X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      22/11/2024 |    (توقيت القدس)

اعتداء مستوطن" كاد يخطف حياة طفلة مقدسية

من : قسماوي نت
نشر : 13/01/2014 - 16:24

مرح جلاجل

لم يكن الطريق إلى المدرسة في ذلك اليوم الوحشي بالنسبة للطفلة مرح جلاجل كما طريق جميع أطفال العالم، مفروشة بالورود، بعد أن تعرضت لاعتداء وحشي كاد يخطف حياتها، قام به مستوطن لمجرد أنها ترتدي الزي الإسلامي الذي افقدها "بنظره" صفات الإنسانية.

كان يوما دراسياً عادياً، حيث استفاقت مرح وجهزت حقيبتها وارتدت ملابسها، والتقت بصديقتها في بلدة سلوان واتجهوا الى المدرسة الشرعية داخل المسجد الاقصى، لم يكن المشهد مختلفا عندما مروا عن حائط البراق باتجاه باب السلسلة، لكن احد المتدينين اليهود كان يقف قبالة الحائط، مرت عنه مرح دون ان تعيره أي اهتمام، فهي منشغلة بمطالعة درسها الاخير قبل دخول قاعة الامتحان، بينما كانت صديقتها تسبقها بخطوات، ولم تكن تعلم ان هذا المستوطن العشريني كان يسترق النظر اليها منتظرا اللحظة المناسبة للانقضاض عليها، فما ان تجاوزته حتى تفاجئت به يهاجمها ويطرحها ارضا ويبدأ بركلها، ومن ثم انهال عليها باللكمات، في تلك اللحظة اختنق صوت مرح ولم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها ولا حتى طلب النجدة، وكل الافكار التي راودتها لم يكن لها سوى معنى واحد، هل سيقتلني ذلك الوحش !!

وتقول الطفلة مرح انه "لولا ان صديقتها لاحظت غيابها والتفتت للوراء لتدعوها (مرح) للاسراع بالمشي، حينها رأت الاعتداء، صرخت طلبا للنجدة، فسمعها احد الشبان المارين كان قادما من الطريق ذاتها، ودبيب خطواته المسرعة كانت كافية بأن ترهب المستوطن المعتدي، وان يلوذ بالفرار مخلفا الرعب في قلب الفرح، حتى انها لم تكن قادرة على استجماع قواها للنهوض".

الآن مرح ترفض الذهاب للمدرسة بعد الاعتداء الذي تعرضت له، على الرغم ان كل ما تبقى لها لنهاية الفصل الاول تقديم امتحانين، إلا ان ملامح المعتدي المرهبة، والشر المنبثق من عينيه لم تفارق مخيلتها.

ولا يحتاج من يتبادل اطراف الحديث مع الطفلة لدقائق معدودة، وقتا كبيرا حتى يستشعر مدى الصدمة والرعب اللذان اصابا مرح منذ يوم الاعتداء، وبالرغم من كل ذلك، فان مرح لا تزال مصممة على معاقبة الجاني، الذي ما ان تم القبض عليه حتى ادعى الجنون، للتخلص من اي عقاب يمكن ان يناله جزاء جريمته، علما ان هناك شبه قناعة لدى ذوي مرح انه لن يحاسب لان "حاكمهم هو الجلاد ذاته".

وقال عائلة مرح أنه بعدما تم القاء القبض على المستوطن المعتدي، افرج عنه بعد ساعات قصيرة، وكان ذلك مجرد إجراء لحمايته من غضب المارين والمتسآلين عن دموع طفلة الذي تصبغ جسدها باللونين الاحمر والازرق نتيجة الكدمات.

فرح كانت تروي قصتها وعينيها تملأهما الدموع، وتفاصيل الاعتداء تمر بمخيلتها كما لو انها تعيش اللحظة ذاتها، ولم تخفي ملامح وجهها الخوف كما هو جسدها المرتعش.

وأضافت مرح، ان الاعتداء عليها، دون صديقتها، ربما لانها ترتدي الزي الاسلامي الذي اثار غضب المستوطن المجرم، واردفت قائلة: "انتظر اللحظة التي مررنا عنه بها وهاجمني من الخلف حينما وجد ان الفرصة باتت مواتية له، خصوصا ان الطريق كانت خالية من المارة، بينما لم يعترض طريق صديقتي التي كانت ترتدي لباسا غير شرعي".

واشارت إلى انه بعد ان انقذها الشاب تجمع من حولها المارة الذين قدموا لها المساعدة وقاموا بالاتصال بوالدها لإبلاغه عن الاعتداء، وفور وصوله توجه الى مركز الشرطة الاسرائيلي (الكشلة)، وبعد البحث، استطاعوا القاء القبض على المستوطن الذي تعرفت عليه مرح، بالرغم من انه حاول اخفاء ملامحه، وادعى الجنون من خلال قضم أظافر يديه بأسنانه، وإصدار اصوات غريبة، وهي حجة لطالما استخدمت للفرار من العقاب.

والد مرح لا يزال يتنقل ما بين العيادات الصحية والنفسية للاطمئنان واجراء الفحوص اللازمة لها، مشيرا الى ان الاعتداء سبب لها أزمة نفسية كبيرة، حتى انها لا تتوقف وبشكل متكرر عن رواية الحادثة بأدق تفاصيلها كل يوم، وانها لم تعد ترغب بالتوجه الى المدرسة ولا حتى المواظبة على تقديم الامتحانات نصف الفصلية، لافتا الى انه قدم شكوى للشرطة الاسرائيلية، ورغم انهم قبضوا على الجاني، الا انه وفق وسائل الاعلام الاسرائيلية، فقد تم اخلاء سبيله، علما ان المنطقة كلها مزروعة بكاميرات المراقبة التي تثبت انه ارتكب الجريمة.

وقال والد مرح: "انا تركت الخيار لابنتي لتحدد ما الذي تريد فعله، ان كان ملاحقة الجاني او الصفح عنه، مبينا انها مصممة على رفع قضية جنائية في المحاكم الاسرائيلية وملاحقة المجرم ومعاقبته، فهي كما تقول رغم خوفها، الا انها ربما تستطيع تلقينه درسا لتمنع اعتدائه على اخرين يمرون من ذات الطريق يوميا، خصوصا ان زميلة لها بذات المدرسة تعرضت لاعتداء مشابه قبل فترة وجيزة من الاعتداء عليها".

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل