X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

القيم الاسلامية- بقلم عمر ابوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 21/05/2014 - 12:49

 

كما خلق الله الانسان في احسن تقويم , وصوره على اكمل صورة ابدعتها قدرة الخلاق العليم, وكلفه بالخلافة
عنه في عمارة الكون العظيم وشرفه بالخطاب في كتابه الحكيم ووعده بالخلود في دار النعيم اذا استجاب لفطرته التي فطره الله عليها , من لسان يشهد بتوحيده , وقلب يؤمن بألوهيته , وجوارح تتحرك في طاعته.

فكما اراد الله تعالى للإنسان هذا الخلق السوي , لم يرض له كذلك الا الخلق الطيب الذي يواكب رحلته الدنيوية الى مستقرة في دار الخلود .

لو شاء الله تعالى ان يترك هذا الانسان لعقله واستهدى كل انسان عقله بحكمة وتبصر دون ميل الى هوى النفس ونزعات الحس لمال بفطرته الى احسن الاخلاق وفطرته المستقيمة.

ولكنه تبارك وتعالى اعان هذا العقل بالشرائع الهادية متضمنة اشرف الاخلاق واحكم المناهج التي تجمع بين العبادات طريقا الى مرضاة الله واحسن العادات وسيلة لطيب العيش في هذه الحياة .

ولقد اجمعت كل الشرائع على ضرورة تزكية النفس بمحامد الاخلاق واعتبار ذلك متمما لعقيدة التوحيد ولزم والتزم كل الانبياء عليهم السلام بهذا المنهج الالهي الرشيد حتى جاء خاتم الانبياء صلوات الله وسلامه عليه بشريعته الخالدة وقد ضمت شتات محاسن الاخلاق في كل شرع سبق ثم اكملها الله بما ليس بعده كمال فكانت جامعه لغيرها مانعه من تبديلها وتحريفها , وكانت القيم الاسلامية في قمة ما شرع الله وما اقره العقل واستقرت عليه عمارة هذه الحياة , فيم سلمت من الشوائب ومنعت من النقص وتصدرت كل ما شرع الله تعالى للسابقين من الصالحين حتى تليق بالعقول بعد نضجها والافهام بعد اكتمالها والتزام الامة الاسلامية قيما وتعليما فهي خير الامم واخر الاجيال لتتناسب مع رسالتها القيادية لإسعاد البشرية وهداية العالمين.

ان القيم الاسلامية هي اساس ولبنات هذا الدين الحنيف عليها يقام صرحه ويتسع ظله وترسخ دعائمه وهي كذلك تاجه وحليته بها يزدان بناؤه ويجمل منظره وتطيب فيه الحياة وهي كذلك شذاه العطر وريحه العبق تأنس به النفوس وتهفو اليه الخواطر وتركن الارواح.

وما انفصلت القيم الاسلامية عن احكام الاسلام التشريعية كانت او لتنظيم العادات والمعاملات بين ابنائه او مع غيرهم ممن اغلقوا عن رؤية قلوبهم فلم يتداركوا حقيقته ولم يبصروا نوره الوهاج فعشيت ابصارهم وغفلت حياتهم ومع ذلك لم تغفل هذه القيم الفاضلة حقهم في الحياة دون تفرقة بين مسلم وغيره مما كان له من تأثير فعال في توجيه الفطر لإعادة التبصر في دعوة الاسلام وما تحويه من رعاية رحيمة ضمت تحت ظلها جميع بني الانسان فانخلع الكثيرون من ربقة التقليد وحكموا العقل الرشيد فيما حولهم من باهر الآيات واستجابوا لدين الفطرة وساروا في موكب العقلاء الموحدين المؤمنين برب العالمين.

والمرأة ,, كمثال لما اقرت القيم الاسلامية في قمة ما شرع الله في كتابه وسنة نبيه وهناك من يحسب باننا جلبنا او استوردنا هذه الامور الخاصة بالمرأة من ذاك الرقي والتطور عند الغرب , ولكننا في الواقع اخذنا منهم وقلدناهم بالفكر والقيم الزائفة والنظرة الباطلة عن المرأة فهي عندهم ترمز الى المتعة والجمال الجسدي بينما لو طبقنا او تعاملنا بموضوع المرأة كما شرحته شريعتنا السمحاء وقيمنا الاسلامية اخذين بالحسبان التطور التكنولوجي المعاصر لكانت مكانة المرأة ارقى بكثير مما هي عليه اليوم فهي ركيزة المجتمع وهي اساس متين للمجتمع , والقيم الاسلامية هي الرائدة بل الاولى في اعطاء المرأة حقوقها واعترافها بأهميتها ودورها في جعل المجتمع رائدا نيرا او في ظلمات وسراديب الجهل , وفي زمن تشريع تلك القيم للمرأة في زمن النبوة كان الغرب لا يحترمها ولا يعطيها حقوقها بل كانت مجرد اداة للمتعة ومدبرة للمنزل وانجاب الاولاد لا قيمة لها تذكر ولا ثمن يعرف , انها الجوهرة المكنونة بدونها ليس هناك مجتمع صالح وفي القران احدى السور الكبيرة باسمهن-النساء – وسورة اخرى باسم الطاهرة احدى سيدات الجنة الاربع-مريم- وحتى عند اليونانيون الذين كانوا اصحاب تاج الفلسفة لوفرة ثقافتهم وعلومهم آنذاك فقد كان مركز المرأة لا يرتفع اكثر من كونها خادمة او على احسن تقدير مديرة منزل وكانوا يسكنون الزوجات في حجرات تقل فيها النوافذ وينعدم خروج الزوجة الى السوق او المحافل.


بينما القيم الاسلامية كفلت للمرأة حقها وحريتها وعفافها واحترامها بين طوائف المجتمع المسلم , بل واعطاها مكانة لم ولن تكون للمرأة في أي دين من الاديان الخرى فأعطاها حق العمل والفكر والشورى وتقلد المناصب والتمريض في الحروب .

لقد استجابت النفوس الزكية لما قرره نبي الاسلام في التشويق لهذه القيم والدعوة اليها مما تضمنه كتاب الله الحكيم او بينته السنة المطهرة من قول سديد وخلق رشيد يتفق وفطرة الانسان القويمة .

لقد اجمل الله تعالى في نصف اية من كتابه العزيز فضائل الاخلاق التي تقود البشرية الى الطريق الاصوب والتي لو سرت في أي مجتمع لساده الود وغشيته الرحمة وعمه الاخاء (( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى)) كما اجمل المساوئ التي تفسد نظام المجتمع وتفرق وحدته في نصفها الثاني((وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)) وفي هذا البيان زاد لكل معتبر.

ومن رحمة الله تعالى ان المتتبع لما دعا اليه الاسلام وما شرعه من احكام يجد تفصيلا لبعض المجمل من امهات الفضائل وقضايا الاخلاق ليكون الناس على بينة مما شرع الله تعالى ولئلا يكون لاحد حجة بعد ما اجمل الاسلام وفصل (( كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) صدق الله العظيم 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
جميل جدا دوما ننحفنا بما هو درر الكلام والبيان
محمود بدير - 24/05/2014