X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      21/11/2024 |    (توقيت القدس)

الحب والشهوة بقلم / إيمى الأشقر

من : قسماوي نت
نشر : 26/05/2014 - 09:46
الحب والشهوة
 
بقلم / إيمى الأشقر
 
مقدمة :
 
عادةً يخلط الناس بين الأحاسيس والمشاعر بعضها البعض ويختلط عليهم الأمر مما تجعل الحيرة والدهشة تسقطهم فى بئر من الحيرة والعذاب , مثل الخلط ما بين الحب والشهوة , ولعل من اكثر الحالات انتشارا فى الخلط بين الحب والشهوة مايلى :
 
الحب كإحساس والحب كوسيلة
عندما تتم خطبة اثنين بعد اللقاء المصطنع الاول فى اطاره العائلى الضيق محدود الافق نجد الرجل يبدأ فى اسماع الفتاه حلو الكلمات والغزل والتعامل معها برقه وليونه والفتاه تحاول ان تظهر بكل مظاهرالجمال والاناقه لتنال اعجابه وتثير رغباته حتى يتعجل إتمام الزواج بأقصى سرعه وبالفعل يصبح الرجل يتمنى اتمام الزواج فى اسرع وقت ممكن وبعد الزواج بأيام نجد الزوجه تقف حائرة امام زوجها بسبب تصرفاته التى اصبحت مجردة من الحب كما ترى بنظرتها هى وتسأل نفسها ..اين ذهب الحب الذى كان موجود بقلبه فى فترة الخطوبه ؟ اى حب تقصدين ؟؟؟ عندما تعامل معكِ برقه واغرقكِ فى بحر من حلو الكلمات كان فقط يحاول تهيئتك حتى تصبحى لينه مستسلمه له فى ليلة الزفاف حتى لاتكونى عصيه عليه وتكونى سهله فى يده اما رغبته الملحه فى اتمام الزواج والتى تحولت الى برود وعدم اهتمام بكِ بعد الزواج بايام هى كانت فقط مجرد رغبه فى ممارسة العلاقه التى يتمنى ان يمارسها اى رجل مع امرأة ولان مصدر إشباع احتياجاته قد وجد اذن الحاجه اليه اصبحت ملحه , وبالتالى لم يكن هناك حب من الاساس حتى يزول بعد ايام وخاصه الايام التى اشبع فيها احتياجاته واضفىء فيها نارشهوته الملتهبه , ولكن عليكِ ان تسألى نفسك سؤال اخر وهو اكثر صحه من السؤال الاول وهو .. من اين اتى الحب وهو شخص غريب عنى لم يرانى الا عدة مرات وفى اضيق الحدود ؟ اى حب هذا الذى يولد فى ايام خاليه من اى موقف يظهر حقيقتى التى ربما تكون سبب فى وجود الحب فى قلبه من عدمه ؟ والاجابه هى انكِ اختلط عليكِ الامر وخلطى بين الحب الحقيقى والايحاء بالحب وبين الرغبه فى مصدراشباع الرغبه وبين رغبة الحبيب فى العيش بالقرب من حبيبته والإختلاء بها بعيدا عن الناس .
 
الحب والإعجاب :
اسمعها كثيرا تلك العبارة السطحيه الساذجه .. " الحب من النظرة الاولى " أى منطق يقول ان شىء عظيم قوى له سلطانه وجبروته على اصحابه يحتل كيانهم ويقود حياتهم ويخطط لمستقبلهم وحياتهم يولد فى نظرة ؟! لا ابدا لم يكن حبا ربما يكون إعجاب وإعجاب بشىء سطحى ابعد ما يكون عن عمق الانسان او حقيقتة ربما يكون إعجاب بملامح جميلة او إعجاب بقوام ممشوق ملفت او إعجاب بخفة ظل او حضور وذكاء إجتماعى ... اى هو مجرد احساس ما لكن لايمكن ان يكون حب اذن هنا تم الخلط من قبيل السطحين الساذجين بين الإعجاب والحب .
 
 
 
الحب ونظرة الرغبة :
عندما ترى انثى فى عين رجل نظرة توحى بالرغبه فيها تتملكها السعادة وتفرح بهذه النظرة فرحا شديدا وكأنها اصبحت ملكة متوجه على عرش مملكه قوية ولكن لماذا كل هذا الفرح ؟ انها تعتقد ان معنى هذه النظرة التى تسيطر عليها الرغبه ان هذا الرجل يحبها وكلما كانت النظرة الرغبه بها قويه كلما كان حبه لها اقوى , وطبعا هذه وجهة نظر خاطئه تماما لان هذه النظرة المليئه بالرغبه تحتل عين اى رجل عندما يرى انثى مثيره او ملفته وليس معقول ان كل رجل ينظر نظرة بها رغبة لانثى يكون يحبها بل هى مجرد نظرة توحى بالشهوة , الشهوة من ذكر لجسد انثى مثير للرغبه , اذن ان الناس تخلط ما بين الشهوة وهى احساس عارض وليس دائم بل يحضر فى الجسد فى لحظه ويختفى فى اكثر الاحيان وبين الحب الذى لايتأثر بالزمان او بالمكان لان مكانه القلب الذى يسكن بين الضلوع وهو احساس روحانى وليس جسدى .
 
الشهوة والحب :
هناك سؤال يشغل بال سيدة متزوجة دائما على خلافات مستمرة مع زوجها التى تكرهه بشدة وهو ايضا يبادلها نفس الشعور بالاضافه الى الاشمئزاز والنفور وعدم الرغبه فى الاستمرار معها بدليل انه قرر واتخذ خطوات تجاة الزواج من اخرى وهو .. طالما انه يكرهنى لماذا دائما يطلبنى لمعاشرته ولممارسة العلاقة الحميمه معه ؟ ورغم انها تكرهه الا ان رغبته فى ممارسة العلاقه معها يرضى غرورها ويجعلها فى قرار نفسها تشعر بالقوة وضعفه امامها , ولكن ماهى الاجابه على السؤال الذى يحيرها ؟ ولماذا تشعر بإرضاء الغرور والقوة عند رغبته فيها ؟ اولا : طالما انه يكرهها وفى نفس الوقت يطلبها لمعاشرته يوميا فهذا يعنى انها بالنسبة له مجرد مصدر لإشباع احتياجاته اى مجرد إناء يفرع فيه رغبته فقط فلا يوجد امامه مصدر لإشباع إحتياجاته سوا هى "زوجته" رغم الكرهه ولكن هنا رغبته فى جسد فقط لا فى انثى يعشقها اذن ان رغبته فيها ليست حب ولا ضعف امامها بل هى رغبه فى تفريغ طاقه من الشهوة بداخله تحتاج الى جسد ليساعده على تفريغها والارتياح منها بخروجها من جسدة , اما بالنسبة لها وسر شعورها بإرضاء الغرور والقوة عندما يطلبها لمعاشرته وإلحاحه عليها , فهى تخلط هنا ما بين شهوته الذكوريه العاديه وبين ضعفه امامها فهى تعتقد ان هذه الشهوه ليست سوا رغبه فيها هى , اذن نستنتج ان الشهوة الذكورية ليست بالضرورة ترتبط بالحب بل عادة ترتبط بإحتياج الذكرالى انثى ليس اكثر من ذلك .
 
 
الحب والرغبة فى الإمتلاك :
كثيرا مانجد رجل يسعى بكل الطرق لإمتلاك انثى بعينها رغم انه يعلم جيدا انه لايستحقها , لن يصنع لها كل مقومات السعادة او على الاقل الحياة الكريمة , ستعيش معه فى وضع يأخذها الى سابع ارض ,والانثى نجدها تسعد كثيرا بهذه الرغبه فى الامتلاك لانها تعقتد ان الرغبة فى الامتلاك جاءت من رحم الحب ! يحضرنى قصة فتاة تعيش فى المدينه الكبيرة كانت لها زميل فى الجامعه من الريف دائما ينظر لها ويتابعا بنظراته وكانت لاتقبله ابدا ودائما تصده ولانها كانت تحب زميل اخر وهو يبادلها نفس الحب ولكن فى النهايه وبعد سنوات من التخرج الظروف فرقت بينهم وطوال هذه السنوات زميلها الريفى الذى لاتقبله ابدا يتابعها ويتابع اخبارها حتى علم ان الظروف فرقت بينها وبين حبيبها قرر التقدم لخطبتها رغم انه يعلم انها تحب اخر , رغم انه يعيش فى الريف وهى فى المدينه حياتها مرفهه ومدللة من والديها يعلم جيدا ان حياتها معه ستكون فوق طاقتها وليس بها اى شىء من الراحة او حتى الاستقرار , تقدم لخطبتها فاعتقدت انه طالما طوال تلك السنوات يتابعها وينتظر اللحظه الحاسمه ليتقدم لها اذن فهو يحبها ويرغب فيها بقوة وبالفعل تم الزواج وبعد ليلة الدخله وفى الصباح فؤجئت بوالدته واسرته تاركين شقتهم فى الطابق الارضى واغلقوها تماما وانتقلوا ليعيشوا معها هى وزوجها فى شقتهم ومن اول ليلة فى حياتهم الزوجيه ! هى صدمت اما هو فكان الامر بالنسبة له عادى جدا لانه ترتيب مسبق مع والدته واسرته ومنذ ان تزوجها وامتلكها فى قبضة يده وعصمته وضعها خادمة تحت قدم والدته واسرته باكملها , والسؤال هنا .. هل من يخطط على انسانه ليمتلكها ويغمض عينيها عن حقيقة حياتها معه ثم يجعلها تعيش حياة بائسة مقامها مقام خادمة يكون فى قلبه حب ؟ او فى قلبه رغبه حيوانيه فى امتلاك شىء لم يكن يحلم بامتلاكه لان المسافه بينهم بعيدا جدا ؟ والاجابه .. بالطبع لا .. الذى كان يسيطر عليه هو الرغبه فى الامتلاك , لكن اذا كان يحبها فعلا كان تركها وشأنها لتعيش سعيده لم يغشها ويخدعها ويضعها امام امر واقع بمثابة اسوء واحقر الاوضاع .
 
 
الحب والإستعباد :
ان معظم الرجال يتعاملون مع نسائهم بمنطق الإستعباد اى بمنطق السيد وجاريته , وتعتقد المرأة وهما ان استعباد الرجل لها من منطلق الحب فلو لم يكن يحبها لم يقيدها بعبوديته طوال الوقت وهذه السذاجه والسطيحه تذكرنى بقصة رجل من اشباه الرجال كان دائما يقول لخطيبته انا بحبك حب عبادة ويصف حبه لها وكأنه حب اسطورى خارق للعادة وكان اذا اتصل على خطيبته على تليفونها الجوال ووجده مغلق ثار وبشدة ويعاقبها وكأنها فعلت شىء يستحق ان تهان عليه وكأنها ليست حرة تغلقه وقتما تشاء وعلى حسب ظروف عملها واوقات راحتها , واذا اتصل عليها ووجدها نائمه لانها عادت من عملها متعبه مرهقه يثور ايضا ويهينها وبشدة ويظل يؤنب فى ضميرها لانها كانت نائمه وكأنها ليست إنسانه من حقها ان تنال قسط من الراحة وكأنها المفروض عليها ان تظل مستيقظه طوال الوقت حتى اذا اراد سماع صوتها لايمنعه شىء وكأنها ملكيه خاصه ! , ثم طلب منها ان تترك عملها رغم موافقته على عملها قبل الخطوبه وعدم رفضة لعمل المرأة بصفه عامه معللا ذلك , انه يعود من العمل فى حاجه الى ان يحكى كل ماحدث ويحكى عن الاشياء التى سببت له الضيق فإذا كانت تعمل لن تستطيع الانصات له لانها هى ايضا ستكون عائدة من عملها مرهقه اذن تترك هى عملها لتتفرغ له وخاصه وقت عودته من العمل ! , اى منطق هذا يجعل الرجل يتحكم فى الانسانه التى ارتبط بها تحكم السيد فى العبد ؟ ايكون من شدة حبه لها ؟؟؟ لا اعتقد لان الحب احترام وتقدير ورغبة فى رؤية الحبيب هادىء مرتاح , لكن هذا الشىء الذى كان يطلق على نفسه رجل كان اهم شىء عنده ان يستمتع بها وبصوتها فى اى لحظه وقتما يشاء وحتى ان كان على حساب راحتها وهدوء اعصابها وشعورها بالرضا , اذن لاعلاقة بين الحب والاستعباد بل الحب علاقة حرة تسمو فى سماء صافيه نقيه لاتعرف الانانيه والاستعباد والتعدى على الحريات بل الذى يحب يحب ان يرى حبيبته سعيده هادئه وليس انسانه لاقيمة لها .
 
الحب والأنانية :
أجد الأنانية من الحبيب تجاة حبيبته كثيرة جدا بل تحتل مساحة كبيرة من قصص الحب والغرام واجد ايضا الخلط بين الحب والانانية شائعه ومنتشرة فى أذهان الحبيبات "الفتيات" ولعل قصة الفتاة التى احبت بكل كيانها شاب لم يكمل دراسته ليس لاى ظروف بل لانه لايميل الى الدراسة ولايحتاج الى الوظيفه والتى تركت دراستها الجامعية رغم تفوقها تلبية لطلبه اجدها قصة تمثل الانانيه بكل المقاييس واجد سذاجة الفتاه وسطحيتها متجليه طوال الاحداث , وسألتها لماذا طلب منكِ ان تتركِ دراستك الجامعيه ؟ قالت وهى فخورة به .. لانه يغار على وبشدة من زملائى الشباب ! اهى غيرة ؟ ام احساس بالنقص من ناحيتها لانها هى ستكون صاحبة شهادة عاليه وهو لم يحصل الا على الاعدادية ؟؟ لو كان يحبها حقا لتركها تصنع لنفسها مستقبل حتى اذا تدهورت الدنيا فى اى حاول من الاحوال وتوفى مثلا او لم يسعد معها واضطر الى الطلاق او اصبح مفلس ليس لديه مال ينفق عليها وعلى الاسرة لاتحتاج الى احد ولا تمد يدها لاى انسان مهما كان , لو كان يفكر فى مستقبلها ويريد ان تصبح لها قيمة وكيان لكنت اقول انه يحبها حقا , لكن الذى يحب لايساعد او يطلب من حبيبته ان تفسد حياتها او تضيع مستقبلها هباء لايحب ان يرى حبيبته لاقيمة لها ولاكيان معللا ذلك بانها غيرة , اى غيرة يا رجل التى تجعلك تصنع من انسانه احبتك بكل كيانها لاشىء وبلامستقبل لو كنت تحبها لكنت تحملت الغيره اذا كانت فعلا هى السبب حتى تكمل دراستها ويصبح معها شهادة تكون سلاح لها تدافع به عن نفسها من غدر الزمان ,وبعد الزواج جعلها خادمة تحت اقدام والدته معللا ان والدته اهم انسانه عنده فى الدنيا فما المانع ان تخدمها رغم انها بصحه حيده ولاتحتاج لمن يخدمها ! .
 
الخلاصة :
إن الحب كائن روحانى يتسلل الى الوجدان فيحتله بكل قوته فيعيش فى القلب والعقل والروح وتمتزج الاحاسيس بكيان الانسان فلا يقوى على ان يعيش بلا حبه او بعيدا عن حبيبه وان قدر الزمان البعد فلا يعترف الحب بالمسافات ويحيا فى عالم روحانى قائم بذاته لايفهمه البشر ولايدركه اى انسان سوا الحبيبان فقط
 
أما الشهوة فهى شىء أخر يبعد كل البعد عن الحب فلا هناك علاقة تربط بينهم ابدا فالشهوة علاقة بين أجساد وليست بين أرواح او قلوب بدليل ان هناك الملايين من الازواج الشهوة بينهم قائمه بشكل منتظم لاينقطع ابدا رغم انعدام الحب بينهم
 
ان الحب ليس مجرد اعجاب او رغبة طارئه , ليس الرغبه الملحه فى الامتلاك او إشباع الرغبه او السيطره والتسلط بصرف النظر عن ان كان هذا الامتلاك سيكون سبب لسعادة الطرف الاخر ام لا
 
الحب لايعرف ابدا منطق الغش والخداع , لايعرف منطق الرسم والتخطيط المسبق بهدف تطبيق سياسة الأمر الواقع وسلب الحريات والإفتراء من الأقوى على الاضعف انه لايكن حب ابدا لكن ربما نقول انه سطو مسلح او سرقة بالإكراه , فهى احبتك على اعتقاد انها ستجد معك السعاده لامن اجل تجد معك كل ما ترفضه وتكرهه ولايتماشى مع شخصها وفلسفتها
 
إن الحب الحقيقى هو ان الحبيب عندما يسقط فى قاع التيه بين جوانب نفسه وتطلعاتها وتضيق على انفاسه قضبان الدنيا التى تشبه دوامه بإتساع وعمق الدنيا بأسرها وفى لحظة تحرر من هذا التيه يجد نفسه بين نفسه بين احضان الحبيب حيث الامان والحرية وفى وسط الاذدحام والتيه يجد ان الحقيقة هى حبه لهذا الانسان
 
الانانيه فى التفكير لا تمثل حبا ابدا بل شيئا فجا مغلفا بغلاف الحب الشديد , فالذى يحب انسان يتمنى له السعاده لا يحطم مستقبله لا يفقده انسانيته لايتعامل معه بمنطق الاستعباد ويسعد برؤيته خاضع لقوانينه الاستبداديه الحيواينه او يسعد عندما يراه فقد كل مظاهر الجمال وبهت رونقه حتى لايصبح شىء له قيمه تلتفت له انظارالناس من حوله ان هذا ابدا لم يكن حب انه مجرد رغبه حيوانيه تستتر خلف ستارالحب لتكن اكثر جمالا فى عيون الاخرين , اذن فإن ما يعرفه الناس عن الحب هو مجرد اشياء تشبه الحب لكن ليس لها علاقة به .
 
إيمى الأشقر  
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل