
مساطيل ومسطولات ؛ يتفاخرون علناً وبكل وقاحات ؛ بأنهم يحملون أرفع الشهادات !! بقلم : عبدالله شيخ الشباب

مساطيل ومسطولات ؛ يتفاخرون علناً وبكل وقاحات ؛ بأنهم يحملون أرفع الشهادات !!
بقلم : عبدالله شيخ الشباب
للحد من ظاهرة الأميّة والجهل والتخلـّف عند المجتمعات ؛ قامت الكثير من الدول والحكومات ؛ بإنشاء العديد من المدارس والمعاهد والجامعات . إلاّ أنه ومع كل هذه الإهتمامات ؛ بقي " التعليم " هو المعضلة الكبرى التي يواجهها الكثيرون من الطلاب والطالبات ؛ وخاصة في البلدان العربيات ؛ بدون أية استثناءات.
وإن قمنا كمهتمين ومهتمات ؛ بالبحث والتـّحرّي عن الأسباب والمسبـّبات ؛ التي تؤدي الى تدنـّي مستوى مايخرجه التعليم من مخرجات ؛ لوجدنا أن السبب الحقيقي في كل هذه المشكلات ؛ يعود الى الضعف في البـُنية الأساسية للتعليم منذ دخول التلاميذ والتلميذات ؛ المدرسة في البدايات ، والى الضعف الواضح في مستوى كفاءة المعلمين والمعلمات ، والى اعتماد الكثيرين من الطلبة الأغبياء والغبيّات ؛ على مبدأ حفظ وصمّ المعلومات ، وترديدهم لجـُمل وكلمات ومصطلحات بدون فهم كالببغاوات .
الأمر الذي يجعل منهم ؛ طلاباً وطالبات ؛ ( تنحين وتنحات ) ؛ لايستفيدون من هذه الدراسات ؛ طيلة السنوات ؛ التي يقضونها داخل الغرف الصفيّة وفي قاعات المحاضرات ؛ على الرغم ممـّا يتم صرفه عليهم وعلى العملية التعليمية من أموال طائلات ؛ والتي تقدّر بآلاف الدولارات؛ والتي ثبت للأسف أنها كلها تذهب هباءً بين النفايات ؛ بدون أية فائدات !!وذلك بسبب عدم فهمهم لكل ما يتم تلقينه لهم من معلومات.
وحتي لايتهمني أحد من المسعولين والمسعولات ، أو الآباء والأمهات ؛ بأنني أقول كلاماً فيه تهويل ومبالغات ؛ سأخبر جميع من يعتقدون أنفسهم شاطرين وشاطرات؛ بحقائق مؤكدات ؛ بأنهم كلـّهم في الحقيقة مخدوعون ومخدوعات ؛ إذا ما اعتقدوا لحظة أن أولادهم البنين والبنات ؛ أذكياء وذكيات !!؟؟.
وللتأكيد على أن جميع ماذكرته أعلاه هي حقائق مدعومة بالمستندات ؛ فإني سأطلب من كل أولياء الأمور بالذات ؛ أن يتركوا غرف النوم حالاً ، وأن يبتعدوا قليلاً عن الفرشات والمخدّات ، وأن يحاولوا الجلوس مع فلذات أكبادهم للحظات ، وأن يوجـّهوا لهم بعض الأسئلة البسيطات ، وأن يسمعوا منهم الإجابات .
لكني أود التنويه لجميع الأخوة والأخوات ؛ وخاصة الذين لايزالون نائمين وغير مصدّقين ومصدّقات ؛ بأن أولادهم وبناتهم أغبياء وغبيات ؛ بأنني سوف لن أكون مسؤولاً عن أيٍّ منهم إذا ما تعرضوا فجأة للجلطات والإغماءات والتشـّنـّجات !!؟؟ وخاصة بعد أن يكتشفوا خلال ثوانٍ معدودات ؛ أن عقول أبنائهم المحروسين والمحروسات ؛ فارغة تماماً من المعلومات ؛ وإنه ليس فيها سوى الهواء والتفاهات وبعض الفقاعات ، وإنه لافرق في الفهم بينهم وبين التّيوس والغنمات والنّعجات .
وقبل أن أختم معكم سرد مـُجمل هذه الحقائق الواضحات ؛ سأقول لجميع المهتمين والمهتمات :
إن المفارقة العجيبة التي تصيبني دوماً بالذهول والمفاجآت ؛ هي إنني حينما ألتقي بأمثال هؤلاء الطلبة العاهات ؛ وتحديداً في الشوارع والحارات ؛ أتفاجأ بهم وهم يقولون لي بأصوات عاليات ،وعلى وجوههم ترتسم الإبتسامات ، وعلى شفافهم تعلو الضحكات :
إنهم يحملون شهادات ؛ ( توجيهي ودبلوم وبكالريوس وماجستير ودكتواره ) وغيرها من الدرجات العلميـّات ؛ وإنهم حازوا عليها بتقديرات وعلامات مرتفعات !!؟؟ مع أنهم يعرفون أنفسهم جيداً؛ بأنهم مساطيل ومسطولات ، وأنهم لايجيدون القراءة ولا الكتابات !! ؟؟.
عبدالله شيخ الشباب
طالب جامعي ـ سنة ثانية هندسة
اضف تعقيب