X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      24/11/2024 |    (توقيت القدس)

اليوم تصادف الذكرى الـ12 لمعركة ومجزرة مخيم جنين

من : قسماوي نت
نشر : 03/04/2014 - 12:46
تصادف اليوم الخميس، الذكرى السنوية الـ 12 لمعركة ومجزرة مخيم جنين التي تخللها معارك ومواجهات عنيفة بين الاهالي والمقاومة من جهة، وقوات الاحتلال على مدار عشر ايام، استشهد خلالها 63 فلسطينيا بينهم 23 مقاتلا من مختلف فصائل المقاومة المسلحة التي خاضت المعركة، واعترفت اسرائيل بمقتل 23 جنديا واصابة العشرات، بينما هدمت 455 منزلا بشكل كامل و800 منزلا بشكل جزئي، وشردت الاف اللاجئين وبهذه المناسبة، تنظم مؤسسات وفعاليات مخيم جنين سلسلة من الانشطة والفعاليات.
‎"السور الواقي "
‎تحول مخيم جنين، خلال انتفاضة الاقصى لمعقل للمقاومة، ومنه انطلقت الخلايا الاولى لكتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس وكتائب القسام التي نفذت سلسلة عمليات ضد الاحتلال واهدافه، وتخللها تنفيذ عمليات مشتركة لكتائب الاقصى وسرايا القدس، ورغم اغتيال عدد كبير من القادة العسكريين والميدانيين للانتفاضة في المخيم، استمرت المقاومة والعمليات ما اثار ردود غضب الاحتلال الذي فشل في وقف العمليات، حتى اطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون انذاك اسم "عاصمة الانتحاريين " و"عش الدبابير" على مخيم جنين.
‎وفي الساعة الواحدة من فجر 3-4-2002، شنت قوات الاحتلال هجومها الواسع على مدينة ومخيم جنين بمشاركة المئات من افراد الوحدات المختارة في جيش الاحتلال بمساندة الطائرات والدبابات التي قصفت المخيم وحاصرته مع المدينة على مدار اسبوعين في الحملة التي اطلق عليها وزير الدفاع الاسرائيلي ارئيل شارون حملة "السور الواقي".
‎مواجهات ومعارك
‎رغم التهديدات الاسرائيلية بعقاب المخيم والانتقام من اهله، فانهم رفضوا الهرب والتخلي عن المقاومة، والتفوا حولها وشاركوها في المقاومة والمعركة التي دارت في كل ركن وزاوية لتتحول شوارع وازقة المخيم لمسرح لمعارك عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية التي شكلت غرفة عمليات مشتركة ضمت مقاتلي كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، والجبهة الشعبية ومجموعات من ضباط وافراد الامن الفلسطيني بقيادة الشهيد ابو جندل، اضافة للعشرات من المقاتلين المتطوعين واهالي المخيم والمدينة والبلدات والقرى المجاورة ومدينة طولكرم ممن حضروا للمخيم ورفضوا الاستسلام مع مقاتليه رغم الحصار المشدد والقصف الذي لم يتوقف.
‎وبمعنويات عالية، وارادة قوية، وتحت راية الوحدة الوطنية ورغم امكاناتها القتالية المتواضعة، خاضت المقاومة في المخيم معارك شرسة وضاربة مع الاحتلال الذي اضطر لاستبدال قواته ثلاث مرات بإشراف شارون الذي حضر شخصيا للاشراف على عمليات الجيش الذي تعرض لعدة كمائن ادت احداها لمقتل 13 جندي اسرائيلي.
‎تدمير البنية التحتية
‎ورغم الحصار المكثف، والقصف المتواصل الذي ادى لارتفاع عدد الشهداء وسقوط العشرات من الجرحى، رفض مقاتلي المخيم الاستسلام والخضوع لتهديدات الاحتلال الاسرائيلي الذي دمر كل مقومات الحياة في المخيم والمدينه وعزلهما بشكل كامل عن العالم الخارجي، وقصف مولدات الكهرباء وخطوط المياه وشبكات الاتصالات التي قطعت وعاش الاهالي في عزله وظلام دامس، بينما ورغم النقص في المواد التموينية التف الاهالي حول المقاومة وتقاسموا الطعام والماء حتى نفذ وعانى الاطفال من نقص في الحليب واحتياجاتهم الرئيسية.
