زفـــاف ( الجزء الخامس) بقلم : رشيقة داؤود طه – كفر قاسم

زفـــاف ( الجزء الخامس)

بقلم : رشيقة داؤود طه – كفر قاسم

هـي لم تدري كم من "نعم " راحت تتناثر في جبهة عِناق غير مُنتظر , مخلفة دوائر تعجب في بركة شوقِها الخائن لرجولتها المؤقتة ...

تراهُ مُهِمًا في حياتها , وهو يراهـا مُهِمَة يجب عليه اتمامها قبل ان تستفيق اشواقه المُقنّعة وتخدش اجنحة كبريائها المنكسرة بين يديه ...

وكأنَه يريد تخدير صراع يديها التي تصده , فتروح ال " نعم" بغيبوبة انفاسه الثعلبيه ليتها تعلم أي رقم هي ؟

أحبته فوق الحُبِ حُبا , و أحبها في قاع الذلّ حُبا

لا يمكنكِ اهمال قاعدة الرجال سيدتي , فهم يأتونكِ حينَ تتوقفين عن انتظارهم , ويسافرون حتى دون لملمة بعضا من أمتعة عينيكِ الطاهرة .

يرحلون بلا سبب .. بلا شيء , فهناك ضحية اخرى اجمل .. او لنقُل الوليمة التالية اشهى .

فماذا تقولين عن ذئبٍ , يفترسُ خبايا انوثتكِ الطاهرة , ويعدو في براري النسيان بأنيابٍ تحمل بقايا ذكراكِ الغابرة

يمسحُها باشتهاء دام طويلا وانتهى في لحظة !

يمكنكِ دخول حياتهِ في ثانية , والخروج منها بقرارٍ منكِ

فأنتِ السيّدة هنا , حتى يستغرق في نسيانكِ عصورا أو حتى الى ما بعد الأزل .

كوني "صعبة " فالرجل كطفلٍ يهوى تحليل أي لعبة تجذبه حتى يقوده فضول شرس الى تكسيرها ان اضطر الى ذلك , وان لم تنكسر هذه اللعبة , ابصم لك بالعَشرة .. انه بكامل رجولته سينكسر لأجلها , فالقلب لكِ وكثرة المشاهدين على مقاعدهِ تُفسد جمال سيناريو المشاعر.

وحتى لا ينساكِ .. ازرعي في صوتهِ بعضا من الجنون ..

ارفضي .. ارتجلي .. تمردي  وكوني كابوسًا يداهمُ أكبر رأس فيهم.

الرجل أرنبٌ .. فلا تكوني انتِ "الجزرة " !

حتى لا يُشبع هدفه بسهولة , ويهرب بالبحث عن مصدر اخر ..

فلا أفقر من رجلٍ فاقد لأنثى أحَبَها , فخذلته !

وصارَ يلاطمُ في اخاديدِ الدنيا يمينا يسارا دون الوعي ..

حتى بدأ عدادُ قلبهِ بالعمل .. فأي رقم ستكونين ؟ وما الثمن ؟

" الأسهل ليس دائما الأجمل "

ويعلن موسم اقتطاف زهرتها في لثمة واحدة ...

لم يُضف كلمة الى ذلك العناق .. بعد ان فتح الباب وأودع

اجنحتها في حريق .

في مرآة المصعد , تفقّد هيأة اناقته , وارتكاز بدلته السوداء

وحين تأكد من مظهره الانيق .. ابتسم .

 والآن.. هو يعلم أن من تلك المحترقة سوف تولد عصفورة تحتاجُ كثيرا يديه كي تُطلق سراحها من قفصِ قلبه .

استيقظت من النوم وتفقدته جانبها ، فلم تجد إلا ساعته التي نسيها من العجلة , ودون تفكير اخذت تهاتفه في قلق

-       حبيبي وينك ؟

-       والله انا مستعجل شوي .. بحكي معك متأخر

-       بس ...

قاطع كلامها واقفل خط التليفون , وما كان بيدها إلا البكاء

ثم البكاء ثم الندم !

في قصة "الاميرة النائمة " اتذكر سِحر الساحرة الشريرة الذي اغرق الاميرة في نوم مؤبد , فكانت قُبلة أميرها

معجزة توقظها بعد دهر ..

وأما في قصتكِ يا صغيرة , فقُبلة اميركِ المسمومة , حكمت عليكِ بالتخدير العاطفيّ , في غيبوبة دهرِ

ولكي تستيقظي يجب ان تسحركِ ساحرة شريرة من جديد وتدسّ السّم في احساس بليد , ولكن هذا السّم لن تتذوقيه أنتِ

بل سيكونُ طُعمًا لحوتٍ واحد ووحيد , جعل منكِ انثى من حديد ..

كان الطقسُ مشمسا في يوم الخميس , فقررتْ ان تخرج للتنزه قليلا ثم دخلت الى متجر ادوات بناء ..

- مرحبا سيدي ..

-اهلا وسهلا

- بدي اسالك سؤال شوي غريب وخذني على قد عقلي

- تفضلي حضرتك

- ما هو الاكثر حِدة هنا ؟

- كيف ؟

- جاوبني وما عليك !

- خنجر صيني وصلني جديد .. حاد جدا

- كم ثمنه ؟

- 15 $ .