حتى تنجحي كأم في إيجاد طريقة ناجعة لتربية الطفل سيء السلوك وتقويمه بشكل يومي لابد أن تتأكدي أن هذا الأمر متعب ومرهق، لكن في الوقت نفسه لا يجب أن تكوني فريسة القلق المستمر بل لابد أن تبحثي عن الحلول العملية الفعالية لإنهاء هذا الوضع الخطير الذي يهدد مستقبل ابنك.
مظاهر مختلفة لسوء التصرف
سوء سلوك طفلك يشمل العديد من المظاهر من بينها العدوانية وعدم الطاعة والتحدي والمواجهة والجدال مع الكبار، ويتجلى هذا الأسلوب السيء في ممارسات عديدة مثل ضرب الأطفال الآخرين، وكسر القواعد ورفض أداء المهام التي تكلفينه بالقيام بها، لكن هذه التصرفات والسلوكيات يمكن أن تكون أمراً عادياً مؤقتاً في مرحلة حساسة يمر بها طفلك ويخرج بها من حالة عمرية إلى حالة أخرة، ومن هنا تأتي أهمية أن تتعرفي على كيفية التعامل بصورة صحيحة لمساعدته على تخطي هذه المرحلة.
صلة بين سلوك الطفل وقناعات الاهل
تذكري على الدوام أن هناك صلة واضحة بين سلوك الطفل وتصرفات الأهل وقناعاتهم ونظراتهم تجاخ الحياة، فليست كل طريقة يتصور الأهل أنها ناجحة يمكن أن تثمر مع هذا الطفل أو ذاك، والأمر في هذا السياق يحتاج إلى دراسة وفحص وتحرك منظم لكي تكون هناك نتائج ملموسة.
التعامل بقسوة
التعامل بقسوة مع الأطفال لا يقلل من سوء سلوكهم، بل بالعكس قد يؤثر بشكل سلبي في زيادة معدل سوء سلوك الطفل منذ البداية، لكن التساهل يتسبب هو الآخر في زيادة الأخطاء المرتبطة بالسلوك العدواني، والطريقة يمكن أن تفيد هي أن تلجأ الأم بالتنسيق مع الأب إلى إيجاد صيغة متوازنة ما بين الشدة والحنان، لأن الطفل من خلال هذا الأسلوب المتوازن سيضطر إلى التعامل بحد أدنى من العقلانية، وسيعلم أن العقوبة والشدة تأتي في وقت معين ومع ردود أفعال معينة تصدر عنه بينما سيكون هناك تفاهم واحتواء في مواقف أخرى، وهذا التناسق والتوازن سيساعد على تخفيف سوء سلوكه.
لماذا يتصرف طفلك بهذا الشكل؟
من المهم جداً أن تسألي نفسك أولاً لماذا يتصرف الطفل بهذا الشكل، وما هي احتياجاته في تلك المرحلة من حياته، وعندما تطرحين على نفسك سؤال "لماذا يقوم الطفل بسلوك سيء؟" فستجدين أن الأطفال يميلون بطبعهم للتصرف في إطار يخرج عن المسموح لأن رغبتهم لا تتوقف في لفت الانتباه، فإذا كان طفلك يتصرف بسلوك سيء فإنه يريد منك بهذا أن تهتمي به أكثر، وقد يكون في حالة معاناة بسبب انشغالك المستمر عنه، فأنت في الحالة العادية لن تشعري بما يجول في نفسه أو ما يفكر فيه وتهتمين بملايين الأمور الأخرى وتقنعين نفسك أنك إنسانة صاحبة رسالة وصاحبة هم يخدم الأمة بينما أنت في الحقيقة لا تسبحين في عقل طفلك ولا تهتمين بمعرفة ما يشعر به أو يخاف منه أو يأمل فيه، وهو يتخذ السلوك السيء سبيلاً لكي يلفت انتباهك.
اضف تعقيب