ننشر بالنص وبدون أى تعديل ما نشرته الصحيفة التابعة للمخابرات وهي صحيفة الفجر المخابراتية ..، حول الخلاف بين السيسى وعنان، وهو وصلة ردح ضد عنان لصالح السيسى، لنتبين بعض الخلافات بين كبار العسكر الذين يتصارعون حول المناصب بدون أى مبادئ!
لا يخفى على أحد الخلاف بين الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق والفريق عبد الفتاح وزير الدفاع ويوما بعد يوم تتزايد تلك الخلافات وتتزايد أنباء حولها إلا أن ذلك الخلاف لم يبدأه السيسى، بل إن بداية حبل الكراهية بين الفريقين فى يد عنان لتبدأ جولات الكراهية والتشويه بين الجانبين؛ عنان من خلال حملته الانتخابية وبعض المقربين منه ومن رجال أمن الدولة السابقين، والسيسى من خلال رجاله فى المخابرات الحربية.
محاولات عنان كلها باءت بالفشل فى بدء حملته الرئاسية بسبب التصدى المستمر لرجال السيسى له، كان آخرها محاولته الوجود إعلاميا من خلال نشر مذكراته بعدد من الصحف الخاصة، ولكن وصله تحذير شديد اللهجة بالتوقف عن ذلك فورا، خاصة أنها كلها تمحورت حول غسل يده من أخطاء المرحلة الانتقالية الأولى وإلصاقها بطنطاوى الذى يحظى بتقدير خاص فى نفس السيسى من ناحية ولأن ما بدأ تداوله يثير البلبلة وتستخدمه الجماعة فى حربها النفسية ضد المؤسسة العسكرية من ناحية أخرى.
وقد طلب عنان لقاء السيسى أكثر من مرة من خلال وسطاء إلا أن طلبه لم يلق قبولا من السيسى والذى اكتفى بتوصيل رسائله إليه من خلال وسطاء عسكريين والتى سارت جميعها فى فلك عدم رضا المؤسسة العسكرية عن تحركات عنان وعدم مباركة نيته للترشح للرئاسة.
تحذيرات المؤسسة العسكرية لعنان زادت من استفزازه وكراهيته لتبدأ عدد من صفحات التواصل الاجتماعى الفيس بوك حملة تشويه شرسة على الفريق السيسى، والغريب أن الصفحات تحمل أسماء لها علاقة بالمؤسسة العسكرية وأكبر هذه الصفحات صفحة «جبهة ضباط مصر» وهى الصفحات التى يشرف على إدارتها زوج ابنة سامى عنان والذى يعمل حاليا فى جهاز المخابرات العامة وكان يشغل منصبا فى الكلية الفنية العسكرية، ثم مساعد ملحق عسكرى ثم ملحقا عسكريا ليقوم عنان بنقله بعد ذلك إلى المخابرات العامة.
الصفحة أشعلت الحرب على السيسى تضع فى صدارتها صورة لعنان وتتنوع اتهاماتها بداية من العمالة وحتى السب والقذف فى شخص السيسى، بل والأدهى من ذلك أن الصفحة تقوم بمغازلة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وهو الأمر الذى نجح فى اجتذاب أكثر من 200 ألف مشترك للصفحة، كما حاولت الصفحة اجتذاب مؤيدى الفريق شفيق فتنشر الصفحة صور تجمع شفيق وعنان.
وتنشر الصفحة تصريحات تدعى أنها للمشير طنطاوى أن «الفريق سامى عنان أوصى بإقالة السيسى لقربه من الإخوان فى يوليو 2012 وكنا ندرس إقالة السيسى وقد فوجئنا بتعيينه وزير دفاع من قبل الإخوان وأنه لم يرشح السيسى أبدا لمنصب وزير الدفاع».
ولجأت الصفحة إلى الإشارة إلى أن السيسى يستخدم نفوذه لمجاملة أقاربه فاستهدفت الصفحة اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية ونسيب السيسى فهو والد زوجة ابنه حسين مدعيا أن اللواء حجازى وصل إلى هذا المنصب بسبب قربه من السيسى ونسبه فقط، وأن السيسى حول الجيش إلى عزبة لأهله وعشيرته.
وتوجه الصفحة اتهامات للسيسى بالعمالة وتطالب بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى، كما تصف الدستور بدستور الشواذ والخمورجية وتهاجم مادة تحصين وزير الدفاع لمدة 8 سنوات التى وضعت فى المواد الانتقالية بالدستور.
ونشرت الصفحة خبرا غريبا حول اختفاء الفريق السيسى بسبب إجرائه عملية تجميل بمستشفى المعادى العسكرى وشككت فى أن يكون من شارك فى الفعاليات الأخيرة والندوات العسكرية هو السيسى بل هو شبيه له.
قد يعتقد البعض أن الخلاف بين الفريق السيسى والفريق سامى عنان هو حول كرسى الرئاسة ولكن السؤال هنا: لماذا عنان تحديدا وفقط دونا عن باقى المرشحين وهو لا يمثل تهديدا حقيقيا على السيسى نظرا لعدم قبوله شعبيا أو من المؤسسة العسكرية بمجملها، ورغم وجود عدد من العسكريين السابقين ورجال المخابرات يطرحون أنفسهم كأسماء محتملة للترشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة من بينهم مراد موافى والفريق أحمد شفيق والتى ما زالت علاقتهم بالمؤسسة العسكرية وبالفريق السيسى جيدة جدا؟.
الخلاف بين الفريق السيسى والفريق سامى عنان ليس وليد هذه الأيام وليس سباقا بين الاثنين للوصول إلى كرسى الرئاسة أو حلم السلطة كما يتخيل البعض، ولكن الأمر له خلفية تعود إلى قبل ذلك بكثير، فمنذ اللحظة الأولى التى ظهر فيها السيسى فى الصورة إلى جانب طنطاوى وإعجابه الشديد به واعتباره بمثابة ابن له ولا يوجد هناك حالة من القبول بين عنان والسيسى، فقد استشعر عنان خطر السيسى على مستقبله العسكرى والسياسى منذ اللحظة الأولى لظهوره.
وتزايد الأمر ليصل إلى ذروته مع تأكيد طنطاوى فى أكثر من مناسبة أنه يعد السيسى لأن يكون وزير الدفاع القادم، وهو الأمر الذى أثار حفيظة عنان رئيس الأركان آنذاك والذى كان يرى أن منصب وزير الدفاع من حقه وأن السيسى ينافسه على ما هو من حقه فى نظره.
كما أنه رأى أن كرسى الرئيس نفسه من حقه، إلا أن طنطاوى فى المرحلة الانتقالية الأولى رفض بشدة ترشح أى من أعضاء المجلس العسكرى للرئاسة ليتزايد احتقان عنان.
حالة الكراهية بين عنان والسيسى كانت ظاهرة لكل أعضاء المجلس العسكرى فى حضور طنطاوى، حيث كان يتعمد عنان الاشتباك الدائم مع السيسى والتعليق بشكل سلبى على تقارير تقدير الموقف التى يتقدم بها السيسى والذى كان يتحكم دائما فى أعصابه ويتجنب الرد على عنان ومحاولات جره إلى الاختلاف معه.
بل وصل الأمر إلى محاولة عنان إلصاق بعض الاتهامات بالسيسى فى أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود بالإيعاز لإحدى الجرائد بإلقاء المسئولية على عاتق السيسى وأن رجاله هم من افتعلوا الأحداث وأعطى الأوامر باغتيال المشاركين فى التظاهرات أمام مجلس الوزراء فى المرحلة الانتقالية الأولى.
لهفة عنان وعطشه للسلطة دفعته إلى التقرب من الجماعة والرئيس الإخوانى والقسم على الولاء له، فلم يكن يخفى على أحد أن الإطاحة بطنطاوى تقترب يوما بعد يوم وبدأت الأخبار حول مرضه الشديد وعدم قدرته على تحمل أعباء العمل ورغبته فى التقاعد وهى أخبار تمهيدية للإطاحة به لتتزايد آمال عنان فى الجلوس على كرسى وزير الدفاع ليفاجأ بتعيين السيسى وزيرا للدفاع لتكون سببا جوهريا فى كراهيته له.
وعلى عكس الاعتزاز الشديد والتقدير الذى يكنه السيسى لطنطاوى فإنه يكن حالة من عدم الارتياح لعنان.
وكان من اللافت للانتباه فى حفلة القوات المسلحة فى الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر حرص السيسى على توجيه الدعوة للمشير طنطاوى وجلوسه بجانبه فى مقصورة كبار رجال الدولة وعدم توجيه الدعوة إلى عنان وتجاهله كلية.
وتحظى الأجواء الآن بهدوء نسبى بين الفريقين بعد سفر عنان إلى باريس هو وأسرته وعودته لتهدأ حملات التشويه المتبادلة فى انتظار الخطوة القادمة لعنان وحملته والتى سيكون الرد عليها قاسيا من قبل السيسى ورجاله
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب