بقلم: عزة مختار ....
سألني أحدهم: ما رأيك بحكم الإخوان؟ وهل الإخوان هم السبب في الانقلاب؟ وما الحل حتى نخرج مما أوقعونا فيه؟
وبعد حوار اكتشفت في نهايته أنه يريدني أن أجيب بكلام يريده هو، يدين ويشتم ويشجب ويتبرأ من حكم الإخوان الذين أغرقوا مصر نتيجة أخطائهم وأطماعهم وغبائهم السياسي! وقد كان الأولى بهم أن يتنحوا ويتركوا الساحة لمن يفهم في السياسة ليدير البلاد بدلا منهم، وليعكفوا هم بالمساجد ليتطهروا مما فعلوه بالبلاد، بعدما فعل بهم السيسي الأفاعيل.
في نهاية الحوار قلت له: فعلا لقد أخطأ الإخوان خطأً جسيما، ليس مجرد خطأ، بل أجرموا وكانوا هم السبب الأصيل في وقوع هذا الانقلاب العفن الذي جر على مصر ويلات كنا في غنى عنها، وكان من الممكن أن نستثمر ذلك الوقت في بناء الوطن ومحاولة تعويض السنوات العجاف التي مرت!.
حقا أخطأ الإخوان المسلمون حين تقدموا لحمل الأمانة الثقيلة، في وقت تخلى فيه الجميع عنها وظلوا فقط يرفعون الشعارات ويكيلون الاتهامات لتلك الجماعة الربانية ويوجهون النقد اللاذع لكل من تصدى للإصلاح والبناء!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون في حق مصر، وكانوا هم السبب الأول في الانقلاب حين أعلن الرئيس الذي رشحوه أننا يجب أن نكتفي ذاتيا بالدواء، والغذاء، والسلاح!.
نعم أخطؤوا وأجرموا في حق مصر حين اقتربوا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وحين وصلوا برغيف الخبز للمستوى الآدمي، وبأنبوبة الغاز إلى من يستحقها، وبإطلاق الحريات حتى وصلت لحرق مقراتهم، وإلى حرية التعبير حتى وصلت لاقتحام القصر الرئاسي دون أن تطال يد العقوبة أيا ممن قام بتلك الجرائم!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين ضحوا بأوقاتهم ليخرجوا فرادى وجماعات لتنظيف الشوارع وتوزيع الخبز ومراقبة البنزين في ظل حرب شرسة عليهم من الداخل والخارج أدارها المجلس العسكري بجدارة وحرفية وبجهازهم الإعلامي الكذاب الأشر!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين فكروا في تحويل مصانع القوات المسلحة من مصانع للمكرونة والصلصة والجبن لمصانع ثقيلة بعدما أصبحنا أضحوكة العالم في هذا المجال!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين أنتجوا أول تابلت مصري، وحين لم يتبقَّ على صناعة أول سيارة نقل مصرية سوى أيام معدودة!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين اتفقوا مع باكستان على إنشاء أول محطة نووية لإنتاج الطاقة لتصبح أزمة الكهرباء في مصر أثرا بعد عين، بعدما أهملها النظام السابق لسنوات دون صيانة أو تطوير!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين فكروا بالنهوض بالإنسان المصري، وذلك عن طريق تطوير منظومة التعليم والصحة، ولا يخفى على أحد نسبة انتشار الجهل والأمية والمرض والفقر في المجتمع المصري!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين أعلنوا أن "لبيك سوريا، لبيك غزة" حين لم ينطق مرشحهم بكلمة إسرائيل طوال عام كامل حكم فيه مصر!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين توجه مرشحهم بطائرة لإنقاذ صحفية خالفت القانون في بلد عربي شقيق، وحين أرسل طائرات وسفن حربية لإنقاذ صيادين مصريين لم يلتفت لهم مسئول من قبل!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين لم يتكسبوا جنيها واحدا مقابل خدمتهم للوطن، بل ربما كانت تلك جريمتهم، أن لم يفتحوا مجالا للص أن يشاركهم سرقة دماء الشعب، الذي طالما عانى ممن يمتصون دماءه!.
نعم أخطأ الإخوان المسلمون حين فكروا أن يحكموا مصر بالإسلام، حرية وعدالة وكرامة وخلقًا وإنسانية.
أحمِّل الإخوان المسلمين المسئولية كاملة عن ذلك الانقلاب، فإنهم أرادوا لمصر أن تكون فقط للمصريين، خيرها لأهلها من دون الطغاة واللصوص والصهاينة، وكل من انتهك حرمة أرضها وخيراتها من قبل.
أخطأ الإخوان ولسوف يستمرون في أخطائهم تلك، شاء من شاء وأبى من أبى، وليتقدم من يريد، ويثبت وطنيته، ويخطئ مثلما أخطؤوا.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب