ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر اليوم الاربعاء، أن الادارة الاميركية أرسلت العديد من الرسائل والاشارات للحكومة الاسرائيلية مفادها أن التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين سيقابَل بتبني اكثر للمواقف الاسرائيلية في المفاوضات مع ايران التي ستنطلق غداً في جنيف.
واضافت الصحيفة أنه وفقاً لمصادر اميركية فإن هذه الرسائل تم تمريرها من خلال الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري، وتحمل أقوالا بأن اغلبية اعضاء المجتمع الدولي مجندون لتحقيق اتفاق سلمي بخصوص الملف النووي الايراني، وأن الموقف الاسرائيلي بهذا الصدد معروف للجميع.
وقالت "معاريف" إن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يكرر دوماً رفض اسرائيل لإنجاز صفقة جزئية مع ايران مقابل رفع العقوبات عنها، الامر الذي سيؤدي من وجهة نظره الى انهيار منظومة العقوبات كاملة.
وبناء عليه فقد قام كل من اوباما وكيري بإيصال رسائل إلى نتنياهو ان اي تقدّم حقيقي في المفاوضات مع الفلسطينيين سيساعده في قبول الموقف الاسرائيلي بخصوص الملف الايراني.
وتعزو المصادر الاسرائيلية هذا الموقف الاميركي بإسترضاء اسرائيل، رغبة منها في تلاشي اي إزعاجات اسرائيلية اثناء المفاوضات مع ايران التي ستبدأ غداً في جنيف، وتورد الصحيفة في هذا السياق التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاميركي تشاك هايجل ان تهديدات نتنياهو لإيران هي التي دفعت بالاخيرة للجلوس على طاولة المفاوضات.
ووصفت الصحيفة هذه الرسائل الاميركية بأنها جزء من الضغط الاميركي على اسرائيل من اجل تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات مع الفلسطينيين التي وصلت الى طريق مسدود.
واشارت الصحيفة الى انه على الرغم من التوتر الذي يسود هذه المفاوضات، فإن الفلسطينيين لا يعتزمون الانسحاب منها قبل الافراج عن المعتقلين القدامى الذين شملهم الاتفاق قبل انطلاق المفاوضات.
وكان كيري وصل الى اسرائيل امس وسيبدأ اليوم سلسة لقاءاته مع نتنياهو ثم مع الرئيس الفلسطيني في بيت لحم ومن المقرر ان يعود مساء اليوم للقاء نتنياهو بعد لقاء ابو مازن، وتوقعت الصحيفة ان يجتمع كيري مع ابو مازن مرة ثانية في عمان يوم غدٍ.
وقدّرت مصادر اسرائيلية ان يقوم كيري بطرح اقتراح لتجسير الهوة بين الطرفين تتضمن الموازنة بين المطالب الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، مع تبادل في المناطق، وبين المطالب الاسرائيلية بالتواجد في غور الاردن وبالاعتراف بيهودية الدولة والتنازل عن عودة اللاجئين.
وذكر المصدر الاسرائيلي أنه "في حال وافق الفلسطينيون على الاعتراف بيهودية الدولة والتي يعتبر المطلب الاكثر اهمية بالنسبة لنتنياهو، فلن يكون عند نتنياهو مانعاً من الموافقة على حدود الرابع من حزيران 1967 وتبادل المناطق".
وأوضحت الصحيفة أنه في حال تم الاتفاق على إطار مبادئ، فإن الاميركيين يعتقدون انه بالامكان التطبيق التدريجي والمرحلي لهذا الاتفاق بحيث يبدو كاتفاق مرحلي في رداء الاتفاق الدائم بسبب التطبيق التدريجي له.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية أن ابو مازن سيعرض امام كيري اليوم العقبة الاساسية التي تواجه المفاوضات والمتمثلة بالاستيطان في الاراضي الفلسطينية وتهويد القدس.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب