كل أمّ تسعى بالتأكيد إلى أن يكون طفلها واثقاً من نفسه وشجاعاً ولكن في الحقيقة فإن تلك الصفات لا يكتسبها الطفل بسهولة، مع الوضع في الاعتبار أنه أحياناً يولد الطفل ومع مرور الوقت يكون أكثر خجلاً وقلقاً من الأطفال الآخرين. ويجب على كل أمّ أن تعلم أن الشجاعة صفة يمكن لطفلها أن يكتسبها مع الوقت ويمكن تنميتها عنده، وبالتأكيد فإن الشجاعة صفة مهمة وعنصر أساسي في المراحل المختلفة لنمو الطفل.
الطفل سيحتاج إلى أن يكون شجاعا عند اتخاذ العديد من القرارات المهمة حتى على مستوى الحياة اليومية وعلى مستوى العديد من نواحي الحياة المختلفة. وينبغي على كل أمّ أن تعمل على أن يدرك طفلها منذ الصغر أهمية أن يكون شجاعاً وهو الأمر الذى سيساعده في مراحل عديدة من حياته وفي مجموعة من المواقف الصعبة المختلفة التي تمر به.
لتحققي مثل هذا المرمى عليك اتباع الخطوات التالية:
• علّمي طفلك منذ الصغر كيف يكون مستقلاً بذاته وكيف يعتمد على نفسه، وحاولي مثلاً ألا تبالغي في حمايته وهو صغير وأن تتركيه يجرب المشي بمفرده حتى لو كان لم يتعود على هذا الأمر بعد وحتى لو كان لا يزال ضعيفاً.
• إذا وقع طفلك فاتركيه يحاول القيام بمفرده إلا إذا كانت إصابته صعبة أو كبيرة، واعلمي أن مثل هذا الأمر سيعلم الطفل عدم الخوف من الإقبال على أي مشكلة أو موقف صعب.
• علمي طفلك أيضاً كيف يفرق بين الخطأ والصواب وقومي بتهنئته كلما أعاد غرضاً لا يخصه لصاحبه وعندما يعتذر ويعترف أنه قد ارتكب خطأ ما لأن هذا سيجعل الطفل يتمتع بقاعدة أخلاقية قوية وسيجعله يقدم على فعل الصواب بغض النظر عن العقوبة أو المفاجأة.
• ولا يجب عليك أن تشجعي طفلك على خوض مغامرة أو تجربة جديدة إذا كان لا يريد خوضها، فهناك فرق بين تشجيع طفلك على الإقدام على كل ما هو جديد وإجباره على فعل أمر ما حتى لو كان الطفل يشعر بالخوف. واعلمي أن طفلك إذا أقدم على فعل أمر ما وهو خائف وفي نفس الوقت فشل فيه فإن هذا سيجعله لا يجرب أي أمر جديد. وعلى الصعيد الآخر، فإنك إذا تركت له حرية الإقدام على أي تجربة جديدة فإن الأمر سيكون أكثر متعة بالنسبة له.
• تحدثي مع طفلك بطريقة إيجابية إذا كان يشعر بعدم الثقة بالنفس واجعليه يدرك ذلك وطمئنيه بأنك تتفهمين مشاعره وأنه آمن، ولا تقولى لطفلك أبداً إنه جبان.
• يجب على كل أم أيضا أن تجعل طفلها يفهم أن كونه شجاعاً لا يعني أن يكون متهوراً، فعلى الطفل أن يتعلم أن الشجاعة من الناحية الواقعية يجب أن يصاحبها رجاحة العقل والحكمة.
• وعلى طفلك أن يدرك أيضاً أن شجاعته لا تعني التهاون فيما يخص الحفاظ على سلامته. حاولي أن تحافظي على هدوئك لأن رؤية الطفل لملامح القلق على وجهك ستجعله يشعر بعدم الراحة.
• واعلمي أن الطفل إذا اختبر التوتر والقلق والإحباطات بكميات معقولة فإنه سيتعلم كيف يتعامل مع تلك المشاعر والتحديات.
• ناقشي طفلك وتحدثي معه بخصوص بعض المواقف التي قد تجعله يشعر بالخوف أو القلق وما هي السبل التي يمكنه من خلالها التغلب على خوفه هذا، ويمكنك أن تعطي طفلك أمثلة لأشخاص لديهم الشجاعة وكيف طوروا هذا الأمر عندهم.
• احرصي على أن يعلم طفلك أنه من الطبيعي أن يفشل وأن العودة لمواصلة الطريق بعد الفشل هي خطوة شجاعة. ويمكنك أن تعدي قائمة مع طفلك تضم الأشياء التي يخاف من فعلها لتحاولي معه التغلب على تلك الأمور.
اضف تعقيب