في بعض الأحيان تعاني الأم مع طفلها أو طفلتها من مشكلة أن ما تقوله من كلمات وعبارات وتوجيهات أو حتى ما تسرده من معلومات لا يجد أي آذان صاغية، وهذا لا يكون راجعاً إلى عدم تربية الطفل بقدر ما هو ناجم عن عدم قدرة الطفل على سماع ما تقوله الأم بالشكل الصحيح. هذا الوضع يفرض على الأم أن تتعلم الأسس والمعايير التي من الضروري أن تراعيها عندما تتحدث إلى طفلها حتى تضمن أنه سيستمع إلى ما تقوله على الوجه المطلوب.
-دعم الاتصال اللفظي بواقع ملموس: لا يمكن أن تتصوري أنك عندما تتحدثين إلى طفلك الذي لا يتجاوز عمره أربع أو خمس سنوات عن ضرورة أن يسرع في تناول كوب اللبن الحليب حتى لا تتأخرا عن المشوار الذي ستخرجان فيه بأن تقولي له "أسرع لابد ألا نتأخر"، لأن هذه العبارة التي قلتيها ستدخل من أذن طفلك وتخرج من الأذن الأخرى بدون أن يستمع إليها بشكل صحيح فهي لم تمثل له أدنى أهمية.
-تحديد العبارات يكون مفيداً جداً في كثير من الأوقات: لأن الأم أحياناً تتصور أن طفلها سيفهم المغزى من وراء كلماتها بدون أن تكون صريحة في تحديد ما تريد أن تقوله بشكل واضح، فعندما تقولين إنك مرهقة أو أنك تعانين من الصداع والدوخة فإن طفلك لن يلتقط من ذلك الحديث أي إشارة توحي إليه بعدم مطالبتك الآن باللعب معه أو تجهيز الطعام في نفس اللحظة.
- وضحي له المغزى والسر والهدف من وراء ما تقولين: فعلى الجانب المقابل إذا كان طفلك قد تجاوز العاشرة من عمره فلا يكفي أن تصدري له الأمر بشكل محدد ومباشر وتتصوري أنيستجيب لذلك الأمر، لأن الطفل بمجرد عبور سن العاشرة وأحياناً قبل ذلك لا يمكنه أن ينفذ أي طلب أو يستجيب لأي طلب إلا في حالة أن توضحي له المغزى والسر والهدف من وراء ما تقولين، وبالتالي فإنك ستكونين ملزمة على الدوام بإرفاق ما تقولين بلمحة من التفسير.
-فهم الفروق بين الولد والبنت: فعندما توجيهن حديثك إلى طفلك الولد لابد أن تعرفي أنه يريد أن يكون حديثك إليه مرتبطاً بما يفعله في هذه اللحظة فالولد غالباً يميل إلى عدم تشتيت الانتباه ولا يستطيع أن يتناول أمرين في وقت واحد، ولو كانت عباراتك الموجهة إليه غير منسجمة مع النشاط الذي ينخرط فيه فإن كلامك سيذهب سدى ولن يجد نفعا معه، وهذا على خلاف طفلتك البنت التي يمكنك أن تحدثيها في أمر معين بينما هي مشغولة بيديها في فعل أمر آخر لا علاقة له به لقدرتها الفطرية في الغالب على التركيز في أكثر من موضوع واحد في الوقت نفسه.
-مراعاة طبيعة شخصية طفلك: تساعدك في اختيار الرسالة الإتصالية السليمة التي تضمن لك الإستجابة فبعض الأطفال تبرز في شخصياتهم منذ وقت مبكر سمة الطاعة والتهذيب الذاتي وبعضهم يميل إلى التمرد والرفض والعناد، وكلما كانت لديك القدرة على إستحضار هذا المعنى أثناء توجيه كلماتك كلما ضمنت أن تكون الاستجابة لما تقولين أعلى.
اضف تعقيب