
زفـــاف .. ( الجزء الثالث )
بقلم : رشـيقة داؤود طه – كفر قاسم
أي رجل هذا ؟ اعجوبة في ثقافة الجمال , وأناقة تلتهمُ صمتها في بسمة !
عيناه تجالسُ قطافَ انوثتها , وكأنه يراقب زلزلة روحها كلّما همسها في اربعة حروف , ويُخرسُ ما بين الخدين في عناق يحبس انفاسها
المرأة ايضا لا ترغب في رجل مستحدث !
بل برجلٍ وحشي العاطفة , نفحة من قسوة الغيرة , وعناق في الختام يُداهم عصبيتها .
هو .. يعمل قاتل مأجور لفتيات , قضت على حياتهن العاطفة , ولا بأس بأن يعوم في امواجها المزاجيه , فمهما هاجت امواج عاطفتها , لن تصل الى اخر الشاطئ !
هي .. جالسه في الكافيه , محتضنة عيناه خلسة , لا تدري ما اصابها فجأة ! فلا تريد ان تفقد هيئتها في مكسب رجالي !
اخذ يطالع فنجانها , وتتطاير ضحكاته على ارجوحة احاسيسها الدافئة .
-فنجانكِ اليوم حبيبتي ,فراشة على وشك العبور, وحُب احمق في سطور !
- أتقرأ فناجين... ؟!
-بل أقرأ لغة الغرق في عينيكِ !
فأخذت تخفي التباس بسمتها بسؤال:
- أتود ان تشرب شيئا اخرا ؟
لكنه نهض معتذرا :
-ثمّة اعمال في انتظاري , لقد كان يوما ساحرا معك , اود ان نكرر هذا اللقاء لكن في مكان اكثر تسترا , " حكي الناس ما بِرحم " !
سارت بخطوات صامته خلفه الى موقف السيارات وكما لتستبقي بعضا منه وقتا اطول :
- لم يمض الكثير من الوقت !
فرد مقاطعا :
- اتودين ان تقولي شيئا ؟
- استمتع بأعمالك اليوم !
فرد ساخرا :
- كم أشتهي سماع ما تودين قوله !
- أنــا ؟!
فانفجر ضحكا :
- اخبرتك سابقا اني اتقن قراءة الفناجين
- و....؟
- وارغب باقتطاف صمتكِ في موسم شجاعة !
لقد انتصر في معركة ارباكها , فتشابكت يديها باحثه عن, "اللا " في زمان كانت تتفوه بها, وكأنها تعني هذه اللحظة "متى سنلتقي مرة اخرى " ؟
وفجأة رنّ هاتفه , فقاطع التباس مشاعرها , واخذ يتجه قليلا نحو حافة الشارع , ليجري المكالمة...
اما هي بقيت في عذاب الانتظار , فقد بدا يخونها نصفها الانثوي , كأنه يُحرر قيود صمتها , فهي ما عادت فراشة ربيعية حرة , بل هي بحاجة اجنحة كلماته الذكية كي تطير .
- اعتذر عليّ العودة , ظرف طــارئ !
- وددت ان اقول لك ....
- سامحيني .. فهناك ما ينتظرني حقًا , سنتكلم لاحقا
بحبك !
لقاء ناريّ في حضارةِ الشوق , ينتهي بإفساد فرحتها ..
عادت الى البيت , رمت بنفسها الغريبة عنها على الاريكة
ثم اخذت تمزق بتأنٍّ وردته الحمراء , وتنثر وريقاتها على عبراتها السعيدة الحزينة ..
عجبا يا هذا .. كيف تُشعل ب " كلمة " حطب هذا الانتظار
وتكسرُ تعاليمَ وجهي بتفاهة اعتذار ......
فثمة رجال يرغبون بك ساعة , أو يرغبونكِ عنوة كل ساعة .. وهُنا الفرق !
رجال.. يأتونكِ بعقدهم , تقلبهم , كابتهم ... كي تنشليهم من وحل ذاتهم ,
تمدين لهم يد العون , فيغرقونكِ في دوائر مياههم العكرة !
هؤلاء .. نعم هؤلاء .. يُتاجرون فيكِ كوسيلة لتعبئة ثغرات خلفتها امرأة عابره , قد غادرت حياتهم بقرار منها ...
وكي ينساها في فقدانك , انتِ الهـــدف !
- صباح الخير حبيبتي
- اهلين بقارئ الفنجان !
- اعتذر عن البارحة فقد اضطررت ان ...
قاطعتهُ ضاحكه :
- حبيبي ..البارحه قد نسيتَ معي "محبس" !
يتبع في الجزء الرابع ...........
اضف تعقيب