كثير من الأمهات بمرور السنوات يتصورن أن أداء دور الأمومة في حياة أبنائهن هو نوع من أنواع الوظائف أو العمل الإعتيادي التقليدي، وهذا الأمر شديد الخطورة لأنه يؤثر على المدى البعيد في أسلوب تربية الأبناء وتنشئتهم بالشكل الصحيح الذي يخرجهم إلى المجتمع عناصر متميزة فريدة قادرة على الإبتكار والإبداع.
التحول الى الاسلوب النمطي
في البداية تبدأ هذه الحالة تتصاعد داخلك تدريجياً فمع شدة خوفك على أبنائك وحرصك على توفير كل سبل الراحة والتربية السليمة لهم تبدأين في ترسيخ بعض الممارسات والتصرفات والسلوكيات التي تضمن لك ذلك الهدف لكن بمرور الوقت يتحول هذا الأسلوب على الشكل النمطي ويفقد أي إحساس بحقيقة رسالتك كأم.
دورك كأم
من الضروري أن تغيري نظرتك لدورك كأم في حياة أبنائك فليس معنى ممارستك لدور الأمومة أن تكوني مسيطرة على مصائر أطفالك وكل تفاصيل حياتهم أو أنك في منافسة مع والدهم بشأن من الذي سيكون مسددا وموفقاً في كل التصرفات والقرارات التربوية.
إخفضي توقعاتك
اعملي على خفض توقعاتك إزاء أبنائك ومستوياتهم على كل الأصعدة وهذا لا يعني قتل الطموح ورغبتك في الفخر والاعتزاز بما ينجزونه في حياتهم، ولكن خفض معدل توقعاتك سيفيد أطفالك في أن يكون لديهم الطموح الذاتي والرغبة الشخصية في تحقيق النجاح ليس فقط من أجل إرضائك أو إسعادك وإنما لأنهم يريدون أن يرتقوا بأنفسهم ولأنفسهم أيضاً.
لست كالموظف
من الأهمية بمكان أن تقبلي من داخلك حقيقة أن يتوارى دورك من المشهد الخارجي فليس معنى أنك تمارسين واجبات الأم ودورها الحقيقي أن تكوني مثل الموظف الذي ينتظر التشجيع والتقدير مع كل إنجاز ينجح في إحرازه بعمله.
غيري محيطك
أحياناً يكون من الضروري أن تعملي على تغيير محيط الأمهات الأخريات سواء كن من الصديقات أو المعارف أو الجيران أو الأهل، لأن تواصلك مع هؤلاء الأمهات يحرمك من فرصة البحث عن إطار جديد للتعامل مع أبنائك وتقييم دورك في حياتهم كأم.
ليس ابناؤك وظيف او مشروع
لا تكوني كالأم المروحية التي تظل تطوف على أبنائها ليل نهار، اسمحي لهم بهامش من الحرية والخصوصية والاستقلالية لأنهم ليسوا مجرد وظيفة بالنسبة لك.
متى ستتعلمين كأم أن أطفالك لن يصلوا إلى قمة النجاح في حياتهم إلا في حالة أن تتركي لهم فرصة الخطأ وحتى تكرار الخطأ، وتعلمي أن وقوعهم في هذه الأخطاء هو الذي سيكسبهم مهارة التعامل مع المواقف وتجاوز الصدمات والتعلم من الماضي.
تذكري أن أطفالك ليسو مجرد مشروع مطلوب منك إنجازه بل هم كائنات حية خلقها الله تعالى وقدر لها الحياة والمستقبل وأنت فقط تقومين بالدور المرسوم لك في حياتهم، وهذا الفهم سيساعدك على أن تتعاملي معهم من الناحية الإنسانية والوجدانية بالصورة السليمة وستكونين أكثر قدرة على تفهم مشاعرهم ومشكلاتهم. لابد أن تعملي على صياغة الدور المأمول من زوجك في حياة أطفالك لأن قيمته وقدرته على ممارسة هذا الدور التربوي سيكون له أهمية كبيرة في إخراجك من هذه الحالة النمطية وستعلمين أنك لست موظفة بدرجة أم ولكنك أم وزوجة وانسانة مؤثرة في حياة أطفال ينتظرهم مستقبل
اضف تعقيب