‎سلاح المقاومة
‎ويوثق اهالي المخيم في استحضار الذكرى، ان اهم ركائز معركتهم في مقاومة الاحتلال ودباباته سلاح "العبوات" التي صنعها مقاتلو المخيم، فكانت من اكثر الوسائل القتالية التي تميزت بها المقاومة التي الحقت خسائر فادحة في الاحتلال، ونشرت وسائل الاعلام العبرية روايات لجنود الاحتلال الذين شاركوا في الهجوم على المخيم اعترفوا فيها بالخوف والقلق والرعب الذي عايشه خلال تلك الايام الحالكة، وقالوا "انهم كانوا لا يجرؤون على الحركة والتنقل بسبب العبوات التي كانت تعترض طريقهم في كل زواية وشبر من المخيم "، وفي شهادة اخرى قال احد الجنود الاسرائيليين إن "الجنود حوصروا بين رصاص المقاتلين وعبواتهم الناسفة، فالعبوات كانت بانتظارهم في الشوارع وبين الازقة وعلى بوابات المنازل، وحتى تحت مواسير المياه، ما اثار الرعب والخوف لدى الجنود".
‎رفضت المقاومة الخضوع والتراجع والاستسلام رغم سقوط مجموعة من قادتها ومقاتليها وفي مقدمتهم قائد كتائب الاقصى الشهيد زياد العامر، ومع اتساع نطاق المعارك، منع الاحتلال سيارات الاسعاف والفرق الطبية وطواقم الهلال الاحمر والصليب والاحمر ووكالة الغوث الدولية وكافة المؤسسات الحقوقية والانسانية ووسائل الاعلام والصحفيين من دخول المخيم، ونزف بعض الجرحى في الشوارع في ظل عدم توفر الاسعاف والنجدة لهم حتى الموت ومنعت اسرائيل نقلهم للعلاج في مستشفى الشهيد خليل سليمان الملاصق للمخيم.
‎الصمود الاسطوري للمقاومة، ورفض رفع راية الاستسلام واعلان المقاتلين من كافة الاحنحة العسكرية عن موقفهم القتال حتى النصر والشهادة، دفع الاحتلال لارسال وحدات متخصصة في الاقتحامات للمخيم وبعدما جوبهت بنيران المقاومة، استخدم الاحتلال البلدوزرات الامريكية الضخمة "كاتلرز" التي هدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وكانت حصيلة تلك العملية هدم 455 منزلا بشكل كامل في احياء الحواشين وجورة الذهب والساحة الرئيسة اضافة لتدمير 800 منزل بشكل جزئي.
‎النكبة الجديدة
‎اهالي المخيم الذين تعلموا تاريخ النكبة الاولى عام 1948 عندما طردوا وهجروا من مدنهم وقراهم ولجؤوا الى جنين وأسسوا اول مخيم فيها، عاشوا تلك التجربة خلال مجزرة المخيم، فبعدما بدأت عمليات الهدم للمنازل جمع الجنود الاهالي في الساحات واعتقلوا الشبان والرجال بينما شردوا النساء والاطفال والمسنين وارغموهم على مشاهدة ابنائهم وازواجهم يخضعون للتفتيش العاري والاعتقال، بينما شردوا الى ما بعد المجزرة ولاكثر من عامين الى مدينة جنين والبلدات المجاورة، في منظر اعاد لهم صور النكبة وهم يجبرون على الخروج بين الدبابات والجنود رافعين الرايات البيضاء بعدما دمرت كل مقومات حياتهم واعتقل كل رجالهم، وبعضهم نجا من الموت باعجوبة.
‎يوم لا ينسى
‎في اليوم العاشر من المعركة، اكملت قوات الاحتلال هدم منازل الاحياء المذكورة وحاصرت من تبقى من المقاتلين والاهالي في احد المنازل مهددة بهدمه، ويتذكر المحرر النائب جمال حويل تلك اللحظات بالقول "بعد الصمود البطولي شرعت البلدوزرات بهدم المنازل لارغامنا على الاستسلام وتضييق الخناق علينا ، ولكن كان القرار الجماعي بالصمود والثبات والمقاومة حتى الرمق الاخير".
‎حويل الذي كان مطلوبا لقوات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الاقصى بدعوى تأسيس وقيادة كتائب شهداء الاقصى، اضاف "استمرت المعارك والاحتلال يطاردنا حتى حوصرنا في اخر منزل تبقى في وسط المخيم اكثر من 27 مقاتلا، وبدأ الاحتلال بالضغط علينا ومطالبتنا عبر مكبرات الصوت بالاستسلام مهددا بقصف المنزل علينا"، ويضيف "ومع تدهور اوضاع المصابين منا، واستمرار تهديدات الاحتلال اطلقت نداء عبر قناة الجزيرة للجميع اكدت فيه ان الاحتلال قرر ارتكاب مجزرة بحقنا لكننا صامدون لان صمودنا جزءا من صمود الرئيس ياسر عرفات في الكرامة وبيروت والمقاطعة في رام الله ، وابلغت الجميع اننا نهدي صمودنا وما فيه من انتصار وان لم يكتمل للرئيس ابو عمار ولشعبنا وكل احرار امتنا ممن دعاهم لقراءة الفاتحة على ارواح المحاصرين".
‎نداء حويل، اثار ردود فعل غاضبة وبدأ تحرك واسع النطاق من قبل مؤسسات انسانية ودولية وعدة اطراف حقوقية والصليب الاحمر، كما تدخل الرئيس ياسر عرفات وعدة اطراف منها حسن نصر الامين العام لحزب الله، واستمرت الاتصالات والضغوط حتى تم التوصل لاتفاق قضى بخروج المقاتلين، ولكن الاحتلال كما يقول حويل "حاول ارغامنا للخروج عراة فرفضنا وفضلنا الشهادة على ذلك، وبعد مفاوضات استمرت 12 ساعة تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال المقاتلين"، ولدى خروجهم اصطف المئات من الجنود مشهرين اسحلتهم نحوهم، ولكن قائد الحملة الاسرائيلي يقول حويل وقف امامنا وادى التحية العسكرية لنا امام الصمود الاسطوري في مواجهة كل اسلحة الدمار الاسرائيلية.
‎نتائج المجزرة المعركة
‎استمر الاحتلال في حصار المخيم، ورفض السماح للطواقم والبعثات الدولية وخاصة الطبية والانسانية دخول المخيم لاجلاء الضحايا والشهداء الذين دفن بعضهم تحت انقاض المنازل ما ادى إلى تعفن الجثت، بينما تحولت ساحة مستشفى جنين لمقبرة مؤقته لجثت الشهداء، وفي نهاية المجزرة تبين ان قوات الاحتلال قتلت 63 شهيدا بينهم 23 مقاتلا، وقتل خلال المعارك مع المقاومة 23 جنديا بحسب اعتراف الاحتلال اضافة لاصابة العشرات من الجنود، وكانت حصيلة الاعتقالات المئات، لكن افرج عن غالبيتهم وما زال اكثر من مئة منهم يقبعون في السجون بينهم عدد من قادة المعركة وعناصرها ممن صدرت بحقهم احكام بالسجن المؤبد ومدى الحياة.
‎كما لا يزال مصير اثنين من اهالي المخيم مجهولا، ولم يعثر على جثتهم ولم يعترف الاحتلال باعتقالهم هما جمال الفايد، وهو معاق، ولطفي البدوي .
‎ورغم قرار مجلس الامن بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في احداث المجزرة الا ان اسرائيل منعت اللجنة من الوصول ولم يدخل القرار الدولي حيز التنفيذ، ورغم معاناة وتدهور اوضاع المخيم فإنهم رفضوا المساعدات التي قدمتها الوكالة الامريكية للتنمية.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل