X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      14/09/2025 |    (توقيت القدس)

مررت على ديرتنا فشممت رائحتهم!!! الدكتور ابراهيم ابوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 24/03/2014 - 14:22

مررت على ديرتنا فشممت رائحتهم!!!

الدكتور ابراهيم ابوجابر

مررت على العراقيب,ديرتنا,ضمن بحث العراقيب الضخم الذي اجريه بدعم من مركز الدراسات واللجنة الشعبية للدفاع عن العراقيب,فانتابتني مشاعر واحاسيس وهواجس ,اعادتني الى الوراء الى ما قبل عشرات السنين,عندما كنا اطفالا نلعب ونرتع,نجري مع الريح(الزابوعه),ونسابق العصافير والطيور,نلاحق طائر الحجل(الشنار) والارانب البرية.نجمع زهور البر وناكل من باطن الارض من نبات الارض(البشع والبلابيص والكما والفقع والقعافور )ومن فوق الارض من نبات (النبق والخبيزه والكوريث  )!

مررت على الديار ديار العراقيب      *     فقبلت ذا الجدار وذا الجدار

وما حب الجدار شغفن قلبي          *     ولكن  حب من سكن الجدار

ديارنا,نعم ديار اهلنا ,ديار الكبار ,ديار ابائنا وامهاتنا,واجدادنا وجداتنا ,ديار الختيارية تغيرت,هودت,نعم الطرق التي مشوها على اقدامهم ومن على دوابهم وحتى سياراتهم غيبت,جرفت,الدروب التي مشتها امهاتنا وجداتنا لنقل الماء على رؤوسهن او على ظهور الدواب ورويناها بعرقهن واناتهن صيف شتاء غدت اثرا بعد عين,اما زرعت بالاشجار الحرجية او جرفت او اخفيت معالمها !

الارض والجبال تحسها حزينة على فراق اهلها,على جلساتهم وسمرهم على ظهرها وفي جنباتها,حزينة على مواويلهم وهم يحرثونها ويزرعونها,وهم يبذرون القمح والشعير والذرة ويصدحون بالاهازيج الشعبية؛حزينة على حرمانها من حبات القمح المتساقطة والعرق والدموع التي كانت ترويها في حر الصيف ,وقت الحصاد!

ابار المياه عيون الماء ,في ديرتنا,في ديارنا,اما جف ماؤها فغار في الارض حزنا وحسرة على وارديها وروادها,او بفعل التغيرات المناخية,لا بل واحيانا بفعل فاعل من دائرة الاراضي او الصندوق القومي اليهودي؛لا يا سادة يا كرام, بل هناك بعض الابار لا تزال مليئة بالماء ربما تنتظر العودة,تنتظر عودة اهلها اليها مجددا لتفرح بهم ويفرحون بها,أه يا زمن أه أه!

طيور البر هاجرت, اختفت من حيث كنا نطاردها في الوديان وشعوب الجبال,من حيث الظل ,هاجرت حزنا على سكان الديار الذين الفتهم , او خوفا على نفسها من الصيادين او وحوش البر,لكنك يا صاحبي رغم وحشة المكان تلمح وترى بضعا ممن الفناه من الطيور يرفرف هنا مرحبا بك او هناك لائما لك,راينا هذه الطيور التي الفتنا في بعض ابار المياه كالحمام مثلا ,وفي الجبال الزرازير والبرقي ؛لكني لم ار الحجل(الشنار) ولا الارانب البرية ولا القنبرة!

سرت بل سرنا نتامل في مراتعنا,نصوّر ونوثّق على الخارطة تلك الاماكن العزيزة جدا على قلبي ,صاحبي يصور وانا العبد الفقير اسمي له الاماكن واعرفه عليها,لكن صدقوني لقد كان المصور في واد وانا في واد اخر؛نعم همّ المصوّر كان التقاط الصور بجودة عالية ومن زوايا تصوير مختلفة وتثبيتها على الخارطة, اما انا فقد كنت اعيش في كابوس ,اتذكر مواقع مضاربنا ,اتخيل ابي حسن ابو حسين"رحمه الله" وهو يركب دابته ويسير لحصاد الارض او لجلب الماء او ليلحق بالرعيان,اتذكر امي "رحمها الله"وهي تجلب الماء من بئر الفخاري واخواتي,اتذكرها وهي تقوم بصنع الخبز ,حتى انني مررت على موقد نارها لا يزال قائما ولا تزال الحجارة شاهدة على ذلك(أي اللدايا الثلاث)؛نعم تذكرت اعمامي جميعا ابراهيم (ابو حسين) وعبدالله (ابو سالم) وعلى(ابو محمد),تذكرت سالم ابو ذيب وهو يسوق التراكتور  وسلامه ابو ذيب وجبرين الجوابره,تذكرت سلمان ابو جبرين وذيب ابو جبرين وسلامه ابو سلمان وسليم ابو ذيب,تذكرت سالم ابو علي وعيد الجوابره واحمد ابو عيد,لا بل وتذكرت مسلم ابومشيعل ,تذكرت موتانا هناك ام سعيد فاطمه ام ابراهيم ,واخي خليل ,وخليل ابو سلامه رفيق الدرب,وخضره ام عوده وعائشه ام سالم وغيرهم  رحمهم الله جميعا!

سرنا وسار معنا الوقت  حتى وصلنا الى مقبرة قديمة بعض الشيء ,مقبرة الطلالقة,اطلقت عليها مقبرة الشهداء,نعم مقبرة الشهداء,فعند دخولنا لها صادفتنا قبور شهداء العائلة في مجزرة العراقيب,عنوان شغلنا وبحثنا الذي نجريه,صف من القبور وعلى اولها من الجنوب وضعت لوحة رخامية كتبت عليها اسماء شهداء عائلة الطوري في مجزرة"21/10/1948",كتبت اسماء كل من:

1- سالم مصطفى سالم الطوري

2- عياش مصطفى سالم الطوري

3- خليل مصطفى سالم الطوري

4- سليمان جبرين جابر الطوري

5- خليل محمد زايد الطوري

فترحمنا عليهم وعلى جميع اموات المسلمين,وقلت في نفسي لقد عدنا ايها الشهداء لنحيي ذكراكم في النفوس ,لقد عدنا اليكم ولم ننساكم بعد 66 عاما على نكبة شعبنا واستشهادكم!

نعم يوم عظيم بل واليم مر مر السحاب حتى قبيل غروب الشمس,وثقنا خلاله 43 موقعا واثرا من اثار ديرتنا العزيزة,وكانت على النحو التالي:

* ابار مياه      *بيوت مهدمة              * ملاجىء          * مدارس

* مغائر          * مقابر                    * خرب              *بقالات(دكاكين) الخ

ولنا عودة خلال الايام القليلة القادمة لاستكمال توثيق ما تبقى من ديرتنا العراقيب –ان شاء الله؛وبالمناسبة فالعمل شبه جاهز تقريبا لكن ينقصه الان بعد الانتهاء من عملية مسح الاثار مرحلة الصياغة والترتيب العلمي, وسيصدر على شكل كتاب باسم العراقيب يشمل كل مناحي الحياة سابقا,ومن جملتها فصل كامل عن مجزرة العراقيب,وبالمناسبة فاني ابشر من قالوا مرة لماذا يا اخي تكتب دائما عن مجزرة كفر قاسم وتنسى العراقيب,فوعدتهم بانجاز توثيق احداث المجزرة مع اهتمامي بمجزرة كفر قاسم المستمر,وفعلا ابشر هؤلاء بان توثيق مجزرة العراقيب جاهز تماما,بعدما قمت والحمد لله بمقابلة شهود العيان واقارب الشهداء في كفر قاسم والنقب خلال الصيف الماضي,وستنشر كاملة ضمن الكتاب المذكور,هذه ديرتنا ,وكل البلاد ديارنا,نحبها وتحبنا!

نعم هو الحنين لمسقط الراس ولفترة الطفولة المبكرة,ولتراث الاباء والاجداد وريحتهم,ريحة عرقهم ,عرق الاب والام والعم والعمة والقريب والقريبة,ممن كابدوا متاعب الحياة والعيش في ذلك الوقت,فربونا رحمهم الله وسهروا الليالي من اجلنا وبخلوا على انفسهم ايضا لنشعر بطعم الحياة,فمنهم منا كل التقدير"رحمهم الله" وعليهم منا ومنكم السلام!

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل