منذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية, وبداية العمل العسكرى الذى تزعمته حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح, ضد الإحتلال الإسرائيلى فى أوائل عام 1965, وماقبل ذلك ....كان القائد الشهيد خليل الوزير أبو جهاد, محط إهتمام كبير لدى إسرائيل وأجهزتها الإستخباراتية, حيث كانت عيونها الخارجية ,والداخلية تقوم بمراقبة تحركاته على مدار الساعة, وقد إستطاعت أن تجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات الأمنية عن نشاطاته, وأعمالةالكفاحيةوالنضالية,وتخطيطه للعمليات الفدائية التى كانت تنطلق من الأراضى اللبنانية إتجاه فلسطين المحتله, فقد كان الشهيد أبو جهاد يعد الرجل الثاني في م .ت .ف بعد رئيسها الراحل الشهيد ياسر عرفات ونائب القائد العام لحركة فتح , ولم يكن إتخاذ قرار إغتيالة من قبل أجهزة الموساد,والمخابرات الإسرائيلية بسبب إشرافه المباشر على الانتفاضة الفلسطينية الأولى،التي إندلعت في أواخر عام 1987، بل لأنه وضع خطة عسكرية محمكة للهجوم على مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية عام 1985, لخطف جنود إسرائيلين,واحتجازهم رهائن ليتثى له فيما بعد إبرام صفقة كبرى يتم بموجبها إطلاق أكبر عدد ممكن من أسرانا البواسل من السجون الإسرائيلية بمعنى تبادل أسرى من النوع الثقيل, وكانت التقديرات والمعلومات الأمنية الإسرائيلية تشير أن يكون من بين هؤلاء الجنود المختطفين, وزير الحرب الإسرائيلى شخصيا فى ذلك الوقت!!! الأمر الذى أربك حسابات القيادة الإسرائيلية,إضافة لدوره البارز أثناء الإجتياح الإسرائيلى للبنان عام 1982 من خلال بصماته لعمليات أطفال الآربى جى التى كتب عنهاالإسرائيلين أنفسهم قصصا ومجلدات عن بطولة هؤلاء الأشبال, علما أن الشهيد أبو جهاد كان هدفا دائما لإسرائيل بأجهزتها الأمنية المختلفة على مدار أكثر من ثلاثة سنوات, قبل أن تصل إليه قوة عسكرية من الكوماندوز الإسرائيلى فى تونس ,وقد إستطاع أن يحبط محاولات عدة لإغتيالة مابين أعوام 1985--1988 فى حين أن المحاولة الرابعة وللأسف نجحت فى إغتيالة فى قلب تونس بتاريخ 4/16 عام 1988 حين وصلت وحدة قوات إسرائيلية من النخبة إلى منزلة فى العاصمة التونسية, التى باغتته بإطلاق زخات كثيفة من الرصاص الحى ليسقط شهيدا وكان ذلك بعد مرور أربعة أشهر على إنطلاقة الإنتفاضة الفلسطينية الأولى,التى تزامنت بالمناسبة مع تنفيذ عملية أتوبيس ديمونا, التى خطط على تنفيذها شهيدنا البطل القائد أبو جهاد وقد كانت القيادة الأمنية الإسرائيلية حددت الشهيد أبو جهاد منذ إبريل1985 هدفا لجمع المعلومات الاستخبارية، وذلك بعد إحباط عملية كبيرة خطط لتنفيذها في قلب تل ابيب، حيث أرسل حينها عشرين مقاتلا فلسطينيا اجتازوا تدريبات مكثفة وطويلة في العاصمة الجزائرية, إلى شواطئ بات يام بهدف السيطرة على باص ركاب لينطلقوا به إلى مقر الحكومة الإسرائيلية واقتحامه، علما أن أبو جهاد كان المسؤول الأول عن قوات منظمة التحرير وقوات العاصفة التابعة لحركة فتح، إضافة إلى إشرافه المباشـر على ساحة العمليات في الداخل والمعروف باسم القطاع الغربي.وهو حسب العنوان التى أوردته أحدى التقارير الصحفية صاحب الأرواح الأربعة, فقد كان من المفترض احتجاز رهائن داخل مقر الحكومة ومن ضمنهم وزير الدفاع، ولكن وبناء على معلومات استخبارية مؤكدة انطلقت وحدة كوماندوز إسرائيلية إلى إحدى الموانئ في الجزائر في عملية تعتبرالأبعد من حيث المسافة في تاريخ قوات الكوماندوز الإسرائيلية وذلك بهدف إغراق السفينة التي كان من المقرر لها أن تحمل المقاتلين الفلسطينيين إلى هدفهم,غير أن قدرة وحنكة الشهيد أبو جهاد استطاعتا تضليل القوة الإسرائيلية الخاصة, وجعلت الكوماندوز يقوم بإغراق سفينة أخرى بدلا عن السفينة المخصصة والجاهزة لنقل المقاتلين الفلسطينيين إلى مقر قيادة الجيش الإسرائيلي لاقتحامه، مما أفشل العملية التي وضعت الشهيد أبو جهاد على سلم أولويات الأمن الإسرائيلي,هذا هو الرجل الثانى فى منظمة التحرير الفلسطينية القائد والمعلم الشهيد خليل الوزيرأبو جهاد الذى شهد له العدو قبل الصديق بحنكته وبقدرته العسكرية الفائقة فى الوصول إلى عقر دار عدوه فى الوقت الذى يريده.... فقد كان بحق الرجل الأخطر على إسرائيل منذ إنطلاقة حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح, رحمك الله إيها القائد العظيم واسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا, عاشت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح برجالها الأوفياء وقياداتهاالحكيمة بأشبالها وزهراتها الميامين,عاشت فلسطين حرة عربية, والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار, وإنها لثورة حتى النصر ...
أمين الفرا أسير محرر
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب