المجزرة تتكلم - بقلم الطالبة دنيا سليمان النباري - الثانوية الجديدة

المجزرة تتكلم

عادت الجروح المندملة لتُفتح من جديد....

لتفتح صفحةً من الماضي خُطت بروح تسعةٍ وأربعين شهيد....

وتعيد سرد الذكريات والأحداث الأليمة في التاسع والعشرين من تشرين الأول بالتحديد...

وتحكيها لرواد مستقبل بلد الشهداء بالتأكيد...

فتحدثهم قائلة بكل حسرةٍ عارمة:

أنا المجزرة التي حصدت طيوراً بيضاء حلقت في هذه القرية البائسة...

وكنت قد سلبت حياتهم برصاصةٍ صفراء غُرست في منطقةٍ حساسة...

فلوثت القرية بسلاحٍ صُنع من الحديد المليء بالرجاسة...

وأغرقت القرية بدماءٍ حمراء عُصرت من قلوبٍ طاهرةٍ خاليةٍ من أي نجاسة...

وشاهدت شبحاً اسود حلق على القرية في ذلك اليوم,وقيدها بسلسلة فولاذية وخنقها بكل سلاسة..

رأيتُ....نعم رأيتُ االدموع تنهمر لفراق المحبين بكل حزن وتعاسة...

فأنا المجزرة قمت بتفعيل المشاعر الجياشة...

وزعزعتُ القرية,فقلبتها رأساً على عقب بسبب تلك السياسة...

وأدخلت الخوف على قلوب أطفال لا يعرفون معناي وإنما عرفوا السماحة...

كنتُ كالحربة ذات الرأس المسموم التي ملكها أصحاب السيادة...

فاستعملوني كوسيلةٍ للحصول على الأهداف والإفادة..

أما كلمتهم "احصدوهم" تخرج من أفواهٍ أقوى من جسيمات الصلابة...

فيا رواد المستقبل لا ترفعوا أياديكم خاضعين للإستسلام..

بل قودوا كفر قاسم الى شمسٍ مشرقةٍ تسطع في آفاقها بكل إنسجام...

لتزيدوا مجد بلدة الشهداء وتفخروا بسقوط تسعةٍ وأربعين ريشةً رسمت لنا الصمود وحب الأوطان...

فبفضل تلك الأرواح إبقوا صامدين ومعتزين أمام كل الأديان...

وانقشوا أسماءهم في عقولكم لتبقى خالدةً طوال الدهر والزمان..

وعدوني أن تقيموا ذكراي في كل يومٍ من السنة وحتى في الأحلام...

فوسم الجرح مازال حديثاً فلا تمحوني بممحاة النسيان من تاريخ الوجدان...

وتذكروا دوماً إن الذين أسقطوا تلك الزهور من البستان هم الذين تبرأ منهم ضمير الإنسان!

                                                      بقلم الطالبة:

                                                                       دنيا سليمان النباري

الثانوية الجديدة