X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      24/11/2024 |    (توقيت القدس)

بر ابنك في صغره يبرك في كبرك

من : قسماوي نت
نشر : 09/12/2013 - 18:59

كثيرًا ما نسمع عن عقوق الأبناء للآباء وقليلًا ما نسمع عن عقوق الآباء لأبنائهم؛ وذلك لانشغالنا بالواجبات ونسياننا للحقوق، فالكتب والمواقع الدينية وغيرها مليئة بالزجر عن عقوق الوالدين، وهو حقًا من الكبائر، وقد دعانا ديننا الحنيف إلى بر الوالدين، بل قرنه الله تعالى بتوحيده، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}. النساء: 36.

بر ابنك في صغره يبرك في كبرك
صورة توضيحية 

ولكن ماذا عن عقوق الأبناء؟
وكيف يتصرف الأبناء حينما يجدون أنفسهم تحت رحمة آباء وأمهات لا يخشون الله فيما يفعلون؟. 
فليس من البر أن نقسو على أولادنا معتقدين خطئًا أن الشدة والعنف هما السبيل للتربية الصحيحة، وهي التي تمنعهم من الخطأ عبر الخوف.
ورسول الله وهو خير من أشرقت عليه الشمس، في هديه نجد بر الأب والجد، فذات مرة عندما كان صلى الله عليه وسلّم يصلي بالناس ركب الحسين عنقه وهو ساجد، فأطال السجود بين الناس حتى ظنوا أنّه قد حدث أمر، فلما قضى صلاته سألوه عن ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجّله". وعندما كان صلى الله عليه وسلّم يقبل الحسن والحسين ويحضنهما ورآه أحدهم فقال: لي عشرة أبناء لم أقبل أحدهم قط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما لي ولك إذا كان الله قد نزع من قلبك الرحمة".

ومن أكثر صور عقوق الآباء لأبنائهم
التشدد الديني
بعض الآباء يعتمدون أسلوب التشديد على أبنائهم في بعض مظاهر الدين معتقدين أن هذا أمر حسن ويؤدي إلى صلاح الأبناء، وهم في الحقيقة يخطئون في حق أبنائهم، عندما يتهمونهم لوقوعهم في بعض السلوكيات بأنهم "فسقة" و"منحلون"، وأنهم يريدون العبث واللهو، وعندما يغرقونهم بكلمة "حرام" رغم أن الشيء قد لا يكون حرامًا، فهذا التضييق والتشدد يجعل الأبناء في حالة تشتت؛ لأن التشدد من الآباء يلقي بظلاله عليهم.

الاستبداد 
ومن صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائما؛ وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات وبين أبنائهم، وبخاصة إذا كان هذا الاستبداد فيما يتعلق بالأولاد.
ومن أخطر صور هذا الاستبداد قرار تزويج الفتاة، ففرض الرأي عليها حتى تقبل بالزواج من شخص ما من أشد العقوق، وقد جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه أن والدها أراد أن يزوجها قريبا لها ليرفع به خسيسته، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج، فلما رأت الفتاة أن الأمر لها، قالت: يا رسول الله، قد أجزت ما أجاز أبي، غير أني أحببت أن أعلم من ورائي من النساء أن ليس للآباء في هذا الأمر شيء.
ومن مظاهر العقوق أن يدخل الوالد ولده -أو بنته- كلية لا يرغب فيها، ويجبره على دراسة تخصص لا يميل إليه، أو أن يفرض عليه عملا معينا لا يحبه، أو مهنة لا يهواها، كل ذلك أنواع من الاستبداد المرفوض، والذي يجب أن ينتهي الآباء عنه فورا.

الاسقاطات النفسية للآباء
كثير من الظلم والإساءة يقع أيضًا على الأبناء لأسباب وحالات نفسية وإجتماعية لا ذنب لهم فيها، كأن تشبه البنت جدتها لأمها التي لا يحبها الأب أو تشبه عمتها التي تكرهها الأم، أو يشبه الولد أخواله الذين يحقد عليهم الأب، أو في حالة الانفصال بين الأم والأب تكون البنت شبية بالأم أو الابن شبيه بالأب.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل