X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      23/12/2024 |    (توقيت القدس)

أيتها المرأةُ لا تلومي الا نفسك !! بما يسمى بعهد الحريات والانفتاح

من : قسماوي نت
نشر : 10/01/2014 - 20:03

موضة جديدة بدأت تتفشّى في الأوساط النسائية، لم تكن من قبل، ولم يرضها المجتمع في وقتٍ من الأوقات، كنتُ أحسبها حالات فردية تُعدُّ على أصابع اليد، فإذا بي أراها تزداد انتشارًا؛ حتى تكاد تكون ظاهرة مقلقة، وبيت القصيد ليس هو الزوج الذي تعوّدت الأقلام الحديث عنه، وعن هجره للبيت، وسهره، وسفره مع الشلة الفاسدة، وإهماله لبيته وأطفاله، وجريه اللاهث خلف ملذاته، إنما هو في هجر المرأة لأسرتها، وذاك التحوّل الغريب في علاقتها بزوجها وأطفالها. وحديثي هنا ليس عن أُسر جاهلة، أو أُسر يتم فيها الهجر لسوء خلق أحد الطرفين، إنما أتحدّث عن أُسر متعلّمة حسنة السمعة، قد أصبح الهجرُ منهجًا في حياتها. هناك نوعان من الهجر الأسري: النوع الأول هو الهجر الداخلي، والنوع الثاني هو الهجر الخارجي..

 

 

 النوع الأول، المتمثّل في الرحيل إلى بيت الأهل، إمَّا بشكل يوميٍّ، والمكوث لساعاتٍ طويلة، مع ترحيل الأطفال، وكتبهم ومذاكرتهم، ثم حملهم آخر الليل إلى البيت، هذا والزوج إمَّا ماكثًا وحيدًا في داره...وهناك من تهجر دارها آخر الأسبوع، ولا تعود إلاَّ في بداية الدوام، ومنهن مَن تمكث عدة أسابيع أو أشهر بدون سبب سوى الشعور بالانتماء لبيت الأهل أكثر من الانتماء لبيتها وزوجها، ثم تراها في المجالس تترنم بحبه وعشقه، والغيرة عليه، والتهديد بقتله إن سوَّلت له نفسه الزواج بأخرى.

ولا أدري كيف تسمح الأمهات لبناتهنّ بهجر بيت الزوجية، وترك الزوج مع الفراغ، ثم إذا طلّقها، أو تزوّج بغيرها، ثارت ثائرتهنّ، ونعتنه وأهله بكلِّ النعوت السيئة، أو أخذن بِعَض أصابع الندم، ولكن بعد فوات الأوان.

رحم الله أيام الأمهات، كانت إذا غضبت الواحدة من بيت زوجها وهجرته إلى بيت أهلها -وهنَّ نادرًا ما يفعلن- تقوم الأم بتكثيف العمل المنزلي عليها، وتضييق الخناق على دخولها وخروجها، حتى تشعر أنَّها كانت حُرَّة وملكة في بيتها، فتشتاق للرجوع إليه. أمَّا أمهات اليوم، فهنّ مَن يشجعن بناتهنَّ على هجر بيوتهن إمَّا أنانية منهن بامتلاك الابنة، وقد زوجنها حتى لا يُقال عنها عانس، أو حتى تستمتع الواحدة منهن بأحفادها غير عابئة بذلك الزوج الذي يصارع الفراغ.

ولهؤلاء النسوة أقول: إنَّ للصبر حدودًا، وَوَفِرن دموعكنّ لليلة رحيله إلى أخرى تعرف قدره، وتملأ عليه فراغه.

وعلى الأم الحكيمة أن تتغلّب على عاطفتها، وتنظر إلى مصلحة ابنتها وأطفالها، فتلم شملهم، وتمنعها من المبيت الدائم، والمتكرر، وهجر الزوج بدون سبب قاهر، حتى وإن كانت هناك مشكلات فإنَّها تُحل بالقرب، وليس بالبعد الذي يزيد النفوس جفاء فتزداد المشكلات تعقيدًا.. ليت النساء يستيقظن قبل فوات الأوان. 

أما النوع الثاني من الهجر الأسري هو هجرٍ أفرزه الانفتاح العالمي الذي ما فتىء يحشو عقل المرأة بخزعبلات الحرية المزعومة، وضرورة تحررها من تحكّم الرجل، ودعوتها للتمرّد والاستقلال بشخصيتها.  وقد أسهم الإعلام الفاسد بجميع وسائله من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج والمقالات، وكذلك قنوات التواصل الاجتماعي في خلخلة ثوابت المرأة الأسرية. أن هذا النوع من الهجر، بعيد كل البُعد عن ثقافتنا وقيمنا، ويتمثّل في تلك الشلل النسائية، فبعد أن كان المجتمع متعاطفًا مع المرأة وساخطًا على الرجل الذي يترك زوجه وأبناءه ليمضي سهراته مع أصدقائه في الاستراحات، وعطلاته الأسبوعية، أو الصيفية في السفر مع أقرانه للداخل أو للخارج، أصبحنا اليوم نشاهد انعكاسًا للصورة، إذ غدت المرأة تترك بيتها وأطفالها وزوجها لكي تسرح وتمرح مع صديقاتها في الأسواق، والمطاعم، والمقاهي لشرب المعسل، أو القيام برحلات بحرية، أو سهرات ليلية. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل أصبحت الشلّة النسائية تسافر إلى الخارج …وهناك مجموعات نسائية تصف نفسها بالالتزام، فتترك الزوج والأولاد لتذهب مع مجموعتها إلى مكة، أو المدينة، وفي العطلات الكبيرة تّسافر لجميع أنحاء العالم؛ بحجة الدعوة، وتراها تنصح أولئك النسوة بطاعة الزوج، والحرص على تكافل الأسرة، وكأنَّها لا تعلم أنَّها لا تقل عنهنّ جهلاً. وبعضهنّ يتحججن بأنَّ الزوج راضٍ عن سفرها، ولم تسأل هذه المسكينة نفسها: لماذا يُفرط فيها زوجها، ويتركها وشأنها؟ فهو إمَّا أنه رجل مسالم بطبعه لا يحب المشكلات، فيوافق على مضض، وإمَّا أنَّه زاهدٌ فيها، فهي لا تشكّل أهمية في حياته فوجودها كعدمها، وقد أغفل الجميع أنَّ الضائع الحقيقي في هذا النفور الأسري هم الأطفال، لأنَّ هذا الزوج المُهمل سوف يُدبر أمره، ويشغل فراغه مع أصدقائه، أو أنَّه سيفكر في أخرى وتبدأ رحلة التخطيط للزواج بالثانية، ولديه عذر جاهز ومقبول، بل لديه الأدلة القاطعة على إهمال الزوجة، هذا إذا كان شجاعًا لا يخشى المواجهة، أمَّا إن كان من الأشخاص الذين لا يريدون الخوض في مواجهات فإنَّه يكتفي بزواج المسيار، أنا هنا أتحدث بحسن الظن عن زوجات مستقيمات، لا يسعين إلى الحرام، بل كل نيّتهن هو المتعة البريئة مع الصاحبات والاستئناس معهنّ، لكنَّهنّ غفلن عن مهمتهنّ الأساسية، وإنِّي لأستغرب كيف استطاع الإعلام الفاسد أن يُدمر أسمى عاطفة في الوجود، وهي عاطفة الأمومة؟! 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
ممكن اعرف اسم كاتب المقال؟ لماذا لم يذكر شيء عن مصدر المقال؟. لانني اؤيده مئة بالمئة.
امرأة - 11/01/2014