مع العيد - بقلم دنيا سليمان النباري

مع العيد

غطس قرص الشمس في البحر معلناً انتهاء يومٍ جديد....

فسارعت الشمس بإرسال خيوطها لتُنبئ العصافير بنفاذ الوقت النادر والفريد..

عندها دق قلب القمر في كبد الفضاء وقد مال لونه الى فضية الحديد...

موقظاً نسيماً عليلاً يتلاعب بأوراق خضراء لشجرٍ عديد...

فهمس قائلاً لها بعد منتصف الليل معتمداً على لهجة التأكيد..

أنها بداية يوم العيد.....بداية العيد...

وسمعته يروي لزهرات القرنفل الملونة والفتية..

كلاماً نقله عن لسان زهرة النرجس ..ملكة حديقة الاسرار الخفية..

وقد حدثها بطريقةٍ سردية ,عن رحلة العيد الندية..

 التي كان قبطانها سيدنا ابراهيم وكيف اوصلها للمسلمين بروح اسلامية...

 فقد نفذ أوامر رب العزة حين قام بتحضير زهرة حياته التي تفوح برائحةٍ عطرية..

لذبحه بسكين فولاذية..

ثم إنه داس على مشاعره الأبوية تجاه فلذة كبده التي سيفقدها حينما تلمس تلك الأداة المنطقة الحيوية...

فتودي به الى نهاية أبدية وذهاب بلا رجعةٍ لحضن إبراهيم المليء بالعاطفية...

ولم يستطع نبي الله أن تناظر عيناه لؤلؤتين تلمعان بالإيمان حتى لا يخر منهزماً أمام مشاعره الأبوية في اللحظة النهائية..

ولكن ....ولكن حكمة الله تجلت حين أرسل كبشاً في أصعب لحظةٍ.. اللحظة المصيرية...

وهكذا ضحى نبينا بالكبش بدلاً من نجمته الذهبية..

وشدني صوت النسيم أكثر فأكثر حين ذكر صفات العيد السحرية..

فتراقصت الزهرات رقصةً خيالية..

فقد أرادت كلٌ منها أن تُخط صفةٌ على أوراقها بآياتٍ قرانية مع تعابير زكية...

وظلت صفةُ ترن في أذني وكان وصفها كالتالي:

صلة الأرحام كأمواج البحر حيث لا تتوقف..بل تأت كل فترةٍ زمنيةٍ لتهب  حبيبات الرمل أجمل فترةٍ حسية...

لقد خُطت هذه الجملة على قرنفلةٍ بيضاء...نعم خُطت هذه الجملة بطريقة سحرية فنية...

جاءت اللحظة الحماسية..

حين مزقت مقطوعة الديك الموسيقية عباءة الليل السوداوية..

معلنةً إنطلاق العيد ..يوم يكون الحاج فوق تلة عرفة البهية ..

يرسل لأهله أجمل تحية..

يدعو ربه بدعواتٍ خرجت من قلبٍ معجونٍ بالنقاء والصفاء..

يدعوه بكل لغات العالم..من العربية وحتى اليابانية...يدعوه بروية...

ولن أنسى بالطبع فرحة الأطفال بالعيدية..

فهي بالنسبة لهم أجمل لحظةٍ في كل فترةٍ سنوية....

               بقلم الطالبة: دنيا سليمان النباري

    الثانوية الجديدة