قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن الحكومة الإسرائيلية ستضع عصر اليوم الثلاثاء حجر الأساس لبناء كنيس "جوهرة إسرائيل"- "تفئيرت يسرائيل" في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، على بعد 200 متر غرب المسجد الأقصى.
وأوضحت المؤسسة في بيان أن ذلك سيتم مراسم احتفالية، يشارك فيها عدد من قيادات الاحتلال السياسية والدينية، وفي مقدمتهم رئيس بلدية الاحتلال في القدس "نير براكات"، ووزير الاستيطان والإسكان "أوري أريئيل"، ونائب وزير الأديان "إيلي بن دهان".
ونقلت عن مصادر صحفية إسرائيلية قولها إن الحكومة الإسرائيلية ستموّل بناء الكنيس بشكل كامل بمبلغ 50 مليون شيقل، وستقرّ هذه الميزانية الاستثنائية، خلال جلسة خاصة تعقدها غدًا الأربعاء بمناسبة ما يطلق عليه الاحتلال "يوم يروشالايم- ذكرى توحيد شطري القدس".
وكشفت المؤسسة " بالصور والخرائط والوثائق تفاصيل هذا المشروع التهويدي الضخم الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى زرع بنايات تهويدية عالية في محيط الأقصى والبلدة القديمة في محاولات للإيحاء بوجود تاريخ عبري موهوم.
وبينت أن هذا يأتي في محاولة لتهويد الحيز الفضائي بالقدس، ومحاولة التشويش على المنظر العام الذي يبرز بشكل متفرد المسجد الأقصى عمومًا، وقبة الصخرة خصوصًا، وكذلك استقطاب ملايين الزوار الإسرائيليين والسائحين الأجانب، لتمرير الرواية التلمودية الباطلة.
وأشارت إلى أن أحد القائمين على بناء الكنيس قال إنه يحقق في المصادقة على بناء كنيس "جوهرة إسرائيل" حلمًا آخر، كان صعب المنال بعد أن حقق بناء "كنيس الخراب" عام 2010 على حد قوله-.
وبحسب الخراط والوثائق والبروتوكولات والصور التي حصلت واطلعت عليها "مؤسسة الأقصى" فإن موقع الكنيس المُزمع بنايته يقع في قلب القدس القديمة، وتحديدًا في حارة الشرف المقدسية، والتي احتلها الاحتلال عام 1967 وصادر أرضها وهدم معظم بيوتها، واستبدلها بحي سكني استيطاني وأطلق عليه اسم " الحي اليهودي".
وذكرت أن الكنيس سيبنى على موقع هو في الأصل وقف إسلامي يتضمن مصلى إسلامي تاريخي، لكن الاحتلال يدعي أنه صادق مؤخرًا على مخطط لترميم وإعادة تأهيل كنيس "تفئيرت يسرائيل"، كان قد بني في السابق في هذا الموقع.
وأضافت المؤسسة أن مساحة القطعة المخصصة للبناء ستصل إلى 378 مترًا مربعًا، 275 مترًا لبناء الكنيس و103 أمتار كمساحة وحديقة عامة تعتبر جزء من المدخل الرئيس للكنيس.
أما المساحة البنائية الإجمالية فتصل إلى 1400 متر مربع، أي استغلال 510% للمساحة البنائية، وهو أمر استثنائي غير معمول به تقريبًا، وسيتكوّن البناء من ستة طوابق، أربعة طوابق من المدخل الرئيس ( من مستوى الشارع السفلي، وأما من مستوى الشارع العلوي فسيكون ثلاثة طوابق، وطابقين أسفل المدخل الرئيس.
وأفادت أنه سيكون ارتفاعه 23 مترًا عن المدخل الرئيس، كما سيعلو الكنيس قبة ضخمة، وسيتكون البناء من كنيس ضخم، وقاعات عرض للمكتشفات الأثرية (يدعي الاحتلال أنه وجد أثارًا من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين)، وحمامات ومغتسلات دينية، وقاعات عرض وتعليم للتراث والتاريخ اليهودي، ومكتبة، ومطلات زجاجية في الطابق العلوي.
وأشارت إلى أنها زارت مؤخرًا موقع المخطط المذكور، حيث تقوم ما يسمى بـ"سلطة الآثار الإسرائيلية" بعمليات حفريات واسعة، لم تستكمل بعد، علمًا أن حفريات واستكمالها تعتبر جزءً من تهيئة الموقع للبناء، لافتة إلى أن الاحتلال نصب لافتة كبيرة تتضمن تفاصيل مدعاة عن تاريخ الكنيس.
وقالت إن الاطلاع على مواقيت وأزمنة رسم المخطط والجلسات المتسارعة للمصادقة عليها، في دواليب مؤسسات الاحتلال من لجان التخطيط والبناء، يشير إلى أن الاحتلال يسارع الزمن لتنفيذ مخططات استيطانية تهويدية، وفرض وقائع توراتية ورموز تلمودية لطمس الآثار الإسلامية في محيط الأقصى، واستعمال أساليب تزييف التاريخ والحضارة والمعالم، كجزء من محاولة تمرير الرواية التلمودية.
ولفتت إلى أن هذا المخطط الذي تقوم عليه ما يسمى بـ"الشركة لترميم وتطوير الحي اليهودي"، وتدعمه بلدية الاحتلال والحكومة الإسرائيلية، هو جزء من المخطط الشامل لتهويد القدس واستهداف الأقصى بمخططات الاقتحام والتدنيس شبه اليومي.
وأوضحت أنه يندرج أيضًا ضمن مخططات تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، واستحداث أبنية لتكوّن مرافق الهيكل المزعوم، في طمع أصبح واضحًا لدى الاحتلال، وهو بناء الهيكل المزعوم على حساب الأقصى.
يذكر أن كنيس "جوهرة إسرائيل" هو الكنيس الثالث من نوعه الذي يبنى خلال السنوات الأخيرة، وقد سبقه "كنيس الخراب"، وهو ليس بعيدًا عن الكنيس المذكور، وكذلك كنيس "خيمة اسحاق" في شارع الواد
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب