"أنا من طائفة ظلمت بقانون الظلم فكيف يمكن أن نحارب أقرباءنا في فلسطين؟"، بهذه الكلمات يصف الشاب الدرزي عمر زهر ابن قرية المغار الرافض للخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، حالة التناقض التي تعيشها الطائفة الدرزية بالداخل، والخدمة العسكرية التي فرضت عليه وعلى أبناء طائفته ظلماً وبهتاناً.
وسلم عمر نفسه صباح اليوم لسلطات الجيش الإسرائيلي، بعد أن ودع أهله واصدقاءه الذي تضامنوا معه، وعزفوا له لحن تأييد درزي فلسطيني.
ويقول الشاب عمر (18 عاماً) خلال ندوة ضد الخدمة العسكرية انه كعربي لا يستطيع قتل أخيه العربي، أولا من منطلق ضميري، وثانياً من منطلق قومي .
ويضيف: "كيف أخدم بالجيش الإسرائيلي وأقتل شعبي الفلسطيني، هم اخوتي وأقربائي".
وتمنى عمر أن يصبح نموذجاً للشاب الدرزي الرافض للخدمة العسكرية، لأنه في نهاية الأمر كما يقول : "لست أول شخص يرفض الخدمة، ولن أكون آخر شخص، واتأمل بزيادة عدد الرافضين للخدمة، وأن يصبح الشاب العربي واعٍ لهويته الفلسطينية العربية".
ويقول عمر: "أنا من طائفة ظُلمت بقانون ظالم، فكيف يمكن أن نحارب أقرباءنا في فلسطين، سوريا، الأردن ولبنان؟ كيف يمكن أن أحمل السلاح ضد إخوتي وأبناء شعبي في فلسطين؟ كيف يمكن أن أكون جنديا يعمل على حاجز قلنديا او أي حاجز احتلاليّ آخر وأنا مَن جرّب ظلم الحواجز؟كيف أمنع إبن مدينة رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟ كيف أكون سجَّانا لأبناء شعبي وانا أعرف أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية".
و يوضح والد الشاب عمر، "زهر الدين" ان عمر تربى في بيت يعرف عن نفسه بأنه عربي فلسطيني".
ويكمل زهر الدين حديثه: "عمر يهوى الموسيقى، وهو يعمل في معهد ادوارد سعيد للموسيقى بمدينة القدس ورام الله، وله كثير من الأصدقاء من كافة أنحاء الوطن، فكيف له أن يصبح عدوهم ويقف بوجههم على الحواجز الإسرائيلية".
وعن اعتقاله، قال زهر الدين "انه عادة ما تمارس ضد الرافضين للخدمة ضغوط نفسية كي يتراجعوا عن قرارهم، وهو الآن قد يواجه السجن لعام أو لعامين".
وكتب الشاب "المعتقل" عمر ردا على أمر بالمثول في مكاتب التجنيد:
- أرفض المثول لإجراء الفحوصات لمعارضتي لقانون التجنيد المفروض على طائفتي الدرزية.
- أرفض لأني رجل سلام وأكره العنف وكل أشكاله، وأعتقد بأن المؤسسة العسكرية هي قمة العنف الجسدي والنفسي، ومنذ استلامي لطلب المثول لإجراء الفحوصات تغيَّرتْ حياتي، ازدادت عصبيتي وتَشتُّت تفكيري، تذكّرتُ آلاف الصور القاسية، ولم أتخيَّل نفسي مرتديا الملابس العسكرية ومشاركا في قمع شعبي الفلسطيني ومحاربة اخواني العرب.
- أعارض التجنيد للجيش الإسرائيلي ولأي جيش آخر لأسباب ضميرية وقومية. أكره الظلم وأعارض الإحتلال، أكره التعصب وتقييد الحريات. أكره مَن يعتقل الأطفال والشيوخ والنساء.
- أنا موسيقي أعزف على آلة "الفيولا"، عزفت في عدة أماكن، لديّ أصدقاء موسيقيين من رام الله، أريحا، القدس، الخليل، نابلس، جنين، شفاعمرو، عيلبون، روما، أثينا، عمان، بيروت، دمشق، أوسلو، وجميعنا نعزف للحرية، للإنسانية وللسلام، سلاحنا الموسيقى ولن يكون لنا سلاح آخر.
هذه السنة سأُكمِل تعليمي الثانوي، وأطمح بتكملة تعليمي الجامعي. أنا متأكد أنكم ستحاولون ثَنْيِي عن طموحي الانساني، لكنني أعلنها بأعلى صوتي:
أنا عمر زهر الدين محمد سعد لن أكون وقوداً لنارِ حربِكم، ولن أكون جنديا في جيشكم ..."
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب