزويدها بالكاميرات، وصلات الانترنت والشراك الخداعية. وخلال التدريب على المعركة الوهمية، ارتكبت القوات المختصة بعض الأخطاء، إذ انحشرت بنادقهم على درجات السلالم المؤدية إلى الأنفاق، وتشابكت حبالهم مع بعضها البعض، كما أنهم ترددوا عندما كان من المفترض أن يتحركوا، أو تحركوا عندما طلب منهم المدرب الانتظار. وقال المدرب ساغيف كهليا إن الجنود يعرفون الأساسيات، وبحاجة إلى التركيز على التفاصيل. وأضاف: "سوف ننتصر في الحرب القادمة. أنا متأكد من ذلك".
اضف تعقيب