مع غروب شمس التاسع والعشرين من نيسان تغرب فرصة كان يعتقد انها مؤاتية لانجاز اتفاق ينهي الصراع في المنطقة بيد ان الامال تلاشت وحلت محلها نذر المواجهة من جديد وسط تبادل الاتهامات حول فشل المفاوضات.
وتقدم التسريبات التي نشرتها وسائل الاعلام امس بتصريحات منسوبة الى وزير الخارجية الامريكي جون كير والتي حذر فيها من مخاطر تحول اسرائيل الى دولة " ابرتهايد" دليلا اخر يضاف الى تصريحاته السابقة حول الجهة التي تعطل افشلت المفاوضات.
ويحذر محللون من قيام اسرائيل بعمليات انتقامية تضاف الى سلسلة الاجراءات الاقتصادية التي اعلنت عنها الحكومة الاسرائيلية ردا على المصالحة.
وقال المحلل السياسي هاني حبيب، ان محاولات العودة للمفاوضات ستستمر ، وياتي ذلك على ضوء الموقف الفلسطيني الذي ربط المفاوضات لمدة 3 اشهر قادمة بالاستجابة للمتطلبات الفلسطينية والبحث فيها حول مسألة حدود الدولة الفلسطينية وفق القرارات الدولية على حدود الرابع من حزيران 1967 .
واوضح حبيب ان الايام القليلة القادمة ستشهد برنامج عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين خصوصا بعد الاجتماع القيادي الاسرائيلي المصغر والذي استمر مدة 6 ساعات ، مبينا انه في هذا الاجتماع كانت قرارات معلنة مثل وقف عائدات الضرائب وغيرها من القرارات، واخرى مخفية .
وحول التوجه للانضمام لباقي الاتفاقيات والمنظمات الدولية ، اشار حبيب الى ان ذلك سيكون مرتبطا بصفقة للمضي قدما في تنفيذ الاشترطات الفلسطينية من خلال التفاوض .
اما المحلل السياسي طلال عوكل فيرى ان العلاقة مع الجانب الاسرائيلي ستستمر على اساس اتفاق اسلو رغم وجود حالة توتر ، خصوصا ان اسرائيل والسلطة الفلسطينية لم يتخذوا قرارا بوقف المفاوضات .
وقال " اسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة مهتمون باستمرار المفاوضات وتجنب الاشتباك، لان تجميد المفاوضات يعني تجنيد الامكانيات استعدادا لمواجهة مفتوحة ، ومن الارجح سعيهم لضبط هذا التوجه .
واضاف : انه في حال العودة للمفاوضات فلا امل بالوصول الى تسوية معقولة ، لان اسرائيل لديها مخططات مختلفة تظهر بشكل واضح من خلال قراءة ما هو موجود على الارض بمعارضة انهاء الانقسام، حيث كانوا يخططون لدولة في غزة وضم الكثافة السكانية بالضفة الى الاردن وبذلك تنتهي الازمة الاسرائيلية، مشيرا ان اسرائيل ترى بالقيادة الفلسطينية الان بعد انهاء الانقسام خصما لها.
وحول انضمام فلسطين لاتفاقيات ومنظمات الامم المتحدة، ومطالبتها بالعضوية الكاملة، في هذا الوقت يصبح الاشتباك مفتوحا ما بين الحانب الفلسطيني والاسرائيلي .
ونصح عوكل ان تقوم القيادة الفلسطينية بترتيب اوضاعها وتوسيع الاشتباك بالقدر الذي تلجأ فيه اسرائيل بالضغط من خلال وسائلها على الفلسطينيين .
ويرى المحلل السياسي عبد المجيد سويلم ان هذه العودة ستكون فقط ترتيبات وليس للتوصل لاتفاقية تسوية، خصوصا في ظل الحكومة الاسرائيلية اليمنية الحالية .
وحول طبيعة العلاقة بعد انتهاء مدة المفاوضات اشار سويلم الى، انه لا يمكن الحديث عن تغير مفاجيء بقطع العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، طالما ان الولايات المتحدة لم تسلم بأن المفاوضات وصلت لطريق مسدود .
وقال " امريكا ستظل تسعى باتجاه استمرار المفاوضات من خلال تلبية مطالب معينة للفلسطينيين ، ومن الطبيعي عدم توقع انقطاع مفاجيء بين الطرفين يحدث فرقا هائلا بين الوضع القائم وما سيكون في حال الانقطاع، حيث ستحاول الولايات المتحدة تفريغ التوتر والعمل باتجاه اتفاق مؤقت واستئناف المفاوضات حتى نهاية هذا العام بشروط مقبولة وتلبية بعض المطالب الفلسطينية من تجميد للاستيطان والافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى والمزيد من المعتقلين المرضى وبعض القيادات الوطنية ، والعودة الى الوضع كما قبل الانتفاضة الثانية، حتى تسطيع القيادة الفلسطينية تبرير استئناف المفاوضات .
وحول التوجه الفلسطيني لاستكمال الانضمام للاتفاقيات والمنظمات الدولية، استبعد سويلم ان ترضى القيادة الفلسطينية بربط التوجه الدبلوماسي في المفاوضات باعتباره شأنا داخليا اضافة لعدم السماح للاسرائيليين بالتدخل في شأن المصالحة وحكومة التوافق القادمة .
وشدد ان اي مفاوضات قادمة ستكون لبحث ترتيبات وليس الوصل الى تسوية سلمية خالصة ، خصوصا في ظل تحالف اليميني الاسرائيلي الحاكم .
واضاف : ان التفاوض يصبح على قاعدة جديدة عندما يتغير التحاف الحالي بحيث لا يكون اليمين المتشدد مسيطرا على الحكم ، وان تكون تشكيلة الحكومة الاسرائيلية من اليسار ووسط اليمين،حينها يكون النقاش مختلفا والتسوية وان كانت صعبة تكون في اطار الممكن -
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب