امرأة حسـناء ؛ كلـّمتني من غير خجل ولا اســتحياء ؛ عن الـدّورة الشـَّهرية عند الفتيات والنـّساء !!؟؟
بقلم : عبدالله شيخ الشباب
بعد انتهائي من محاضراتي الجامعيـّة ذات مسـاء ؛ ركِبـْتُ حافلة لتوصلني البيت قبل حلول موعد صلاة العشـاء ، وفي طريقنا عبر الصـّحراء ؛ صعدت وجلست الى جانبي امرأة طـويلة شقراء حسـناء ؛ لها عيون زرقـاء ؛ تجعلك للوهلة الأولى تعتقد أنها قادمة من الفضــاء .
وبعد أن جلـَسـَتْ بكل هدوء واسترخاء ؛ نظرتْ اليَّ وابتسـمت ابتسـامة كانت كلـّها فتنـة واغـراء ؛ كشـفـَتْ لي فيها عن جمال أسنانها البيضاء، وعرّفتني على نفسها بأن اسمها صـفاء ، وأنها تعمل مهندسة بناء ، وأنها مختصـّة في مجـال التـّعمير والإنشـاء ، وأن طبيعة عملها تقتضي منها أن تقوم بالـلـّف والدّوران على مختلف الأحـياء ، وتجـميع الآراء ، وعمل التـّـقـيـيم حـول مستوى الأداء !!؟؟
ثم بادرتني بسؤالٍ غريبٍ لم يكن في طرحه أيـّة علاقة مع هندســة البناء : هل أنت خاطبٌ ياعبدالله أو مرتبط ٌ بإحدى النـّســاء ؟؟!! فقلت لها : إني مازلت عازباً ياصفاء حتى هذا المسـاء ، وليس لديَّ وقت للتفكير بالنـّسـاء .
ثم طرحت أسـئلة أخرى كثيرة كانت كلـها خارجة عن نطاق تقييم الأداء ؛ طــارت جميعها عالياً في الهــواء !!؟؟ لأنها كانت في رأيي غـبـــاء في غـبـــاء ، ولم يكن لها أيـّة صـلة بفـن العمـارة والإنشــاء .
الأمرالذي جـعلني أجـزم حينها بأن هذه المرأة الحسناء؛ قـد تكون امـرأة مجــنونة أو حمقاء ، أوأنها ربـّما تكون قد نسـيت عقلها في أحد مواقع البناء ، أو أنها ربـّما تكون تعاني في تجاويف عقلها من أخـطــر داء ، ولم تجد لنفســها لحد الآن أي دواء !!؟؟
وخاصة لأنها ركـّزت كثيراً على ســؤال رأيتُ فيه نوعاً غريباً من الغباء ؛ كرّرته على مسامعي عدة مرات في تلك الأثناء ، وطلبت منـّي أن أجيب عليه في الحال بدون خجل ولا استحياء : ماذا تعرف ياعبدالله عن آلام الـدّورة الشـَّـهرية الخاصة بالفتيات والنـّسـاء ؟؟!! .
فأجبتها بهدوء تام بعد اصـغـاء : بأنه ليس عندي اهتمام في مثل هذه الأشــياء!! فشـعـَرْتُ أنها اســتغربـَت منـّي هذا الإدّعـاء ، واعتقدَتْ أنني أنظــرالى أسـئلتها بسـُخـْرية واستهزاء ، ثم قامت وأطـلـّت من نـافذة مكسـورة كان فيها اعوجاج وانحناء ، ورفعت عينيها من خلالها الى السـّمـاء ، ثم تكلـّمت بصـوت عالٍ لعلع في الأجواء ؛ سـمعها كل الموجودين حولي من غـرباء وزملاء وأصدقاء ، وبادرت بالشـَّرح والتوضيح عن الدّورة الشهرية منذ لحظة بدايتها وحتى الإنتهاء ، وتصرّفتْ وكأنـّها تـُعـْطي محاضرة طبيـّة في أمراض النـِّسـاء .
