X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      28/11/2024 |    (توقيت القدس)

تجاهل إسرائيلي للفلسطينيين بالتخطيط الهيكلي للداخل المحتل

من : قسماوي نت
نشر : 19/04/2014 - 11:53
يتجاهل التخطيط الهيكلي الإسرائيلي لمدن الأراضي المحتلة عام 48 والذي يمتد لـ30 سنة قادمة أي وجود للبلدات والقرى الفلسطينية، بل إنه يضيّق الخناق على هذه البلدات ويُقصّيها من مشاريع التطوير والتنمية.
وتتضمن المخططات الهيكلية التي تضعها لجان التخطيط اللوائية والقُطرية حصر الفلسطينيين في المناطق المتواجدين فيها، وعدم السماح لهم بالتوسع إلا "في السماء" بمعنى قصر تطويرهم في السماح بعلو المباني الحالية ومنع استفادتهم من أي أراضي حولهم.
ويؤكد مخططون فلسطينيون أن التخطيط الهيكلي الإسرائيلي ينحرف فيه مفهوم المواطن الذي تستهدفه مشاريعه تمامًا، فهو يصيغ مستقبلاً مشرقًا لليهود وفي ذات الوقت يقضي على كل ما هو فلسطيني في المدن.
ويعني مصطلح التخطيط الهيكلي بأنه علم صياغة المستقبل الجغرافي في إطار زمن متطور بغرض تحسين الظروف المعيشية للمواطن وذلك بترتيب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية للحيز الجغرافي المستهدف.
مغيّبون
ويقول مخطط المدن البروفيسور يوسف جبارين إنه ومنذ عام 1948 وحتى اليوم لم تشهد عملية تخطيط المدن عكا واللد والرملة ويافا وحيفا وعكا التي هي في الأصل مناطق تواجد للفلسطينيين مشاركة أي مخطط فلسطيني".
ويضيف أن الجمهور الفلسطيني أيضًا مغيّب تمامًا عن المشاركة في وضع وتصميم مدنه ومنازلها، وهذا ما كان نتيجته أن تحوّل الفلسطينيون في مدن الداخل المختلط إلى أقلية عربية لا تملك شيئًا.
ولا يقف استهداف هذه الأحياء وسكانها عند حد التجاهل بل إن كل تخطيط هيكلي لمدينة يضم في جوهر خرائطه استهداف ما تبقى من الإرث الفلسطيني للقضاء عليه وتحويل "اسرائيل" إلى "دولة يهودية".
وفي حيفا وضعت "إسرائيل" مؤخرًا المخطط الهيكلي المعروف باسم "حف2000"، والذي تغيب الأحياء الفلسطينية فيه بشكل كامل ولا تعتبر موجودة أصلاً سواء على الصعيد الجغرافي أو الاجتماعي أو حتى المشاريع الاقتصادية.
ويعلل جبارين هذا التجاهل بأن مدينة حيفا عمليًا تمت مصادرة كافة بيوتها وأملاكها وأثارها التاريخية على مدار السنين الماضية، وهو حال كل المدن الفلسطينية التي تم تهويد الحيّز الأصلي الفلسطيني فيها وإسكانه باليهود.
وتتكون لجنة التوجيه والمخططين أنفسهم لمخطط "حف 2000" من 25 شخصًا ليس بينهم أي ممثل عربي إضافة إلى تجاهله للمشاركة السكانية ونشره باللغة العبرية فقط.
ويشير جبارين إلى أن من بين ما يضمه مخطط حيفا الهيكلي مخطط لإقامة ميناء جديد فيها ونقل ميناءها الحالي، إضافة لإقامة 5 موانئ أخرى في المدينة بهدف زيادة المنافسة الاقتصادية، وبالطبع هذا لا يشمل أي مشاركة عربية بتاتًا.
ويعتمد التخطيط الهيكلي في "اسرائيل" على قانون التخطيط البريطاني بشكل خاص والذي تم تطويره بعد اعلان "اسرائيل"، ويتم داخله وضع مخططات لـ20 أو 30 عامًا قادمًا حول تنظيم الأرض والتخطيط الاجتماعي والاقتصادي.
ويعني عدم مشاركة الفلسطينيين في هذه المخططات البعيدة المدى أنه لا يحق لهم أن يشاركوا في تنظيم المدن التي يعيشون فيها ولا حتى الأحياء، بل أنهم محرمون من تنفيذ أي إضافة على المباني التي يعيشون فيها.
يتعدى على حقوقهم
ويؤكد مخطط المدن أن التخطيط الهيكلي الذي وضعته "اسرائيل" لمدينة القدس منذ 10 أعوام وتخطيط مدينة حيفا الجديد وتخطيط عكا ويافا قبل حوالي عام كلها تضم هدم ومصادرة لأحياء وعشرات المباني في هذه المدن.
ويصل جبارين إلى أن المخططات الهيكلية تتعدى على حقوق الفلسطينيين سواء في مجال الإسكان والعمل والبناء والتجارة والصناعة والملكية الخاصة أيضًا.
وبفعل التجاهل الاقتصادي والاجتماعي الهيكلي للأحياء الفلسطينية فإن وضعها أصبح كارثيًا، وتحوّلت إلى أحياء فقيرة جدًا.
ولا يقتصر هذا الاستهداف الإسرائيلي على المخططات الهيكلية لكل مدينة، بل إن التخطيط القطري لـ"اسرائيل" بشكل عام والذي تم وضعه عام 2006 يهدف لتحويلها إلى "دولة يهودية ديمقراطية" يملك فيها اليهود غالبية الأرض.
ونتيجة لهذا التخطيط أيضًا -وفق جابرين- فإن "اسرائيل" أصبحت تمتلك 99% من الأراضي، فيما الفلسطينيون بشكل عام سواء يمتلكون 205%.
رفض المخططات البديلة
ويتعمد المجلس القُطري للتخطيط والبناء الإسرائيلي تأخير نشر الخارطات الهيكلية التي يضعها سواء القطرية منها أو الخاصة بمدينة معينة.
ومن المخططات الهيكلية التي تستهدف إقصاء العرب المخطط القُطري "تاما 35" الذي سمح المجلس القطري الإسرائيلي للتنظيم والبناء بتقديم ملاحظات عليه في ابريل الجاري، بالرغم من أنها أقرّته قبل 7 سنوات.
ويشار إلى أن "تاما 35" هو المخطط الموجه لجميع عمليات التخطيط في البلاد ويضع نظمًا توجيهية للمخططات المحلية واللوائية والخاصة في البلاد، ويتم اقتراحه من قبل المجلس القطري للتنظيم والبناء وتقوم الحكومة بإقراره نهائيًا.
وتقول مخططة المدن في المركز العربي للتخطيط البديل عنايا جريس إن الخارطة الهيكلية يتم نشرها متأخرة على موقع وزارة الداخلية الإسرائيلية، وذلك من أجل اتاحة الفرصة لتقديم الاعتراضات عليها.
وتقدم المركز باعتراضات وملاحظات على العديد من المخططات الهيكلية لدى اللجنة القطرية اللوائية، والتي كان أخرها الاعتراض على مخطط "تاما" ومخطط تهويد النقب ومخطط إقامة خط غاز على حساب التوسع السكاني وأخرى.
ولكن جريس تؤكد أن مجمل المخططات الهيكلية البديلة يتم رفضها وأن الانجازات التي يحققها المركز لمحاولة ضم البلدات العربية لخرائط التطوير والتنمية ضئيلة نوعاً ما.
وتُرجع هذا الرفض إلى أن لجان التخطيط اللوائية الإسرائيلية تنظر إلى أي مخط هيكلي بنظرة سياسية بحتة، لكنها لا تعلن عن هذه النظرة بشكل مباشر وتحاول في رفضها للاعتراضات والخرائط البديلة استخدام ادعاءات وأدوات مهنية.
وتصل الاعتراضات بين التخطيط والتخطيط البديل إلى القضاء الإسرائيلي، الذي بدوره أيضًا يضع فوق كل اعتبارات السياسة العليا الإسرائيلية.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل