بالفيديوا والصور ..مغارة الشموع ..مغاراة كريستالية تضيئ كل ماحولها بنور خفي
قد لا يعرف الكثيرون مغارة الشموع، ذلك المكان المكتظ بالتاريخ الساحر والجمال الاسر، فسحر المكان يخلب الالباب من عظمة ما تشكل فيه منذ آلاف السنين، نتيجة لعمليات الإذابة والترسيب الصخرية.
تتدثر مغارة الشموع بالمنحدرات الغربية لسلسلة لجبال الجنوب للضفة الغربية والتي يطلق عليها الاسرائيليون ( جبال يهودا) قرب واد يسمى وادي سوريك، والذي حملت المغارة أسمه "مغارة سوريك".
وتعود قصة اكتشاف المغارة الىستينيات القرن الماضي وتحديدا في شهر آيار من العام 1968، وذلك أثناء عملية تفجير لغمٍ بهدف الحصول على الصخور لطحنها في كسارات الحصمة.
زيارة هذا المكان المثقل بالتاريح تمنح زائره متعة يتمناها الكثيرون حول العالم، مثلما ان مناظر أحراش البحر المتوسط الطبيعية وأشجار الصنوبر المغروسة، الواقعة في الطريق للمغارة، تزيدك تعلقاً بهذه المنطقة الواسعة الممتلئة بالخيال والحلم، وتخلق في نفسك روحاً جديدة.
داخل المغارة قصة أخرى، تظهر أشكالٌ غريبة (أعمدة) تسمى بـ "الحليمات" (الشموع المتكونة)، تشبه أشياء كثيرة في حياتنا من المأكولات والألبسة والتماثيل وغيرها، وقد تتصل هذه الحليمات مع بعضها البعض لتكون قصة أو شكلاً يوحي لأمر معين مثل "حب فاشل" أو "حب ناجح". حليمات "الحب الفاشل" سميت بذلك لأنها تكاد ان تعانق بعضها مبقية مسافة قصيرة تفصل بينها، وكأنها عجزت عن الالتقاء.
بعض هذه الحليمات تشبه "المعكرونة" أو "الجزر"، وهي مرتبة بشكل منظم وكأنها مصفوفة، تظهر تلاؤماً شبه مطلق مع الشقوق في سقف المغارة وكأنها تحاكيها.
الحليمات التي تشبه "المعكرونة" يصل طولها إلى نحو متر، أما تلك التي تشبه الجزر فقد يصل طولها إلى عدة أمتار.
إذا وظف الزائر خياله، وأمعن بالأشكال وأوجد علاقة بصرية بين الحليمات التي تشكلها، فقد يشبهها بـ "معابد بوذية" أو قلاع عسكرية قديمة، أو حتى "قبعات مكسيكية". أما أكثرها غرابة وادهاشاً، امتزاج بعض هذه الحليمات في سقف المغارة لتصنع أشكالا تشبه "أذني فيل".
"مرجان المغارة" هي من أكثر الأشكال الملفتة، تزين المكان وكأنها في أوج تفتحها، بينما لسان حال المغارة يقول :"لا لم أنس البحر".
بين عظمة الحليمات والأشكال الجميلة، تعزف قطرات المياه المتساقطة من شقوق المغارة الموجودة في سقفها أصواتاً تكسر صمت المكان،لرقة وقعها ولطف الحانها، ما يضيف هيبة للمكان ويكسبه رونقاً خاصاً.
ويقول استاذ الجغرافية محمد كريم من قرية كفر كنا بالداخل ، وهو هاوٍ بالتصوير الفوتوغرافي، "ان مغارة الشموع بالقدس تحفة فنية رائعة، فيها آلاف الأعمدة، منها الهوابط والنوازل والصواعد، هي تعكس جمال طبيعة فلسطين الخلابة".
وأضاف: "لقد زرت معظم المناطق التاريخية والأثرية في فلسطين، لكن هذه المغارة مميزة ولا مثيل لها، هناك العديد من المغارات في أماكن مختلفة، إلا أنها لا تضاهي مغارة الشموع في القدس، بعظمتها وحجمها وسحرها".
وعن قصة تكون المغارة، قال كريم إن هذه المغارة تكونت عبر آلاف السنين نتيجة ذوبان الصخور الجيرية (ذوبان كارستي)، لذا فالجغرافيون يطلقون عليها المغارة الكارستية.
ويشير كريم إلى ان المغارة على الرغم من أنها مبنية من الصخر إلا أنها تتطور ويتغير شكلها، كما الحال لدى الكائنات الحية، فقد نلاحظ عليها علامات "شيخوخة"، حيث تعرضت لعمليات تطحن وتفتت ويبدو سطحها وكأنه مغطى بالطحين.
ويقول كريم أن هناك مغارة مشابهة لها في جبل الجرمق بالجليل، وأخرى في قرية كلما المهجرة.
تستغرق الجولة في المغارة الساحرة للمصطافين نحو ساعة ، بينما تستغرق جولة المهتمين بالتاريخ والمتاملين في ظواهره يوماً كاملاً.
شاهد الصور بعدسة استاذ الجغرافية ... محمد كريم
مغارة الشموع في القدس
اضف تعقيب