الأمرالذي جعلني أتضايق منها وأسـتاء !!؟؟ لأنها كانت تتكلم بأمور حسـّاسـة جداً خاصة بالنـّـسـاء ؛ وتقوم بذكر أدقِّ التفاصيل بكل جـرأة ووقـاحــة ، ومن غير خجـل ولا أدب ولا حـيــــاء .
وبقي لسانها يلعلع على هذا الحال بدون توقف ولا انقطاع ، ومن غير أن تشرب قطرة مـاء ؛ حتى اقترب موعد أذان العشــاء؛ وحينها أشـعرتها أننا قد أوشكنا على الوصول الى نهاية الـرّحلة في ذلك اللـِّـقاء ؛ فقالت لي بعد أن رسـمت على شـفتيها ابتســـامة شـبه بلهـاء :
إن أفضل طريقة لكي تمر الدَّورة الشـَّهرية بسلام على جميع بنات حـوّاء ؛ وحتى لاتقوم الواحدة منهن بالصـُّراخ والعويل والبـُكاء ، وحتى لايواجهن مشكلة عند حدوث الإنقباضات والتقلصات ونزول الدّمـاء .
فإنه يجب عليهنّ أن يـُداومن على ممارسـة بعض التـمارين الرياضيـّة في الصـّباح والمساء ، وأن يـُكثرن من جلوس القرفصاء ، وأن يتعوّدن على طريقة خاصة بدخول بيت الخلاء ؛ لكي يتخلـّصن بانتظام من جميع فضلات الغذاء التي تنحشر تباعاً في المصارين والأمعـاء ، ولكي يـُحـرّرن القـولـون المـُصـاب بالضغط والإلتواء ؛من كل الرياح والغازات والفـســاء .
وتابعتْ القول بأنه يجب عليهن أيضاً ألا يقمن بالظهورأمام الغرباء أشباه عاريات وهنّ كاشفات عن الصـُّدور والأفخاذ والأثـداء !!؟؟ وذلك حتى لايـُصبن بلفحة هـواء ، وألا يحشـرْن أجهزتهن التناســليـّة المضغوطة بالفيزون والجينز وذلك منعاً لـزيادة حدة الإعياء ، وألا يتعودن على لباس الألبسة الضـّيقة التي أصبحت " موضـة " هذه الأيام عند معظم بنات آدم وحواء ، وأن يحذرن كل الحذر من تقلبات الطـّقس والجوّ في الصّيف والرّبيع والخريف والشـّـتاء ؛ حتى لايصبحن من الدائمات على مراجعة الصيدليّات وعيادات الأطـبـّـاء.
وقبل أن أنزل من باب الحافلة الذي أكله الصدأ وأصابه الإهتراء ؛ وعـدْتها بأن أخبر جميع الفتيات والنـِّساء بدون اسـتثناء ؛ بمقال خاص ؛ أكتب فيه عن كل ما جاء على لسانها من معلومات هامة وأشـياء .
ثم نصحتها نصيحة خالصة لوجه الله رب السـّماء ؛ بأن تهتم بعملها إن أرادت الإسـتمرار فيه والبقاء ، وأن تركّـزعلى الأمور المتعلقـّة فقط بهندسة البناء .
كما أكـّدْت عليها بضـرورة أن تقـوم بفحص ( فيوزات وأسلاك وبراغي وبواجي ) عقلها الذي أعتقد انه مـُصاب بالـدّاء ، ولكي تطمئن فيه عن مستوى مايقوم به من حـُسـْـن تفكير وخير أداء !!؟؟ لأن هذه الأجزاء الخاصـة في تركيب الدماغ ؛ غالباً ما تتعرض مع مرور الوقت والزمن ؛ الى العطب والتـّـلف والإرتخاء .
وفي نهاية اللقاء ؛ حـذرتـُـها من مغـبـَّة الإفصاح عن مثل هذه المعلومات في الحافلات والباصات والسـَّيارات ؛ حتى لاتـُعرّض نفسها للشـُّبهة والسـُّخرية والإسـتهزاء !!؟؟ لأنها ليست أماكن مناسبة للعقلاء ؛ أن يتحدثوا فيها عن مثل هذه الأشياء .
عبدالله شيخ الشباب
طالب جامعي ـ سنة ثانية هندسة
اضف تعقيب