بقلم: بلال العبد
تبنت الولايات المتحدة المطلب الاسرائيلي، المتعلق باعتبار موضوع "يهودية الدولة" قضية اساسية ضمن اتفاق الإطار الذي يسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاقراره قبل نهاية المفاوضات أواخر نيسان المقبل.
ورغم الرفض الفلسطيني المتواصل لهذه الفكرة، الا ان بعض المؤشرات تظهر احتمال قبولها ضمن اطار حل شامل، على أن لا يؤثر ذلك على وضع الفلسطينين داخل اسرائيل.
وتشير معلومات غير مؤكدة يتم تداولها من بعض الاطراف القريبة من دائرة صنع القرار الى أن الجانب الفلسطيني أبدى مرونة تجاه قبول فكرة الاعتراف باسرائيل "دولة يهودية ديمقراطية"، شريطة أن لا يؤثر ذلك على وضع 1.5 مليون فلسطيني في الداخل، وعلى ان يوازيه ايضا اعطاء الفلسطينين الدولة التي يحلمون بها منذ إعلان الاستقلال عام 1988.
وقالت مصادر:" لن يكون موضوع يهودية الدولة عائقا طالما كان في مقابله دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. حينها ما المانع أن يوافق الجانب الفلسطيني على الفكرة".
واضافت:" طالما أن الفلسطينين وفق أكثر من تصريح للرئيس محمود عباس، وافقوا بشكل مباشر على عدم عودة اللاجئين جميعا الى اسرائيل، فإن مفهوم الدولة اليهودية بالتالي لن يكون عائقا، سيما وانه بلا شك سيسقط حق العودة".
وكان الرئيس محمود عباس قال أمام وفد طلابي إسرائيلي زار المقاطعة قبل أيام، ان الفلسطينين " لا يريدون اغراق اسرائيل بملايين اللاجئين"، داعيا إلى " حل خلاق لأزمة اللاجئين" كما أنه رفض في تصريحات صحفية لاحقة الاعتراف بيهودية الدولة، وقال إن اسرائيل " حرة في ان تسمي نفسها بما تشاء، نحن اعترفنا بها عام 88".
وهناك مؤشر آخر ربما يكون مرتبطا بذات الموضوع، وهو التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، حين قال أن " ليس بالضرورة اخلاء المستوطنين بالقوة من المستوطنات الكبرى"، وهو مرتبط بتصريحات سابقة للوزير نفسه، ولرئيس الوزراء لاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يُبد قبل اسابيع ممانعة حيال بقاء المستوطنين تحت سيادة الدولة الفلسطينية مستقبلا. وفي هذا الإطار ترجح بعض المصادر وتقول:"اليس من المنطق حينها الافتراض ان المعادلة تقضي ببقاء مستوطنين تحت سيادة الدولة الفلسطينية، وبقاء فلسطينين تحت سيادة الدولة اليهودية".
وكانت رئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض تسيبي ليفني قالت في تصريح لها، إن الجانب الفلسطيني " سيكون مضطرا في نهاية المطاف لقبول اسرائيل دولة يهودية".
ويؤكد المصدر ان المخاوف بالنسبة للجانب الفلسطيني تتعلق بمصير 1.5 مليون فلسطيني يتواجدون في اسرائيل، وما اذا كان سيتم " ترحيلهم إلى الدولة الفلسطينية أم سيتحولون إلى اقلية بين اليهود ويفتقدون كل حقوق المواطنة".
وهناك مؤشر آخر، يتعلق بقرار الرئيس عباس شطب خانة الديانة من بطاقات الهوية الفلسطينية، وهو موضوع اثار تساؤلات حول ما إذا كانت المسألة مرتبطة بدولة فلسطينية مستقبلية فيها يهود ومسيحين وفلسطينين. وكان القيادي في حركة فتح نبيل عمرو، قال في تصريح له إن الرئيس عباس قد يقبل بفكرة خلاقة لقبول الاعتراف بيهودية الدولة، وأن الأمر قد يأتي في إطار صيغة مشابهة لما جاء في خارطة الطريق.
وتحدث الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور علي الجرباوي، عن هذا الموضوع من زاوية "ما معنى يهودية الدولة، وقبل أن نرفض الفكرة يجب أن نسأل اسرائيل ونقول لها: فسري لنا مفهومك لليهودية؟ وما اذا كان الأمر يعني، أنك دولة فقط لليهود؟ ومن ليسوا يهودا لا يحق لهم العيش فيك!".
ويرى الجرباوي أن الجانب الفلسطيني يجب أن يخرج من فكرة " رفض موضوع الاعتراف بيهودية اسرائيل" بسؤال موجه للولايات المتحدة واسرائيل يقوم مطالبتها بـ "أن تعطينا تفسيرا لمفهوم الدولة اليهودية، لنقرر الاعتراف من عدمه، وربما الاعتراف قد يكون غير مؤذٍ إن كان هناك تعريف قانوني لمفهوم اليهودية".
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب