اليمين الغموس لا تكفرها إلا التوبة الصادقة !
قال سبحانه وتعالى في سورة الواقعة : ﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيم ﴾.
** أخي الحاج العزيز, أختي الحاجة الكريمة أحببت أن أنصحك وأعلمك حيث في هذه الأيام المباركة, بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوجه لمكاتب الحج والعمرة لقسم اليمين ,ونصيحتي الأخوية الحبية الحارة والخالصة لوجه الله تعالى, إياكم وحلف اليمين الغموس, لأن اليمين الغموس هي اليَمين الكاذِبة الفاجرة عمدا، وسميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ومِنْ ثَمَّ في النار، والإتيان باليمين الغموس حرام، ومن الكبائر؛ لما فيه من الجرأة العظيمة على الله, والغش والكذب , وأكل حقوق المسلمين الذين لم يؤدوامناسك الحج سابقا, قَالَ تَعَالَى: " إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (77_ آل عمران).
** وجاء في "الموسوعة الفقهية": " اختلف الفقهاء في وجوب الكفّارة في اليمين الغموس، على قولين : القول الأوّل : عدم وجوب الكفّارة في اليمين الغموس , وإليه ذهب جمهور الفقهاء : الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة .
القول الثّاني : وجوب الكفّارة في اليمين الغموس , وإليه ذهب الشّافعيّة وقد استدلّ كل فريقٍ بأدلّة تؤيّد ما ذهب إليه " .
**وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة : " اليمين الغموس من كبائر الذنوب ، ولا تجدي فيها الكفّارة لعظيم إثمها ، ولا تجب فيها الكفّارة على الصحيح من قولي العلماء ، وإنما تجب فيها التوبة والإستغفار " . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: "وَلِهَذَا إذَا كَانَتْ الْيَمِينُ غَمُوسًا كَانَتْ مِنْ الْكَبَائِرِ الْمُوجِبَةِ لِلنَّارِ, واتفقوا على أن الإثم لا يسقط بمجرد الكفّارة ". **واليمين الغموس كغيرها من الذنوب تكفرها التوبة الصادقة ، وليس هناك ذنب لا تقبل التوبة منه ، فقد فتح الله تعالى باب التوبة أمام كل عاصٍ ، والله تعالى يتوب على من تاب . قال عز وجل في سورة الزمرالآية 53 : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .
قال ابن كثير رحمه الله : هذه الآية دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة ، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعاً, لمن تاب منها ورجع عنها ، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر! أخي الحاج الحبيب ,أختي الحاجة الفاضلة أذكركما : أنً اليمين الغموس تحرمكما من الحج المبرور، وإثمها عظيم تغمسكما في نار جهنم ، فأنصحكما أن تكونا صادقًين عند الحلف, وأجركما عظيم عند الله تعالى.
وإنني أسأل الله تعالى أن يحفظ حجاج بيت الله الحرام.
مع أعطر أيات المحبة الصادقة أخوكم المحب والداعي لكم
الشيخ أبو عكرمة الطيباوي رئيس لجنة الوعظ والإرشاد
اضف تعقيب